- كهرباء عدن : 11 محطة توليد متوقفة عن العمل مقابل 6 قيد التشغيل
- صحيفة اسرائيلية: مقتل عدد من قيادات الحوثي بغارات جوية مجهولة
- الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم
- تعز.. اعتقال قاتل والد غدير الشرعبي
- الهجرة الدولية : تراجع عدد النازحين باليمن خلال العام الماضي
- الكشف عن آخر التطورات العسكرية في البيضاء
- لحج.. القبض على امرأة قتلت زوجها
- مستأجرون في لحج يناشدون التركي وقف تأجير المساكن بالريال السعودي ووضع حد لجشع المؤجرين
- سقوط كارثي كبير للريال اليمني صباح اليوم 12 يناير
- أسعار الأسماك اليوم الاحد 12 يناير في العاصمة عدن
ماذا تعني المشاريع الصغيرة ؟ في المصطلح السياسي تعني – بحسب ما ورد على لسان الرئيس السابق علي عبدالله صالح – الانفصال وإنهاء دولة الوحدة ، بإقامة دولة الجنوب او استعادة دولة الجنوب ، هذا الوصف جاء للتقليل من أهمية مطالب الجنوب السياسية الذي ذاق الوان من الجرائم والانتهاكات .
واستخدام ذات المصطلح (المشاريع الصغيرة) او (المشاريع المنقوصة ) من قبل الحراك الجنوبي ، جاء للتقليل من أي مشروع سياسي سقفه دون استعادة الدولة كالفيدرالية او الأقاليم . وفي ظل المناكفات والحرب الكلامية أطلق الشمال بعض العبارات الموجهة الى قيادات الجنوب مثل (الفاقدين مصالحهم) او (حركة مطالب مشروعة) لتسويق فكرة ان الجنوب امتداد طبيعي وشرعي للشمال وما يحدث به من ثورة انما هو في اطار المطالب التي تحدث في أي دولة ، والقادة الذين يمثلون الثورة في الجنوب لا يعدون كونهم أناس فقدوا مصالحهم الشخصية؛ لهذا هم لا يدافعون عن شعب بل يريدون العودة الى ترفهم ومكانتهم السابقة .. هذه الحرب الكلامية استخدمها الشمال ضد الجنوب واستخدم الحراك الجنوبي شعار (استعادة الدولة ) كمشروع كبير لكن برؤى صغيرة!
وكان ذلك مع الأسف الشديد في إطار رد الفعل وليس الفعل، بمعنى ان عقدة استعادة الدولة انسحبت الى كل المفاهيم الحياتية الأخرى في الجنوب بما في ذلك الغاء الحقوق والاستكانة أمام الظلم الفادح التي تلحق بالمواطن الجنوبي ، خوفا من ان يظن العالم اننا نطالب الدولة المركزية بحقوقنا وهذا بالعرف السياسي – كما يظن بعض ساسة الحراك الجنوبي – حركة مطلبية في إطار الدولة بما يعني فقدان الحق في استعادة الدولة في الجنوب !
هذا القصور الفظيع في فهم الأمور جعل الحراك الجنوبي يقع في فخ الخوف من تفسير أفعاله على الأرض بشكل مبالغ فيه ، وصار شعار استعادة الدولة كهدف شرعي حقيقي تؤمن به الجماهير ، حاجز دون استعادة الحقوق ولو بطريقة ثورية ، في ظل المراوحة المكانية للحراك الجنوبي السياسي – وليس الثوري- .
ان ترك المواطن الجنوبي نهبا للغطرسة من قبل قوى النفود المرتبطة بالمركز خطأ فادح ، ومن تلك الغطرسات ما أعلن عن قيام لجنة خاصة بمعالجة (مشكلات) استلام أراضي بئر فضل ، يمثل فيها المواطن كضحية ذات المتنفذ الذي أعاق أي خطوة لاستلام المواطنين لأراضيهم وهو المتنفذ (بن عثيمان ) في الاجتماع الذي اقر تنفيد مخطط وتسليم عقود جديدة ومع الاسف كل الاطراف جنوبية ، وسيجري الالتفاف على أراضي المواطنين وبيعها بيعا صوريا فيما بين المتنفذين الجنوبيين وبهذا اذا قامت الدولة في الجنوب – وهذا أمر مفروغ منه – لن ينال المواطن الجنوبي ارضه لأن غريمه جنوبي واشترى عقد رسمي !
هذا واحد من أوجه الغباء السياسي وغيره كثير، منها ؛ ان إيجارات العقارات التي نهبها مثلا المتنفذ (الافندم طريق) تذهب بكل يسر وتلقائية الى جيبه وهو في أقصى الشمال ، وغيره كثير ، ولا ادري من أين للحراك هذه القناعة في عدم مقاومة الظلم ؟ وان هذه المقاومة للظلم ستحسب استجداء للمطالب وهذه العقدة الثانية الجنوبية ، وإذا كانت مقاومة الظلم تنازل عن استعادة الدولة والتحرير لما قامت ثورة غاندي أو ثورة اكتوبر في الجنوب التي خرجت تطالب المستعمر بالحقوق وبالرحيل الى ان نال استقلاله الناجز في 30نوفمبر 67 .
لقد دار حوار قصيرا بيني وبين قيادات الحراك الجنوبي في ساحة العروض او الحرية في خورمكسر مساء الأربعاء 4/مارس 2015 على خلفية عزمي الالتقاء بعدد من الحائزين على وثائق تمليك أراضي بئر فضل في ساحة العروض ، لتشكيل لجنة متابعة ، ونظرا لاعتراض القيادات في ساحة العروض على هذا العزم اعترض بعض الأمنيين في الساحة بكل أدب فواصلت الحوار مع القيادة بكل ودية التي تمسكت بنبذ المشاريع الصغيرة ، حاولت ان اوضح لهم اننا في بيتنا في ارضنا بين اهلنا نلجأ إليكم كمكان وليس كجهة سياسية . نريد تشكيل لجنة متابعة فقط ومن ثم ننطلق لمتابعة حقوقنا .. كان الرد :توجه بمن معك الى مبنى محافظة عدن ! قلت : جئت شاكيا منهم إليكم طالبا النصرة ، كيف تعيدوني إليهم ؟
لم يشفع حديثي الودي اليهم وأنا وحيد أحمل أوراق وسجل خاص بحصر المستفيدين من لجنة المتابعة، بينما آثر بعض من دعوتهم للحضور الى الساحة المغادرة بفعل استهجان المناوبين على خدمة الساحة لمجرد ذكرهم (لجنة متابعة أراضي بئر فضل ) ، كانوا يبحثون عني لكنهم وجدوا المكان غير مرحب بهم فعادوا أدراجهم بلا أمل .
كثيرا ما يردد أهلنا في مختلف الساحات الجنوبية (نحن نبحث عن وطن) ، ووطن يحمل معنى (الدولة) في قولنا استعادة الدولة ، مع ان هناك فرق بين المفهومين ولكنه ليس كبيرا ، ولكني أعشق كلمة وطن ، ترى كيف يفهم البعض هذا المعنى الكبير والمقدس ؟ الساسة السطحيين أجزم أنهم يرونه رقعة جغرافية تحتوي على جبال ووديان وبحار وغيرها من التضاريس المادية فقط ولكني ويشاطرني الكثير من الوطنيين أرى ان الوطن مجموعة من البشر أولا ؛ يملكون إحساسا قويا بالانتماء الى المكان .
أدعو الساسة القائمين على خدمة الحراك الجنوبي في ساحة العروض ان يكونوا أكثر قربا من احتياجات المواطن وان يجعلوا من الساحة مكانا حيويا ليس جامدا ، مكان تنمو فيه المشاعر بأبوية الساحة وتينع فيه العزيمة لمقاومة الظلم الذي صار جزءً من يومياتنا في الجنوب . ان الانسان هو الهدف من كل الثورات ولن يرقى الحراك الى مستوى الثورة حتى يشعر المواطن في الجنوب ان الساحة نبضه الدافق ، وانه مرتبط بها ارتباطا عضويا مصيريا . وان العمل السياسي بأسلوب سدنة المعبد لا يليق في عصرنا هذا المتحرك جدا .. ستعود الدولة عندما يعود إلينا الإحساس بالوطن وبعلاقتنا العضوية معه .. أما الآن مازالت الغصة تمنعنا من الحرية والحرية المسؤولة هي الوطن.
صحيفة الامناء