- بن سلمان يتحدث عن معركة خاطفة لتحرير الحديدة وصنعاء من الحوثيين
- صحفي يمني : الفوضى والانفلات الأمني يعصفان بمحافظة تعز
- رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يهنئ الرئيس الزبيدي وشعب الجنوب بالذكرى الـ57 لعيد الاستقلال
- 23 الف مستفيد من خدمات مركز الأطراف الصناعية بعدن
- محافظ حضرموت يُشيد بالإجراءات الجمركية بميناء الوديعة البري
- خط Sea Legend الصيني يناقش وضع الملاحة في عدن
- انتقالي حالمين يحتفي بالذكرى ال"57" لعيد الاستقلال بحفل خطابي وفني
- جبايات الحوثيين تدفع القطاعات التجارية في اليمن نحو الانهيار وشكاوى الضحايا تتصاعد
- الحزب الاشتراكي بعدن يقيم حفلا خطابيا وفنيا بذكرى اكتوبر ونوفمبر وذكرى تأسيس الحزب
- انتقالي المهرة ينظم ندوة سياسية حول أهمية ذكرى الاستقلال الوطني الجنوبي
" إن هذه الدراسة تدعو إلي أن يقوم غير المسلمين بتفصيل دين للمسلمين يكون أكثر تطورً مما يعتنقونه في الوقت الحالي . "شيرلي بينارد"
■ ■ ■ ■
"راند" هي أكبر مؤسسة بحثية أمريكية للدراسات الإستراتيجية والخطط المستقبلية ، لها دورها الواضح في توجيه صانع القرار في البيت الأبيض ، أنشأها الجنرال (هنري أرنولد) - قائد القوات الجوية الأمريكية الأسبق – في مايو 1946 بالتعاون مع شركة (دوجلاس) للطيران، لتعمل كمركز تطوير للمشاريع والبحوث العلمية والسياسية والعسكرية ، تابع للقوات الجوية، ثم إستقلت المؤسسة عن شركة الطيران، وأصبحت تُموَّل من الإدارة الأمريكية فقط.
مؤسسة (راند) أهم رافد من روافد مؤسسات (أوعية الفكر) الأمريكية ، وهي مؤسسات تهتم بالفكر الإستراتيجي، وتختص بمساعدة المؤسسة العسكرية الأمريكية في مواجهة تحديات الأمن القومي الأمريكي ودراسة متغيرات الشئون الدولية ، وتقوم بصياغة دراسات وخطط وبرامج وخرائط وأولويات وآليات تحدد مسار السياسية الخارجية الأمريكية لحقب طويلة، وتلعب تلك المؤسسات دوراً بارزاً في ميكانيزم صناعة القرار الأمريكي.
■ ■ ■ ■
في العام 2004 أصدرت مؤسسة (راند) تقريرا إستراتيجياً فائق الأهمية تحت عنوان جذَّاب هو (إسلام مدني ديمقراطي . شركاء وموارد وإستراتيجيات) ، التقرير أعدته الباحثة في قسم الأمن القومي (شيرلي بينارد) وهي زوجة السفير الأمريكي الشهير (زلماي خليل زاده ) ، وفيه تعلن بوضوح عن ضرورة حتمية تغيير الدين الإسلامي فكريا عن طريق التأثير المباشر.
فالباحثة الأمريكية تهدف بوضوح من خلال تلك الدراسة الهامة إلى صناعة أجيال جديدة متوافقة مع المصالح الأمريكية ، لتلافي 11 سبتمبر جديدة من وجهة نظرها ، و عدم اللجوء إلى التدخل العسكري المكلف كما حدث في العراق ، وفي سبيل ذلك تضع خطة عمل متكاملة لتحديث الدين.
■ ■ ■ ■
في البداية تُقَسِم تيارات الفكر الإسلامي في المجتمعات العربية إلي أربع تيارات رئيسية: - (الأصولي والتقليدي والعلماني وتيار الحداثة) ، وتؤكد على أهمية الإتحاد مع شريك أو تيار ديني موجود قادر على التغلغل و التأثير و خلخلة التيارات الفكرية الرئيسية الموجودة.
الباحثة الأمريكية ذات الأصول النمساوية التي تصل إلي الحل الجوهري من وجهة نظرها لعلاج الأزمة التاريخية بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة كرمز للحضارة الغربية ، وهو البحث عن شركاء جدد أقوياء لنشر الإسلام الديمقراطي الأمريكي.
على الجانب الآخر ، تدعو إلى إيجاد تيار علماني مضاد ، و تدعو الدراسة الكابوسية بصفاقة إلى ضرورة التشكيك في علماء الحديث خصوصاً "الإمام البخاري" ، و هدم مرجعية السُنَّة النبوية ، و البحث في متناقضات في الأحاديث و السُنَّة لنسف ذلك الجانب تماماً ، وإعادة تصفية الأحاديث لإخراج أدلة شرعية تدعم توجهات أكثر تناغماً مع المبادئ العصرية للحضارة الإنسانية.
■ ■ ■ ■
إدارة "باراك أوباما" نفذت الدراسة ، و مزجتها بفكرة "نوح فيلدمان" ، فكانت الإستراتيجية دعم الشركاء تيارات الإسلام السياسي ، و إيصالهم إلى الحكم و السلطة عن طريق وهم الديمقراطية ، و كانت الموارد من قطر و تركيا ، و ظهر النقيض تيار "إسلام بحيري" و طوفان الهجوم الضاري على الإمام البخاري.
■ ■ ■ ■
عام 2007 ، ضربت مؤسسة (راند) من جديد، لتقدم تقريراً ثانياً يحمل عنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة) ، ويسوق التقرير هذه المرة لفكرة أن الصراع القادم هو حرب أفكار و مصطلحات و مفاهيم في المقام الأول يليه الشكل التقليدي العسكري الأمني، ويطالب التقرير بالإستفادة من الخبرات المتراكمة الموجودة لدى الإدارة الأمريكية من فترة الحرب الباردة في إدارة شكل الحرب والصراع المتجدد بين الغرب والإسلام .
وتُوصي الدراسة بتجنيد و صناعة و دعم رجال دين مسلمين ومفكرين ودعاة جدد للشباب وقيادات شعبية شبابية فاعلة وحركات نسائية وجمعيات خيرية والتأثير عليهم، وذلك بإستخدام آليات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية غير الرسمية ، بهدف خلق شبكات تابعة للسيطرة الأمريكية تدعم الإسلام الديمقراطي في المنطقة ، و تُرَوِج لفكرة أن الديمقراطية هى الحل لكل مشاكل المجتمع.
■ ■ ■ ■
وهنا لابد من الإشارة أن الولايات المتحدة إستخدمت نفس الفكرة في صناعة النظام الأردوغاني التركي ليكون (الموديل الموضة) الذي سيتم الترويج له و العمل علي محاكاته وتصديره وتلميعه في الوطن العربي.
من كتاب "العرب على حافة الجحيم"
للكاتب الرائع / محمد قريش