سقوط صنعاء ...كان العنوان الأبرز في حديث الصحافة العربية والدولية.. وتصدرت جماعة الحوثي المشهد السياسي في اليمن ، والسقوط صنعاء  انعكاسات داخلية وخارجية رافضة ما تسميه انقلاباً فتبدلت على أثره مواقف وظهرت تحالفات أخرى,( مصائب قوم عن قوم فؤاد) قد يكون عنوان انعكاس سقوط صنعاء بالنسبة للجنوب لا سيما إذا تم استغلال هذه الفرصة من قبل الجنوبيين.

 سقوط  صنعاء عسكريا:

الواحد والعشرون من ديسمبر 2014م كان اليوم الذي سقطت فيه صنعاء عسكريا بيد جماعة الحوثيين(أنصار الله) فبعد أن سيطر الحوثيون على كامل مؤسسات الدولة بما فيها وزارتي الدفاع والداخلية، ورئاسة الحكومة والبرلمان والبنك المركزي والقيادة العامة للقوات المسلحة، مع قصف واقتحام التلفزيون اليمني، وانتشاره دوريات أمنية راجلة تتبعهم في أغلب شوارع العاصمة أضحت العاصمة صنعاء تحت سيطرتهم الفعلية رغم عدم سقوط السلطة فيها. 

سقوط سلطة صنعاء بيد الحوثيين اكتمل مع إصدار الإعلان الدستور من قبل جماعة الحوثي يوم 6-2-2015م والذي تضمن مجلس وطني من 551عضوا برئاسة علي محمد الحوثي ليحل هذا المجلس محل مجلس النواب على أن يسمى المجلس الوطني مجلس رئاسي من خمسة أعضاء وكذلك يخول المجلس الوطني مجلس الرئاسة بتشكيل الحكومة..

وعقب ذلك اصدرت ما تسمى باللجان الثورية قرارا بتكليف ثلاث عشر شخصية أمنية وعسكرية كلجنة أمنية عليا ومن بينهم اللواء محمود الصبيحي كقائم بوزير الدفاع وكذلك جلال الرويشان كقائم بوزارة الداخلية.

انعكاسات سقوط صنعاء

انعكاسات سقوط صنعاء عسكريا وسقوط سلطتها بيد الحوثيين وفيما يخص ردود الأفعال على سقوط السلطة عسكريا فقد احدث هذا السقوط موجة غضب عارمة في الشمال واستياء عارم في الجنوب الذي يعتبرون أن الحوثيين محتلون بزي ملكي.

دول الخليج هي الأخرى أعلنت رفضها لما تسميه انقلاب الحوثيين على السلطة وأكدت أنها سوف تحمي مصالحها بكافة الطرق الممكنة أمامها.

الخارجية الأمريكية هي الأخرى أعلنت رفضها للإعلان الدستوري وأنها لا تعترف فيه وتقر أن هادي هو الرئيس الشرعي.

مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طاري أعلن فيه رفضه للإعلان الدستوري وعزمه على اتخاذ عقوبات ضد الحوثيين.

بان كي مون هو الأخر دعا الى إعادة الرئيس هادي للسلطة .

إسقاط صنعاء يعزز فرص استقلال الجنوب

يرى مراقبون ومحللون عرب وأجانب أن فرصة الجنوبيين سانحة في الوضع الراهن لاسيما والسياسة التي ينتهجها الحوثيون في صنعاء تتعارض مع دول الإقليم وغير مرحب بها وهذا ما يرجح ان ينحاز الموقف الإقليمي لدعم الجنوبيين, إلا أن الأوساط الداخلية الجنوبية ترى أن الدعم الإقليمي لا يزال في تأني وقد تعود أسبابه لعدم وضوح الرؤية السياسية عند قيادات الحراك التي لا تزال في معمعان تباين المكونات واختلافها.

يقول المحلل السياسي والعسكري أنور عشقي رئيس مركز الخليج للدراسات أن الخليج  كان يتمنى أن لا يمزق اليمن ولكن جماعة الحوثي فرضت أمراً واقعاً .

 وأضاف عشقي في حديثه لقناة الحوار مساء الأحد إن عودة الجنوب دولة مستقلة يضل خيار قوي وسنمد أي سلطة شرعية في الجنوب بالمال والسلاح من أجل استقرار وضع الجنوب.

وقال إن الجنوب كانت دولة مستقلة ذات سيادة والحوثيون لم يدخلوا الجنوب ولكن اذا تأخر الوقت فليس بصالح الخليج.

وبالمقابل يقول المحلل السياسي الكويتي د/عايد مناع في حديثه الأحد لقناة العربية أن دول الخليج ومصر لن تقبل أن يصبح باب المندب خارج نطاقها ويشكل خطر على أمنها.

وقال مناع لقناة العربية إن خيار عودة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يضل خيار مطروح والتي كانت دولة مستقلة.

وينطلق المحللون الذين يقولون أن سقوط صنعاء يعزز فرص استقلال الجنوب من منطلق أن الحوثيين غير مرحب بهم من قبل الإقليم وخصوصا دول الخليج التي ترفض بشدة ما تسميه انقلاب ويطرحون فرضية أن تدعم دول الخليج الجنوب,

تطورات المشهد في الجنوب

والأمر الثاني التطورات التي شهدها الجنوب ونخص منها التنسيق الذي حصل بين المحافظات الجنوبية بإصدارها بيان واحد يرفض الإعلان الدستوري ويرفض الاعتراف بالمجلس الوطني الحوثي ناهيك عن التقارب ونقاط الالتقاء التي تكونت بين السلطات المحلية في الجنوب وقيادات من الحرك ولا ننسى أيضا انتشار لجان شعبية في محافظة عدن عاصمة الجنوب وبعض المحافظات الجنوبية وتوليها حماية وإدارتها لكثير من المنشاة في الجنوب..

يجمع الكثير من المراقبين والمحللين في الداخل والخارج على أن سقوط صنعاء ميدانيا وسقوط سلطتها  يعزز فرص استعادة الجنوبيين لدولتهم لا سيما والظروف متهيئة أكثر من أي وقت مضى.. ولكن يبقى السؤال هل سيستفيد الجنوبيون من انعكاس سقوط صنعاء لتحقيق استقلالهم ويوحدون جهودهم ويجذبون الدعم الإقليمي قبل أن تتكاتف عليهم المتردية والنطيحة وما أكل السيد في صنعاء ويجددون تقاسمهم للكعكة الجنوبية  على طاولة كبيرهم الذي علمهم السحر ..؟؟