تلك مرحلة وعهد مضى من تاريخ ونضال شعب الجنوب ضد الاستعمار وأدواته توجت باستقلال جنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر1967م، عهد جديد قاده المناضلون والثوار من أبناء الجنوب في ظل قيادة الحزب الاشتراكي ومكتبه السياسي ولجنته المركزية، وشهدت تلك الفترة إعداد الإنسان الجنوبي تعليمًا وثقافيًا وصحيًا وخدميًا، ففي مجال التعليم أنشئت المدارس في عموم محافظات الجمهورية الست: الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة، هكذا كان التقسيم الإداري، ثم قامت الدولة بمحو الأمية ومحاربتها، كما قامت بإنشاء مدارس ومجمعات البدو الرحل وتوطينهم في القرى والمدن بعد القضاء على الثارات القبلية وسحقها وجمع أبناء البدو الرحل والقبائل ودمجهم في المجتمع واستيعابهم في مؤسسات الجيش والأمن، وتخرج من مدارس البدو الرحل منهم اليوم يحملون رتبًا عسكريةً، كل ذلك كان بفضل ثورة  14 أكتوبر وثوارها وقادتها.

 وفي مجال العمل والتوظيف أنشؤوا القطاع العام الذي استوعب حوالي 60,000 وظيفة، إلى جانب العمل في الخدمة المدنية، ناهيك عن وزارة الدفاع والداخلية وفروعها، وفي مجال الزراعة شهدت (ج. ي. د. ش) نهضة زراعية، فأنشأت الجمعيات والفرق الإنتاجية واستصلاح  الأراضي البور وتقديم المضخات والبذور والآلات الزراعية وضبط أسعار الوقود وشراء المحاصيل من قبل الدولة تشجيعًا ودعمًا للمزارعين، حتى أصبحت الدولة والبلاد لديها اكتفاء ذاتي من الحبوب والخضار، والأهم من ذلك تثبيت الأمن والأمان والحفاظ على العملة مقابل الدولار، حيث كان الدينار يساوي ثلاثة دولارات، والدينار يساوي عشرة ريال سعودي، وكانت المعيشة والأساسيات في حياة الناس في متناول الجميع، وأفضل ما قدمته الدولة مجانية التعليم والصحة فاستقدمت في مطلع السبعينيات أفضل المدرسين من مصر العربية والسودان والعراق وسوريا وفلسطين شاركوا في نهضة التعليم في جمهورية اليمن الديمقراطية، وفي مجال الصحة ساهمت كثير من الدول الصديقة بالأطباء كروسيا والصين وألمانيا الشرقية والمجر وكوبا.

كما نقدم الشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة وشعبها في هذين المجالين، وهما التعليم والصحة، لما قامت به من بناء مدارس ومستشفيات في تلك الفترة التي كانت فيها دول الجوار تحاصر الدولة السابقة، والتي أنهت نضالها وشموخها ومجدها باختيارها ووفاءً لعهدها وشعارها لتوحيد اليمن والذي قوبل بالغدر والتآمر من قبل الشقيق والصديق.. دولة عاشت ربع قرن في جنوب الجزيرة العربية عضوًا فاعلًا في الجامعة العربية وعضوًا في الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية بفضلها وعلى حسابها عاشت الجمهورية العربية اليمنية عيشة رخاء وشيء من الكرامة والامتيازات، وبعد إقناعكم أو قناعتكم بالإلغاء والانقلاب على شريك الوحدة القوي والنزيه والمنظم.. أين وضع اليمن اليوم بشطريه لا زالت ذاكرة دولتنا وحزبها الاشتراكي عالقة في الأذهان.. رحم الله تلك الحقبة.. حماة البشر والشجر والحجر واليوم كل شيء مستباح في اليمن هناك تحصل أخطاء والمثل يقول: اذكروا محاسن موتاكم.