آخر تحديث :الاحد 12 مايو 2024 - الساعة:22:43:59
السعودية توجه صفعة لإخوان اليمن ..
صحيفة دولية تكشف المستور : الإخوان فشلوا في إقناع الرياض بدعمهم لمواجهة الانتقالي وملف العسكرية الأولى تم حسمه
("الأمناء" تقرير خاص:)

كيف أرعب الانتقالي الجنوبي قيادة حزب الإصلاح؟

هل تخرج الأوضاع في وادي حضرموت من أيدي الإخوان؟

هل ينتحر الإخوان بوادي حضرموت؟

جنوبيون: المنطقة الأولى شوكة بخاصرة الجنوب يجب نزعها

 

بدأت الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية في وادي حضرموت تخرج عن سيطرة حزب الإصلاح الإخواني، الذي يهيمن على تلك المناطق الغنية بالنفط منذ ما بعد حرب صيف عام 1994م أثناء غزو الجنوب واحتلاله من قبل قوى الشمال.

وبعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على شبوة وقبلها أبين، بالكامل، يركز جهوده حاليا على وادي وصحراء حضرموت المحتلة من حزب الإصلاح الإخواني، حيث يمارس ضغوطا على التحالف العربي لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص بنوده على خروج كامل لقوات الشمال من الجنوب.

جرت محاولات عديدة لدفع قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى الخروج والالتحاق بجبهات القتال ضد الحوثيين في الشمال، لكن حزب الإصلاح الإخواني ظل يمانع، لدواعٍ سياسية مرتبطة برغبته في الاستئثار بالمحافظة الغنية بالنفط والحفاظ على موطئ قدم في الجنوب.

وسلطت صحيفة دولية على الأوضاع في وادي حضرموت، وكشفت عن التطورات السياسية وما يدور في الكواليس بين قيادة التحالف العربي والطرف الجنوبي البارز "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومع مجلس القيادة الرئاسي.

وقالت صحيفة العرب اللندنية الصادرة من بريطانيا أن حضرموت ساحة لأجندات مضادة باليمن، مؤكدة أن حزب الإصلاح الإخواني يفشل في إقناع السعودية بدعمه في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية في وادي حضرموت.

ورأت الصحيفة البريطانية أن زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي إلى المكلا أقلقت راحة الإخوان وأن الأمور لا تسير بحضرموت وفق ما يخطط له حزب التجمع الوطني للإصلاح، الأمر الذي يدفعه إلى تبني خيارات انتحارية كالذهاب إلى مواجهة مسلحة مع فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يصر على أن حضرموت هي جزء لا يتجزأ من دولة الجنوب المقبلة، ولا مجال للتفريط فيها.

وتقول الصحيفة في تقريرها "إن الأنظار هذه الأيام باليمن تتركز على حضرموت التي تشهد تزاحما لأجندات متضادة، وسط مخاوف من تحول الصراع الدائر حولها بين القوى اليمنية إلى نزاع مسلح، يزيد من تعقيدات الأزمة المستمرة منذ تسع سنوات".

وكشفت الصحيفة عن تحركات للإخوان توحي بأن هناك نوايا للحزب للمواجهة عسكريا ضد المجلس الانتقالي، حيث قالت إن حزب التجمع الوطني للإصلاح عزز مؤخرا حضوره العسكري، ونشر عدة تشكيلات لاسيما في وادي وصحراء حضرموت، فيما أبدى رسالة تحذير لخصمه السياسي المجلس الانتقالي من مغبة المساس بنفوذه.

وتضيف الصحيفة أن حزب الإصلاح عمد مؤخرا إلى التحرك إقليميا بالتوازي مع إعادة الانتشار في المنطقة وتعزيز التحصينات، وقام بإرسال وفود حضرمية مقربة منه إلى السعودية في محاولة منه لإقناع المملكة بضرورة وضع حد لتحركات الانتقالي.

وتؤكد الصحيفة الدولية أن معضلة حزب الإصلاح بحضرموت تفاقمت لا سيما مع فشل زيارة الوفود الحضرمية الموالية له إلى الرياض.

وتقول الصحيفة إن الإجابة جاءت بشكل سريع من خلال قيام رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بتعيينات عسكرية بوادي وصحراء حضرموت شملت تعيين القيادي في قوات النخبة الحضرمية المقرّب من المجلس الانتقالي العقيد الركن عامر عبدالله محمد بن حطيان، رئيس أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى، خلفا للعميد يحيى أبو عوجاء، المحسوب على الإصلاح، والذي رفض الانصياع للقرار.

وأكدت الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون وادي حضرموت الاثنين أن الوفد الزائر للعاصمة السعودية الرياض - الذي يدعي تمثيل حضرموت - لا يمثل تطلعات أبناء المحافظة، المطالبين بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة خلال التصعيد الشعبي في مدن وادي حضرموت، والذي توج بمليونية الخلاص.

وحمّلت الهيئة خلال اجتماع لها المنطقة العسكرية الأولى تبعات الاستحداثات سواء ببناء المتارس أو نشر العديد من المعدات العسكرية الثقيلة في مدن وادي حضرموت.

ويرى متابعون للشأن اليمني أن حزب الإصلاح الذي فقد معظم مراكز نفوذه بالشمال يحاول الحفاظ على ما تبقى له من ثقل في عدد من المحافظات على غرار حضرموت وتعز ومأرب.

ويشير المتابعون إلى أن إصرار الحزب الإخواني على البقاء بحضرموت يعود إلى عدة دوافع من بينها ضمان ثقل له بالجنوب، وأيضا الاستئثار بثروات المحافظة الطاقية، ويلقى هذا الإصرار معارضة شديدة من المجتمع المحلي في المحافظة، كما أنه يصطدم بأجندة المجلس الانتقالي الذي يطمح إلى استعادة الدولة الجنوبية، وأن تكون حضرموت عاصمتها الثانية بعد عدن.

وأشار التقرير إلى أن المجلس الانتقالي حرص على عقد الدورة السادسة من الجمعية العمومية في مدينة المكلا عاصمة حضرموت في 21 مايو المنصرم، وهو التاريخ الذي يصادف إعلان نائب رئيس الجمهورية الأسبق علي سالم البيض، قرار فك الوحدة إبان حرب صيف 1994 بين القوات اليمنية التي تتشكل من مقاتلين شماليين، والقوات التي كانت تتبع الحزب الاشتراكي اليمني.

وجاء اختيار المجلس الانتقالي المكلا لعقد الجمعية العمومية، وهي بمثابة هيئة تشريعية، بعد أيام قليلة من عقد اللقاء التشاوري الذي ضم طيفا واسعا من المكونات السياسية والمدنية الجنوبية، وكانت الوفود الممثلة لحضرموت حاضرة بقوة بذلك اللقاء الذي وضع خارطة طريق لإقامة الدولة الجنوبية المقبلة.

ويقول التقرير إن نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في تنظيم اللقاء التشاوري والمشاركة المهمة للحضرميين أثارا حالة من الرعب لدى قيادة حزب الإصلاح، الذي حاول قبل ذلك استمالة مكونات حضرموت من أجل إعلان حضرموت إقليما منفصلا.

ويشير التقرير - وفقا لمراقبين - إلى أن معضلة الحزب بحضرموت تفاقمت لاسيما مع فشل زيارة الوفود الحضرمية الموالية له إلى الرياض، حيث كان يعتقد أن الأخيرة ستسارع إلى دعمه في ظل ما يروج عن أزمة صامتة بينها وبين الإمارات التي تدعم المجلس الانتقالي، لكن ذلك لم يتحقق.

وتؤكد الصحيفة أن الأمور بحضرموت تنفلت من أيدي إخوان اليمن، حيث أنه وبعد أن خاب الرهان على تحرك السعودية لكبح تحركات الانتقالي، يجد الحزب نفسه في زاوية حادة تدفعه إلى اتخاذ خطوات انتحارية، من قبل الاستعداد لمواجهة عسكرية مع فصائل الانتقالي.

وكشفت الصحيفة الدولية عن قرارٍ اتخذ داخل مجلس القيادة الرئاسي بشأن تولي قوات درع الوطن، بقيادة بشير المدرعي، تأمين حضرموت وإعطاء المنطقة العسكرية الأولى مهلة للانسحاب.

وقالت الصحيفة إن قرار تكليف قوات درع الوطن بتأمين وادي حضرموت جاء بعد مشاورات بين المجلس الانتقالي والتحالف العربي، وأضافت أن القرار جاء من أجل ضمان أمن الوادي ومنع أي فراغ أمني يمكن أن يستغله الحوثيون والتنظيمات الإرهابية.

ونقلت الصحيفة وفق مصادر لها أن قوات المنطقة الأولى ستمنح مهلة لمغادرة حضرموت، وأوضحت أنه إذا لم تغادر القوات بحلول الموعد المحدد، فإنها ستضطر إلى المغادرة بالقوة.

ويعتبر البعض قرار تكليف قوات درع الوطن بتأمين وادي حضرموت تطوراً مهما في مسار استعادة الدولة الجنوبية، ويعدّ خطوة كبيرة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز سيطرته على المحافظة وطرد قوات المنطقة الأولى.

وكان محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، قد التقى بالرياض، سفير المملكة المتحدة لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، حيث بحث اللقاء العلاقات الثنائية وجهود وحدة الصف في حضرموت وتمثيل المحافظة في التسوية القادمة.

وأكد السفير البريطاني على موقف بلاده الثابت مع اليمن، ودعم مجلس القيادة الرئاسي وجهود التسوية السياسية، مشيدًا بحالة الاستقرار التي جعلت من حضرموت محل تقدير الجميع، ورحّب بدعوة المحافظ لزيارة حضرموت، والوقوف إلى جانب السلطة المحلية لدعم جهودها في مجال الأمن وتوفير الخدمات والتنمية.

 

انتحار الإخوان

وتشير التحركات العسكرية والتعزيزات العسكرية التي تدفع بها مأرب إلى وادي حضرموت إلى تمرد قادم يجهز حزب الإصلاح الإخواني على مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي والانقلاب على الاتفاقات بشأن خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى.

ودفعت المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب أمس الأول بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مناطق وادي حضرموت، تزامنا مع ارتفاع المطالبات الجنوبية برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي والصحراء.

وقالت مصادر خاصة لـ"الأمناء" أن تعزيزات عسكرية مختلفة تابعة للمنطقة العسكرية الثالثة الموالية لجماعة الإخوان خرجت من محافظة مأرب باتجاه وادي حضرموت للتمركز هناك.

وتشير هذه التحركات العسكرية والتعزيزات العسكرية نحو وادي حضرموت، إلى تصعيد جديد وتمرد آخر تسعى جماعة الإخوان تنفيذه في الجنوب ضد مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي.

وجاءت هذه التعزيزات الإخوانية بعد يومين من تصريحات نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعية العمومية اللواء أحمد بن بريك الذي كشف من خلالها وجود اتفاق جديد لاستبدال قوات المنطقة العسكرية الأولى بقوات درع الوطن.

كما يأتي هذه التصعيد والتحركات الإخوانية تزامنا مع دعوات المجلس الانتقالي ألجنوبي وأبناء حضرموت لتنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص على خروج القوات الشمالية في الوادي من الجنوب والانتقال إلى الجبهات لمواجهة مليشيا الحوثي.

ويرى مراقبون سياسيون أن التعزيزات العسكرية إلى حضرموت ونشر قوات المنطقة العسكرية الأولى معداتها الثقيلة واستحداث نقاط جديدة هي رسائل تشير إلى أن هذه القوات تنتقل إلى وضع حالة حرب.

وحذر سياسيون من سقوط ما تبقى من مأرب بيد مليشيا الحوثي، التي تسيطر على معظم مديريات المحافظة وتحشد عناصرها منذ أشهر للسيطرة على المحافظة بالكامل.

ويعلق الأكاديمي والمحلل السياسي د. خالد الشميري على التحشيد العسكري من مأرب إلى الجنوب مؤكدا أن حزب الإخوان يلقي بآخر أوراقه ويختار المواجهة العسكرية بإرسال هذه التعزيزات إلى حضرموت.

وقال الشميري إن القوات المسلحة الجنوبية لن تفرط بأي شبر من الأراضي الجنوبية، ما بدأه الرئيس عيدروس لن ينتهي إلا باستعادة الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى.

فيما يرى الصحفي الجنوبي محمد النود بأن الإمدادات والتعزيزات العسكرية الإخوانية التي تتدفق من مأرب نحو الجنوب تكشف عن حقيقة وطبيعة إصرار الإخوان على التمرد لتجديد الهيمنة الإخوانية، والإبقاء على حضرموت كحديقة خلفية لمأرب.

واضاف أن هذه التعزيزات لم نشاهدها ترسل وتدفق عندما كانت مليشيا الحوثي تتقدم للسيطرة على مأرب، مضيفا أن ذلك ما يؤكد التعاون والتخادم بين المشروعين الحوثي والإخواني باستهداف وادي وصحراء حضرموت.

 

المنطقة الأولى شوكة بخاصرة الجنوب

ويحذر الصحفي الجنوبي خالد سلمان من تواجد قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، ومحافظة المهرة مؤكدا بأن بقاءها خطر على مشروع المجلس الانتقالي.

وقال سلمان في تغريدة نشرها على تويتر إن المنطقة العسكرية الأولى احتياطي مزدوج حوثي إخواني ومصدر دعم لوجستي للإرهاب وهي نقطة التقاء تفاهمات ما تحت الطاولة بينهما.

وأوضح أن المنطقة العسكرية الأولى شوكة في خاصرة مشروع الانتقالي يجب نزعها، سلماً بضغط الإقليم أو بالخيارات الأخرى الممكنة، مشيرا إلى أن حضرموت مدخل إجباري لإكمال وإنجاح مشروع فك الارتباط.

ويؤكد سلمان في تصريح آخر نشره على تويتر أن المنطقة العسكرية تستطيع وهي في لحظة حلاوة الروح، أن ترسل رسائل سياسية أن تمارس الترويع ولكنها لن تستطيع أن تقتل كل الشعب.

وقال إن هذه المنطقة العسكرية عدائية منبوذة من الناس، وبالتالي محكوم عليها بالرحيل سلماً أو حرباً أو بإحلال قوة بديلة كحل وسط، مضيفا: "لموا الأنفار وانصرفوا، خلص الكلام".

ويطالب الصحفي الجنوبي البارز صالح الحنشي القوات الجنوبية إلى سرعة السيطرة على وادي حضرموت لحماية محافظات الجنوب الشرقية.

ويقول الحنشي في منشور له بالفيسبوك إن الإجراءات التي اتخذتها مليشيا الحوثي بإيقاف تصدير الغاز من صافر مؤشر على أن مأرب ستسقط بيد الحوثي.

وأشار إلى أن الحوثيين عبر وساطة عمانية اشترطوا تسليمهم موارد مصفاة صافر، بمعنى أنه في حال لم تسلم لهم إما أن يسقطوا مأرب أو يستهدفوا مصفاة صافر.

وأكد الحنشي أن مليشيا الحوثي قامت بهذه الإجراءات استعدادا للقادم، ما يعني أن على القوات العسكرية الجنوبية التعجيل بالسيطرة على وادي حضرموت لأنه سيتم تسليمه للحوثيين في حال سقطت مأرب.



شارك برأيك