فرق كبير ان ييسر لك الله بلوغ وصلك بحلمك الذي راودك عشرات السنين من علم اليقين وعين اليقين إلى حق اليقين حين تعانقه وتختلج نبضات قلبيكما اتحادا بنبضة واحدة لا يميزها أي منكم!

 وهذا ما حل بناء مع حلمنا واروحنا نحن اخوة من أبناء يافع بني مالك وقاصد يوم رحلتنا الأخوية التي ابحرنا بها في تلابيب شرياننا الواحد (طريق باتيس رصد..) حتى وصلنا القلب الذي أجريت له أعظم وأكبر عملية قلب مفتوح تمت بكل دقة ونجاح ازالت التكلس وجلت الران وزرعت فيه الدعامات الحيوية لتتدفق الدماء ولتنعش الجسد والروح قوة ونماء!

هكذا كان شعورنا ساعة بلغنا وجهتنا ولحظة نزولنا من مراكبنا إلى رحاب (ركب امسدارة) سرار لنعانق إخواننا الأعزاء الكرام قيادة واعيان مديرية سرار القائمين على امشاط ارجلهم للاحتفاء بقدومنا كي نشاركهم فرحهم بهذا الإنجاز العظيم، وعلى رأسهم

 الأستاذ صالح قدار مدير عام المديرية

والأستاذ علي ناصر الحامد رئيس المجلس الانتقالي

والأستاذ شيخ عوض النوباني مستشار مكتب التربية م/ ابين

وجمع متميز من اعيان المنطقة وشخصياتها المرموقة.

وعانقنا الأخوة الاشداء الأباة الذين شقوا أكبر وأعسر وأخطر عقبة كأداء في قلب (طريق باتيسرصدحد يافع) فهنا تجلى روح التعاضد الأخوي بعزيمة الاصرار والتحدي التي اطلقها ثلة من الأخيار المخلصين عن ثقة بالله ثم بيافع وأخيارها لتتظافر كل الجهود الصادقة كرم ومال وجهد بكل جدارة وبإرادة وإدارة وعقول وأيدي يافعية  تستحق من كل أبناء يافع الشكر والعرفان (بل والاطلاع عن قرب) لزيارة هذا الانجاز العظيم الذي يعدل فتح ثغر من ثغور الملاحم الذي تعسر فتحة على كل ذي قوة وباع وذراع إلا ذراع وباع وعضد يافع ورجالها اولو القوة والبأس الشديد!

 ولحظة توحد روحي فخر ودهشة واعجاب بادر إلى الذهن بيتي الشاعر المجيد نشوان بن سعيد الحميري الذي اعتز بحمير وقوة بأسها في قصيدته العصما المسماة ( الحميرية الدامغة) حيث قال فيه:

(الفاتحون لكل ثغر مبهم @@  غلق على من رامه متعسر

والناصبون بكل ربع ٱية@@

فيها إعتبار العاقل المتفكر)

نعم من يشاهد بأم عينية عن قرب ويعيش لحظة اليقين عن كثب  لا يسعه إلا ان يحمد الله ويسبح مالك الملك عندما يتفضل على عباده ويمدهم نفحات أهل العزم التي بها شقوا صم الجبال القاسية الرواسي  بعملية قص مقطعي لمقطع ( الركب امسدارة ) سرار بطول 3500متر (3.5كيلم) بتكلفة (7774480) ريال سعودي،؛

 وبارتفاعات جد مذهلة بين 50 و15 متر تقريبا تم تسويتها بالأرض

 وعما قريب يصبح ذلك الثغر العسير  (قاعا صفصفا لا ترى فيه عوجا ولا أمتا) وتحت كلمة إمتا اضع خطين ثم انط نطتين فهي تعني تقريبا المطبات التي نتمنى ان لا تطال ايادي الجهالة أذى الطرقات التي أصبحت بين كل مطب ومطب؛ مطب كبير!!!

 ومن الفخر بالإنجاز ان الشركة المنفذة هي (شركة أولاد صلاح) اليافعية تحت اشراف ادارة فريق هندسي واداري بقيادة.              سعادة المستشار/ خالد الحصني

ورئيس اللجنة الإشرافية الأستاذ سالم علي عمر

وبالتنسيق المهني المسئول مع المؤسسة العامة للطرق والجسور وبما يتفق مع مواصفات الشركة الاستشارية التي اعتمدها مشروع المنحة القطرية التي ولله الحمد تم متابعة عودتها مع دولة قطر الشقيقة من قبل الجهات الرسمية عبر وزارة الخارجية، حيث كان ذلك بفضل الاقدام على احياء العمل في المشروع بمبادرة

اطلقها من يمتلكون روح الاقدام والثقة بالنفس؛ ايقظ رجالها السبات وكسروا حاجز الصمت لله درهم ثم وبكل شفافية تسلم الادارة اخوة من ابناء يافع المخلصين

وللأهمية إليكم هذه البيانات الموثقة، عما اعٌمل من تفاعل وصهر كل الجهود في هذه البوتقة:

فركب امسدارة سرار هو كما اتضح لي كان عبارة عن فلق شق جبل صخري إلى فلقين  متجاورين حد الالتصاق  فلم يكن بين الصدفين أسفل الشق حيث الطريق العسير إلا مسافة لا تزيد عن 4 أمتار وقد تقل إلى مخنق أقل من 3 أمتار وقاعها صفاء صرار:

 تمر على صم الصفاء عجلاته@@@ فتسمع قلب الصخر يشكو ويندب!

 على قول شاعر المهجر المجيد إيليا أبو ماضي واصفا عجلات عربة حصانه الذي كان يحمل بضاعته المزجاة وهو يرافقه بائع متجول في جبال ووهاد البرازيل!!

واعتقد هذا حال كل راكب ركب امسدارة، فقد سألت أحد الأخوة وقال ان كثير من الأحيان ينزل الركاب من السيارة التي يكل كليلها وسائقها يجاهد بعد ان يحملها طاقتها بالدفع الرباعي الكامل حتى تجتاز هذه العقبة الكأداء التي كانت تنيخ الجمال احمالها وهي تهدر وتنحدر من جور المكان العسير.

هذا مقالي الأول وغدا نواصل المسير على طريق (القطن والبن والورس والهدس والعسل والبخور).

بقلم/ صلاح الطفي  - 21أكتوبر 2022م