آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:18:43:51
كنت معتقلاً في سجون الإحتلال اليمني.. !! "الحلقة الثالثة"
(الامناء نت / كتب / ناصر التميمي:)

وتحت وطأة الاحتجاجات المتواصلة من قبل المعتقلين داخل السجن المركزي بالمكلا حينها ،للمطالبة بتقديمهم للمحاكمة أو إطلاق سراحهم ،عقد اجتماع 

داخل العنبر (11) الذي نقل إليه جميع المعتقلين عقب صلاة العشاء يوم الثلاثاء الموافق 2009/7/22م برئاسة فواز باعوم ،وتم الإتفاق على تنفيذ اعتصام مفتوح في باحة السجن في اليوم الثاني عند خروج الجميع للاستراحة، وعدم الدخول الى العنبر الا بعد أن تستجيب إدارة السجن بتقديم المعتقلين إلى المحاكمة في المحاكم بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر ونيف على البعض دون أن يقدموا للمحاكم .

 

وفعلا في صباح اليوم الثاني تم اخراج المعتقلين والمساجين لأخذ قسط من الراحة واستقبال الزيارات إلى باحة السجن ،كان المعتقلين قد اتفقوا على عدم تنفيذ اعتصام مفتوح في باحة السجن و الدخول الى العنبر الا بعد أن تستجيب إدارة السجن بتقديم المعتقلين للمحاكم ،وعندما انتهى الوقت المخصص الاستراحة تفاجأت إدارة السجن بعدم دخول معتقلوا الحراك الجنوبي الى العنبر ،فارسلوا أحد الجنود للتفاوض معهم وابلغوه انهم لن يدخلوا الى العنبر حتى تأتي إدارة السجن لتستمع لمطالبهم ،وفعلا جاء الجندي ابن العربية اليمنية المدعو خالد الذماري المتحكم بكل صغيرة وكبيرة في السجن حينها وهو الأمر والناهي ،وشكلت لجنة لمقابلة إدارة السجن وفعلا جلست اللجنة مع المسئولين في السجن واتفقوا معهم أنهم سيتابعوا الموضوع مع النيابات خلال مدة عشر ايام ،وعندما عادت اللجنة المكلفة بالموضوع إلى المعتقلين المعتصمين أبلغتهم انهم اتفقوا مع إدارة السجن بمتابعة الموضوع مع النيابات في المحاكم في فترة أقصاها عشر ايام ثم رفع الاعتصام .

 

هكذا كان نظام الإحتلال اليمني يتعامل مع معتقلي الحراك في السجون الموحشة التي كنا نتقاسم فيها الحبة الخبز والعلبة الماء على اكثر من عشرة معتقلين بسبب الحصار الذي كان يفرضه جنود الاحتلال اليمني علينا بحجة اننا من دعاة الانفصال حسب مايزعمون ،هذا جزء بسيط من المعاناة التي قاسيناها وتجرعنا مرارتها نحن وزملاءنا في هذه المعتقلات التي كان المحتل ينقلنا من معتقل إلى آخر ليزرع في نفوسنا الرعب ،ورغم ذلك كانت المعنويات عالية عند الجميع لاننا أصحاب قضية عادلة ،وكنا متحمسين ومضحيين بأرواحنا من أجل الجنوب ومن أجل الحرية والعيش بكرامة ولا نهاب الموت أبدأ وأننا على درب شهداءنا سائرون ..!!

 

وبعد أيام من تنفيذ الاعتصام داخل السجن قام حراسات البوابة الرئيسية من جنود الأمن المركزي الذي يتولون حراستها باحتجاز وجبة الغذاء المرسلة من قيادة الحراك والمخصصة للمعتقلين ،وقاموا باتلافها ورميها في الكدافة ،وحرموا عشرات المعتقلين في هذا اليوم من وجبة الغذاء فمن لايعلم شي عن ماتعرض له المعتقلين فهذه الحقائق نسردها لكم من مذكرات تلك الفترة التي قضيناها بين قضبان سجون الاحتلال اليمني البغيض ،وعندما علمت قيادة الحراك في المكلا بما فعله جنود الأمن المركزي المتوحشين وتصرفهم الأحمق مع وجبة الغداء ،تم تغيير الخطة بدلا من ارسالها بشكل جماعي ويتعرضها جنود الاحتلال فقد قاموا بتوزيعها في سلال باسماء أشخاص معينين حتى تدخل الى السجن ومن ثم يقوم المعتقلين بتجميعها والأكل يكون بصورة جماعية ،وانا هنا أوجه الشكر الجزيل بإسمي عن جميع الذين كانوا معي في المعتقل للجنود المجهولة التي كانت مكلفة بإيصال الغذاء لنا في المعتقل الذين كانوا يخاطرون بأرواحهم من أجل دعم إخوانهم الذين كانوا في غياهب السجون .

 

طبعا مهمة من كان مكلف بإيصال وجبة الغذاء الى السجن ليست مهمة سهلة فهي خطيرة جدا خاصة انك تتعامل مع جنود محتلين غجر لايعرف إلا لغة السلاح ،الا أن شبابنا الشجعان قاموا بالمهنة التي أوكلت لهم على أكمل وجه ،هكذا كنا في تلك الأيام الصعبة التي مرت علينا بحلوها ومرها ،وبعظ بضعة أيام من الاعتصام دخل علينا الجنود المكلفين بتحضير المعتقلين والمساجين عقب صلاة العشاء، وبعد الإنتهاء من كشف التحضير ،بدأ يحضر اسماء المعتقلين الذين سينقلوا للمحاكمة في محكمتي غرب وشرق المكلا يوم الأحد القادم وفقا لخطاب النيابات العامة ،ومن حسن حظي كان اسمي من ضمن الذين سيذهبون إلى محكمة غرب المكلا مع عدد من الزملاء للمثول امام المحكمة ،

 

وفي صبيحة يوم الاحد بتاريخ 2009/8/3م تم إخراجنا من السجن إلى السيارة التي تقل المساجين إلى المحكمة التي تم حشرنا فيها تحت تهديد السلاح من قبل قوات الأمن المركزي التي تتولى الحراسة المدججة بالسلاح وأكثر من أربعة اطعم رغم أنها لاتتسع الا لعشرة معتقلين فقط وعددنا عشرون معتقل ،وعندما وصلنا إلى محكمة شرق المكلا الواقعة في الديس تم اخراج جزؤ مننا وتحركوا بالبقية إلى محكمة غرب المكلا الواقعة في المنورة ،وعند أنزالنا الى قاعة المحكمة حصلت مشادة كلامية بين المعتقل خالد باطليلة واحد الجنود الذي باشر بشحن سلاحة ووجهه نحو صدورنا ولو لا لطف الله لأطلق النار علينا اونحن مكبلين بالاقفال الحديدية ،وتعدنا بعقاب جماعي حد قوله .

 

وللحديث بقية ..يتبع في الحلقة القادمة







شارك برأيك