آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:11:28:25
دراسة تحليلية حول دور دولة الجنوب في تعزيز الأمن القومي العربي (1967 – 2022)
("الأمناء" اعد الدراسة/ د.صبري عفيف:)

كيف شكل الأمن الوطني للجنوب محورًا رئيسًا للأمن القومي العربي؟

هل سقوط دولة الجنوب أضعف الأمن القومي؟

كيف حافظت دولة الجنوب على توازن المنطقة العربية؟

شعب الجنوب أفشل مشروع الإخوان لتفكيك الخليج

ما إسهامات دولة الجنوب في حماية الأمن القومي العربي؟

هل هناك مؤامرة لتفتيت الأمن القومي العربي إلى أمن قطري؟

هل ظهور القاعدة وداعش والإرهاب عمومًا كان بمؤامرة؟

 

تهدف هذه الدراسة للكشف عن دور دولة الجنوب العربي في تعزيز الأمن القومي العربي منذ مطلع 1967م حتى 2022م وكل ما قدمته تلك الدولة في جنوب شبه الجزيرة العربية من تضحيات في سبيل حماية البوابة الجنوبية للأمن القومي العربي، ومحاولة معرفة كيف صارت التهديدات التي رافقت سقوط تلك البوابة في يدي العناصر المناهضة للمشروع العربي في المنطقة.

واعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي والوصفي، وقد قسمت الدراسة من مقدمة وثلاثة مطالب، ففي المطلب الأول: تعريف مفهوم الأمن القومي العربي وتحديد أبعاده، وفي المطلب الثاني: تناول مفهوم الأمن القومي العربي ومراحل تطوره والتحديات التي رافقته، وفي المطلب الثالث: دور دولة الجنوب في تعزيز الامن القومي العربي، وفي المطلب الرابع: التوصيات والمعالجات في سبيل حماية الامن القومي العربي.

وقد خلصت الدراسة لعدد من التوصيات والمعالجات التي تسهم في استعادة الامن القومي العربي في المرحلة القادمة وفق المعطيات التاريخية والتغيرات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة العربية.

 

المقدمة

برزت أهمية الموقع الجيواستراتيجي للوطن العربي، والذي عرضه إلى الكثير من الأزمات والنزاعات بسبب الأطماع من قبل دول إقليمية (إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا...) وعالمية (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا...) أثرت على رسم السياسات على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي للمنظومة العربية. أي أن هنالك مؤامرات تحاك ضد هذه المنظومة من أجل السيطرة على هذه المناطق كونها تمثل قلب العالم. على ضوء ذلك برزت تهديدات جديدة من دول كثيرة إقليمية ودولية بالإضافة إلى فاعلين من غير الدول كالتنظيمات المسلحة (القاعدة ثم داعش، والمليشيات باختلافها).

 

مشكلة الدراسة

إن أبرز التحديات هي تفتيت وتجزئة الأمن القومي العربي إلى أمن قطري، حيث تعيش الأمة العربية وضعا خطيرا في ظل تكالب القوى الإقليمية والدولية وتشكل تهديدا على الأمن القومي العربي الذي بات أكثرا انكشافا منذ انبثاق مفهوم القومية العربية بداية القرن العشرين.

وفي ظل هذه الأزمات فإن مستقبل الأمن القومي العربي بات غامضا وغير محدد المصير، وليس هناك تجاوب من الدول العربية وأنظمتها الحاكمة لحل قضايا هذا الأمن.

وباعتبار أن الأمن الوطني العربي مرتبط بأرض الدولة القطرية فقط والأمن القومي مرتبط بالأمة العربية، فقد أحال ذلك إلى تفكك وإضعاف منظومة الأمن الوطني والأمن القومي معا، فالأمن القومي الجنوبي في ركن شبه الجزيرة العربية لا ينفصل عن امن دول الخليج العربي ودول مصر وأمن الوطني العراقي لا ينفصل عن الأمن القومي المصري ولا عن الأمن القومي المغربي والأمن القومي العماني والأمن القومي السوري وهكذا، يكمل بعضهم بعضا، أي أن الأمن الوطني لأي دولة عربية جزء من الأمن القومي العربي.

وفي سبيل معرفة ماهية المشروع العربي ومراحل تطوره والتحديات التي ترافقه منذ تأسيسه حد اللحظة وتنبثق من ذك السؤال عدد من الأسئلة هي:

  • ما مفهوم الأمن القومي بشكل عام والأمن القومي العربي على وجهه الخصوص؟
  • ما مراحل تطور مشروع الأمن القومي العربي؟
  • ما أبرز التحديات التي واجهت مشروع الأمن القومي العربي؟
  • ما دور دولة الجنوب العربي في حماية الأمن القومي العربي؟
  • ما المعالجات والتوصيات التي تسهم في حماية المشروع العربي؟

 

الأهمية

إن أهمية دراسة مفهوم الأمن القومي والأمن الوطني وعلاقتهما بالأمن الجماعي، والأمن الإقليمي والأمن الدولي وأدوارهما في تحقيق الأمن واستقرار العالميين وإبراز أهم التحديات التي تواجه الدول العربية في ظل المتغيرات الدولية وأسس بنية الأمن القومي اللازمة من أجل إعادة الأمن وتكوين دولة قوية قائمة بذاتها.

وتسعى الدول إلى تبني نظرية صحيحة من أجل بناء خريطة أمنية قومية عربية مستقلة بدون تدخلات خارجية. ثم وضع الآليات المقترحة من أجل التخلص من كل المشاكل الأمنية التي حلت بالمنطقة والتي تهدد مستقبل الأمن القومي العربي، في ضوء الركون إلى التركيز على الأمن الوطني والاهتمام بمنظومة أمنية قطرية بدأت بوادر التنافس القطري في تحصين الأمن الداخلي ضد الدول الشقيقة بدل تحصين الأمن القومي ضد الدول التي تهدد الأمن القومي العربي كما ذكر أعلاه.

 

منهجية الدراسة

اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي الوصفي وقد قسمت الدراسة من مقدمة وثلاثة مطالب.

 

النتائج والتوصيات

أولا: النتائج:

1-إن التأثير على الرأي العام العربي لم يعد أمرًا داخليًا يمكن التأثير فيه بوسائط داخلية أو محلية بل صار تابعًا في بعض منه إلى تأثيرات خارجية، مذهبية الهوى أو دينية الطابع أو إثنية الاتجاه أو داعية للاستسلام والانهزامية.

وفي ظل ضعف الخطاب القائم على معاني القومية العربية بشكلٍ عامٍ، فمن المتوقع ألاّ تصمد بعض قطاعات الرأي العام أمام الإيحاءات الخارجية المضادة.

2-هنالك مؤامرات تحاك ضد هذه المنظومة من أجل السيطرة على هذه المناطق كونها تمثل قلب العالم. على ضوء ذلك برزت تهديدات جديدة من دول كثيرة إقليمية ودولية بالإضافة إلى فاعلين من غير الدول كالتنظيمات المسلحة (القاعدة ثم داعش، والمليشيات باختلافها).

3-شكل الأمن الوطني لدولة الجنوب محورا رئيسا بالأمن القومي العربي، فسقوط دولة الجنوب أحال ذلك إلى تفكك وإضعاف منظومة الأمن الوطني والأمن القومي معا، فالأمن القومي الجنوبي في ركن شبه الجزيرة العربية لا ينفصل عن أمن دول الخليج العربي ودول مصر وأمن الوطني العراقي لا ينفصل عن الأمن القومي المصري ولا عن الأمن القومي المغربي والأمن القومي العماني والأمن القومي السوري وهكذا، يكمل بعضهم بعضا، أي أن الأمن الوطني لأي دولة عربية جزء من الأمن القومي العربي.

4-أن دولة الجنوب عملت على حفظ التوازن في المنطقة العربية وعلى المستوى الإقليمي فقد لعبت جمهورية اليمن الديمقراطية عبر قواتها البرية والبحرية في تعزيز استقرار المنطقة من أعمال القرصنة وتسلل الجماعات الإرهابية عبر الممرات المائية، كما لعبت القوات البحرية الجنوبي في حرب أكتوبر 1973م أخطر الأدوار العسكرية، عندما تم إغلاق باب المندب وهذا العمل شل مقدرة تحرك القوات البحرية الإسرائيلية من ميناء ايلات مرورا بالبحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب وكانت جزيرة ميون هي النقطة الأهم في تحرك القوات البحرية الجنوبية.

5-أن دولة الجنوب عملت على حفظ التوازن في المنطقة العربية وعلى المستوى الدولي فقد كانت القوات الجنوبية عدت أدوار إيجابية منها مشاركة فصايل من الجيش الجنوبي أثناء الحرب الاهلية في لبنان من أجل حفظ السلام في سبعينات القرن الماضي وقد استطاعت هذه القوة أن تثبت جدارتها في بيروت وهي على أعلى كفاءة قتالية.

6-إن هذه الخصائص جعلت مركزية اليمن الديمقراطية الشعبية في صدارة الدول التي تتمتع بحضور أمني كبير على مختلف الأصعدة وهذا ما جعل عدن عاصمة الجنوب من أمن دول العالم فقد خلت من جرائم السطو المسلح والقتل والاغتصاب وتسويق المخدرات والسلاح وتواجد الجماعات المتطرفة فيها مما جعل من زارها يرى فيها مدينة تعيش تحت حماية قوة أمنية تعمل على مدار الساعة بدون توقف وهذا ما كان يفتقد إليه المواطن الجنوبي عندما يرحل إلى خارج الجنوب ويستوطن دول أخرى تعد الجرائم فيها جزءا من صفاتها.

7-إنقاذ أمن الخليج في عهد الثورة الجنوبية لاستعادة الدولة الثورة الجنوبية تفشل المشروع اليمني لإرهاب الخليج لم يشعر أشقاؤنا في الخليج بنعمة الدولة الجنوبية إلا بعد احتلالها من قبل نظام القبيلة اليمنية، أما الدولة الزيدية فقد تمادت بالعبث في استقرار الجنوب والخليج والعالم ولم تكتف بكل ما الحقته بالكل بل انتقلت إلى مربع أكبر وأخطر يتمثل في صناعة الإرهاب في الجنوب وتصديره منه إلى الخليج بهدف تحويل الخليج إلى هدف دولي.

8-الشعب الجنوبي افشل المشروع الإخواني مشروع الخلافة الإسلامي بقيادة دولتي قطر وتركيا بغرض تفكيك الخليج وبعد أن أفشلت الثورة الجنوبية الاحتلال اليمني المدعوم إقليميا ودوليا من التغلغل في الجسد الخليجي انتقل إلى عقد صفقة مع حزب الاخوان المسلمين بوساطة حزب الإصلاح بهدف إسقاط الدول الخليجية عبر الجنوب بوساطة ما سمي بمشروع الربيع العربي.

 

ثانيا: التوصيات

1-استعادة دولة الجنوب العربي في سبيل القيام بوظيفته الحيوية والاستراتيجية لحماية المياه الإقليمية والدولية وكذلك ليشارك في تعزيز الامن القومي العربي.

2-دعم القوات الجنوبية المسلحة في واجبها الوطني والعروبي في مكافحة التنظيمات الإرهابية الدولية في اليمن والجزيرة العربية.

3-دعم الاقتصاد الجنوبي وتنمية محافظات الجنوب لكي تكون أكثر أمنا واستقرارا لتقوم بكافة مهامها الأمنية والعسكرية.

4-تعزيز العلاقة الراسية والافقية مع دول الخليج العربي والإفريقي وكذلك دولتي مصر والسودان لما لهما من دور كبير في مهام الدفاع المشترك ضد التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.

 

*لقراءة الدراسة كاملا على رابط موقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم الثامن" https://alyoum8.net/posts/93872


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك