آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
ولو قول الحقيقة مزعج
(الامناء نت / كتب / العميد محمد فريد الردفاني:)

لايختلف اثنان حول حقيقة، مفادها، ان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وصل في تدخله في اليمن الى نقطة الحرج. 

فخلال حرب ضروس دامت لاكثر من ثمان سنوات، لمواجهة جماعة الحوثي التي يقال عنها انها انقلبت عن سلطات الرئيس الشرعي عبد ربه منصور في 2014م. 

حكاية لا يقبلها ،منطق حال هذه الجماعة قليلة العدد و العدة والسلاح. جماعة هشة هشاشة بيت العنكبوت. مقارنة بتحالف عربي يمتلك جيوش وعتاد وسلاح تحالف دول هي الاكبر تسليحا ومالا في الوطن العربي، بل منافسة لكبار جيوش العالم. 

اذن السؤال هنا لماذا وصل التحالف العربي الى نقطة الاحراج، رغم هذه القدرات العسكرية الهائلة والكبيرة، مقارنة مع من لا يملك ولو2%من جبروت التحالف الحربي. باي منطق، اطقم وسلاح خفيف ومتوسط، اوصلت التحالف وحلفائه من امبراطوريات العالم الى نقطة الاحراج .!. ماذا لو امتلك المقاتل اليمني، امكانية التحالف عتادا ومالا..!؟ .

للاجابة على كل ذلك، ومعرفة اسباب ومسببات هذه النتيجة التي وضعت التحالف في ميزان (الاحراج) بالمفهوم الفلسفي .

الاحراج عند كبار قدمى الفلاسفة ، مفهوم فلسفي يكشف حركة وتحرك الانسان صوب قضية ثم وصوله الى نقطة الاحراج . فبحسب الفلاسفة اليونان الاحراج ( تعبيرا عن مشكلة يصعب حلها، بسبب تناقض ما في الموضوع نفسه، او في التصور الخاص به).

فرضية فلسفية تصل صاحبها بالضرورة الى استحالة الحركة صوب اهداف القضية بسبب التناقضات الكامنة في ذاتها. 

وقد اكتسب مصطلح الاحراج معنى فلسفيا عند كبار الفلاسفة ،مثل افلاطون، وارسطو،وصار عند كانط اكثر صلة بالنقائض. 

اذن ماهي العوامل التي اوصلت التحالف الى نقطة (الإحراج)؟ . التي جعلت استحالة اسقاط انقلاب الحوثي ،واستحالة عودة الشرعية الى صنعاء؟. 

برأينا ،ان من العوامل التي قادت الى هذه النتيجة منها :

1--من اخطاء التحالف القاتلة للهدف المرجو من تدخله في اليمن، هو تفكيك الجيش اليمني، واستبداله، بماليشيات تحت اسم الجيش الوطني، غير نظامية ،وغير مدربة عسكريا .فضلا من كون هذه التشكيلات القتالية، حصيلة و لاءات ،شخصية، و حزبية، ومكونات مسلحة جديدة انشأها التحالف ، ولاكثر من ذلك قائمة على اساس مناطقي ، و مذهبي عقائدي ديني.... الخ. 

تشكيلات بعتادها وعدتها، غير مؤسساتية، يصعب توحيدها عملياتيا، و امداديا، ولا كذلك ماليا. 

كل هذا جعل منها غير قابلة لسيطرة والتوجيه لخوض القتال مع العدو، بطرق متطلبات العلوم العسكرية الحديثة ... الخ. 

2-- تركيز التحالف من الوهلة الاولى على دعم، اشخاص وجماعات،لادعم مؤسسي لدولة اليمنية. 

3- تجاهل التحالف خلال ثمان سنوات حرب، توحيد مكونات الشرعية، ليجعل منها اكثر قوة لمجابهة العدو، بل تقوقع في اعتماد ادارة خلافات مكونات الشرعية.،بل تشبيعها بمكونات جديدة ،تناقض بعضها و مع الاخر في اطار الشرعية . 

4-- سياسيا، ابتعد التحالف تماما عن التدخل والخوض في اسباب ومسببات ازمة اليمن الرئيسة، المتمثلة في فشل الوحدة اليمنية، الذي كان عليه اي التحالف جمع طرفي الوحدة (الجنوب والشمال) ثم بحث هذا الفشل، وتقرير مايلزم تجاه ذلك ،اما وحدة حقيقية مرضية للطرفين، اما فك الارتباط بينهما. (ان فعل التحالف لكان اليمن، والجوار، ومصالح المجتمع الدولي بخير). 

5-- الرضاء تجاه قيادة الشرعية في الاقامة خارج اليمن، وترك ممارستهم سلطات الدولة من داخل اليمن. 

تلك شيء من متناقضات مافي القضية نفسها التي لاجلها تدخل التحالف في اليمن ،تناقضات جعلت ازمة اليمن مشكلة يصعب حلها ،وهنا نقطة الاحراج التي اوصل التحالف نفسه فيها لسوء ادارة الحالة..!. نعم نتيجة - للاسف - فيها كسب القوة من لا قوة له. وكسب شرعية من لاشرعية له. وصار اليمن بين اكثر من شرعية..!.  

اذن وان كان قول الحقيقة مرة ، ان من اوصل التحالف الى نقطة الاحراج بالمفهوم الفلسفي، هو التحالف نفسة. ولاشك تدارك الامر ، فيما اذا وضع التحالف القضية الجنوبية في اولويات مسار مفاوضات الحل النهائي للازمة اليمنية .

قلت ما عندي والباقي على التحالف العربي.



شارك برأيك