آخر تحديث :الاحد 12 يناير 2025 - الساعة:11:29:28
تواجد وسائل الإعلام في عدن وتغطيتها للأحداث كيف يمكن الاستفادة منها لخدمة الجنوب؟ (تقرير مصور)
(استطلاع/ فتاح المحرمي )

 

بعد مغادرة هادي إلى عدن تحولت وسائل إعلام عربية عدة في تغطيتها للأحداث من عدن لتنقل صورة ما يحدث في عدن وصنعاء عبر تغطياتها عبر التقارير أو استضافة المحللين والنقاد والصحفيين.. ويعتبر الكل وجود هذه التغطية غاية في الأهمية سيما إذا ما تم استغلالها من قبل الحراك الجنوبي وخصوصا في ضل التواجد الدبلوماسي في عدن, وبهذا الخصوص قامت "الأمناء" بعمل استطلاع آراء الشارع الجنوبي حول هذه التغطيات وكيفية الاستفادة منها وطرحنا عليهم التساؤل التالي: كمواطن جنوبي كيف تنظر لهذه التغطية وكيف بالإمكان أن نستفيد منها كجنوبيين..؟! وقد خرجنا بالحصيلة التالية:

استطلاع/ فتاح المحرمي

السياسات تأثر في الإعلام وأملنا في الإعلام الجنوبي

 البداية كانت مع الكاتبة الجنوبية "شفاء الناصر" والتي تحدثت بمنطق الواقع قائلة: في البداية أحب الإشارة إلى أن الأخبار صناعة، والحياد فيها موضوع صعب؛ لكن الموضوعية مسألة ممكنة، والخبر قد يكون منصف وقد يكون مقرف قد يكون بارد  وقد يكون حار، قد يكون تافه وقد يكون مفيد .. الحكم والتقييم على الخبر يعتمد على فكر وثقافة ومعرفة المتلقي له..، ومنذ تواجد الرئيس هادي في عدن، فإن التغطية الإعلامية العربية والمحلية لم تلعب الدور المنوط بها بشكل مهني وأخلاقي كما يجب, حيث لعبت الأيدولوجيات ومراكز السلطة المالية والسياسية دوراً بارزاً، واتضح أن الإعلاميين يتحركون بموجب إملاءات وسياسات، معينة لا تمت للعملية الإعلامية النزيهة بصلة..

وبما أن العمل الصحافي الحقيقي لا علاقة له بـ"مع" أو "ضد"، بل الصدق في نقل المعلومة، فإن أملنا كبير على الإعلام الجنوبي في نقل الحقيقة ،  من خلال تغطية متوازنة يستطيع تقديمها للمشاهد للجنوبي وبما يخدم الجنوب وقضيته بأخلاقيات المهنة التي تحترم الحقيقة وتقدسها ..

تعامل مبني على حق المواطنة الجنوبية

 الناشط "محمد مظفر العولقي" المعروف باسم حيد صيرة، كان له الحديث التالي: كنا منذ وقت مبكر نطالب الرئيس هادي بالنزول إلى عدن قبل أن يتعرض إلى ما تعرض له وتكسر هيبة العسكري الجنوبي وما تعرض له الحرس الرئاسي، برغم موقفنا الواضح من شرعية هادي كرئيس لليمن الدولة التي تحتل جنوبنا فتعاملنا مع هادي هو تعامل مبني على حق المواطنة الجنوبية ..

وتابع: هذه العودة جذبت وسائل الإعلام ومن الطبيعي أن يكون تناولها للأحداث سلبي فيما يخص الجنوب والثورة الجنوبية وهذا لعدت أسباب أهمها أن هادي وفي حقيقة الأمر لازال هادي من وجهة نظري فاقد امتلاك القرار ..الى جانب قيود الوصاية الدولية ومكتب العشر ومن ثم البطانة غير الصالحة التي تحيط بالرئيس هادي.

وبقدر مطالبتنا بتفعيل الأنشطة والفعاليات الثورية حتى نستغل تواجد الإعلام فإننا نطالبه من هذه المنابر الإعلامية أن تكون  مع الشعب الجنوبي كي يضمن حاضن شعبي.

 وذهب العولقي ليقول: أن هادي إذا لم يوفر لنفسه غطاء شعبي، فلا قيمة لأي غطاء سياسي سوى دولي أو إقليمي دون غطاء شعبي ولذلك فعلى هادي أن يبحث عن غطاء شعبي.

فرصة يجب الاستفادة منها ومن التواجد الدبلوماسي

بدوره، الصحفي "محمد عبدالوهاب اليزيدي" المكلا، كان له الحديث الذي قال أنه نتيجة لوجود الرئيس هادي، أمر يكاد أن يُمثل فرصة ذهبية للثورة الجنوبية، في تواجد تلك الوسائل على مدار الساعة ورغبتها الجامحة في تغطية أي أحداث تشهدها العاصمة عدن نتيجة للتطورات التي تشهدها الساحة اليمنية، وفيما يخص الاستفادة من تواجد هذه الوسائل يتبع اليزيدي برئيه في أن على قادة الحركة الثورة السلمية الجنوبية استغلال هذه الفرصة بشكل كبير من خلال تحريك الشارع الجنوبي بصورة أكبر وحشد التظاهرات الشعبية المؤيدة للثورة الجنوبية بشكل كثيف ومستمر وإن كان بشكل يومي أو شبه يومي. أعتقد أن هذا سيُسهم في التعريف أكثر بالثورة وسيكون بمثابة نافذه للعالم على الجنوب وثورته. وتابع اليزيدي بالقول: كما يجب على مكونات الثورة الجنوبية تصعيد نشاطها الثوري والاستفادة خصوصاً في ظل التزاحم الدبلوماسي والدولي الذي تشهده المدينة،  ناهيك عن ضرورة أن يستغل الصحفيون والنشطاء وقادة الثورة الجنوبية وجود تلك الوسائل الإعلامية للظهور عليها والحديث عن الثورة الجنوبية ومطالب شعب الجنوب ، سيكون هذا أمر رائع وقد يُحقق الكثير .

 جذب وسائل الإعلام

الناشط "سالم السعدي" هو الآخر، كان له حديث مختصر حيث قال: شكلت عودة الرئيس هادي إلى عدن نقلة نوعية مهمة لجذب الإعلام الخارجي إلى الجنوب عامة وعدن خاصة بعدما كانت قضيتنا مغيبة إعلاميا، وإن كانت هناك بعض التغطية الإعلامية ولكنها كانت تصل للعالم الخارجي بشكل مجافي للحقيقة لاعتماد تلك الوسائل الإعلامية على مراسلين يمثلون سلطات الاحتلال وينشرون ما يتوافق مع رؤيتهم السياسية والجهات التي ينتمون إليها ،وفيما يخص كيفية الاستفادة من تواجد الإعلام في عدن فيجب على مكونات الثورة الجنوبية ان تعمل على جذب هذا الاعلام لان الأمل  من الوسائل الإعلامية لإعادة النظر فيمن تعتمد عليهم في نقل والتحري عن المعلومة من أرض الواقع تعد اتكالية وهذه ليست في صالحنا.

إيجاد طرق وأساليب وفعاليات متجددة ومتنوعة

من جهته، قال الإعلامي "صلاح القعشمي" انه شيء طبيعي بل ومؤكد ان ينتقل الإعلام مع انتقال رئيس دولة خصوصا وان الوضع ايضا فيه أمور ومستجدات متسارعة لذا فانه من البديهي ان يكون الإعلام متابع وملامس للحدث والاعلام العربي ليس الوحيد بل هناك إعلام إقليمي يتابع عن قرب.

وبالنسبة للشطر الأخر فيما يخص الثورة الجنوبية وكيفية الاستفادة يردف القعشمي: يرى في أنه لابد أن يتفاعل الحراك الجنوبي ويستغل هذا التواجد الإعلامي خصوصا اذا ما نظرنا الى ان أغلب الوسائل الإعلامية كلما نشرت خبرا عن تواجد عبدربه ولقاءاته المتعددة قانها لا تغيب الحراك الثوري المطالب بالانفصال حب التعبير الروتيني الذي اتبعته مختلف وسائل الإعلام وبالتالي فانه بات من الضروري أن تفتح قنوات وخطوط  تواصل مع مندوبي ومراسلي وسائل الإعلام المتواجدة في عدن وبذل الجهود معها كي تكون متفاعلة أكثر مع القضية الجنوبية وإحراجها ان تتطلب الأمر.

ويتبع القعشمي بالقول ما ينبغي الإشارة إليه ان وسائل الإعلام المختلفة تبحث عن الجديد لا عن الأسلوب الروتيني المتبع وعلى قيادات الثورة بدرجة رئيسية إيجاد طرق وأساليب وفعاليات متجددة وهنا ستكون تلك الوسائل ومراسلوها مجبرين على نقل المستجد أما الروتيني المعتاد فلا جدوى منه..

انتماء مراسلي وسائل الإعلام إلى الشمال

وفي ختام استطلاعنا الذي كانت محطته الأخيرة، مع الشاب "سالم عكوش" الذي رأى ان التغطيات التي تقوم بها وسائل الإعلام، ليست بالشكل المطلوب جنوبيا لكون هذه الوسائل يقوم عليها أشخاص من أبناء العربية اليمنية, ومع ذلك يبقى تواجد هذه الوسائل في عدن فرصة سانحة على الحراك الجنوبي لكي يستمر بنشاطه السلمي المطالب باستعادة الدولة، سيما في ضل تواجد البعثات الدبلوماسية ووسائل الإعلام العالمية في عدن؛ لتوصيل قضيتنا بشكل أفضل. وتابع عكوش بالقول ان علينا في الحراك الجنوبي ان نستغل هذا التواجد للتنسيق بين المكونات الثورية الجنوبية وبين الجنوبيين الذين يخدمون القضية الجنوبية من سلطات محلية وقادة جنوبيين لا سيما وهؤلاء لديهم ارتباط بالبعثات الدبلوماسية وعلينا ان نبتعد عن الأحداث التي يمكن ان يستغلها هذا الإعلام وحرف رسالتها وتوجيهها ضد الجنوبيين المتواجدين في عدن.

صحيفة الامناء




شارك برأيك