عند الحديث عن أساسيات العمل الإداري وشروط النجاح يحضر في مقدمة ذلك ((المهنية)) باعتبارها نهج ينبغي أن تكون هي الأساس والقاعدة التي يُرتكز عليها في تأدية المهام والأعمال الإدارية في هياكل ومؤسسات الدول المتقدمة، بل هي عمود النجاح الذي لن يتحقق إلا بها.

وعند البحث عن هذه القيمة وخاصة في الوسط الذي أنا فيه ((حقل العمل البيئي))، لا أستطيع أن أتجاوز وجود المهندس توفيق الشرجبي معالي وزير المياه والبيئة الذي ومن خلال عملي تحت قيادته في هرم الوزارة، لم أجده إلا رجل دولة بأمتياز، واستاذ العمل الإداري الذي ينتهج المهنية الإدارية كمنهجية وشرط أساسي في تعامله ضمن إطار صلاحياته.

فلم الاحظ ولو لمرة واحدة أن حضرت في قراراته ((القبيلة، والمنطقة، أو حتى الوساطة ))، ولم اجد مكان في مكتبه المتواضع ((للحسابات السياسية والمناطقية))، التي ابتلى بها كثير ممن يدعون الوطنية والسيادة من كافة الأطراف على الساحة الوطنية .

ومن هنا وللأمانة المهنية والأخلاقية ارتأيت ان أقول كلمة حق رغم ما يقال عني بأننا عنصري متعصب للهوية الجنوبية وهي حقيقة لا أنكرها ومتمسك بها حتى إلقاء الله، ولكن هي كلمة حق انطق بها وشهادة ينبغي أن تعطى لمن هو أهل لها، لعل قومي ينتهجون ويتعلمون أن المهنية هي شرط أساسي في تحقيق النجاح والانجازات.

 وليد الشعيبي

مدير عام الإدارة العامة للرصد والتقييم البيئي.