- اللقاء الختامي لمبادرة تعزيز قدرات اللجان المجتمعية والأمن ومنظمات المجتمع لمواجهة الأزمات والكوارث
- الحــوثيون يعلنون استعدادهم لتنفيذ صفقة شاملة لتبادل الأسرى
- السفير الأمريكي : العالم يراقب ممارسات الحوثيين في البحر الأحمر
- غضب وتهديد بالإضراب لتأخر الرواتب
- شرطة شبوة تضبط 144 مهاجراً أفريقياً قبالة سواحل رضوم
- إدانة المتهمين في قضية ابتزاز الناشطة سارة علوان بتعز
- إحالة متهمين بتعاطي وترويج المخدرات إلى النيابة الجزائية بحضرموت
- مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين بانفجار لغمين في الحديدة
- الإرياني يدين اقدام مليشيا الحوثي على تصفية أحد مشايخ مديرية الشعر في إب
- مستوردو السكر يرفعون تظلمًا لوزير الصناعة والتجارة بشأن معايير جديدة لهيئة المواصفات
تصدرت وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، عناوين الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، وسط تقارير تصف وفاتها بأنها لحظة فارقة في حياة البريطانيين ”المنقسمين“، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود جراء الحرب في أوكرانيا.
ورحلت الملكة إليزابيث أمس الخميس، عن عمر ناهز 96 عامًا، مما تسبب في رد فعل حزين من قبل القادة والسياسيين من جميع أنحاء العالم، حيث أعلن قصر باكنغهام أن ”الملكة توفيت بسلام في قلعة بالمورال بإسكتلندا“.
وأصبح ابنها الأكبر، تشارلز الثالث، رسميًا خليفتها على العرش.
رسائل وداع واسعة
وسلطت صحيفة ”بوليتيكو“ الضوء على رسائل الوداع التي بعث بها قادة العالم، وبدأت بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصف الملكة إليزابيث بأنها ”صاحبة حضور ثابت“.
وقال إنها ”حددت حقبة“ مليئة بالتقدم البشري غير المسبوق.
وأضاف: ”كانت أول ملكة بريطانية يمكن أن يشعر الناس في جميع أنحاء العالم بعلاقة شخصية وفورية معها“.
بدوره، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالملكة البريطانية باعتبارها شخصية ”جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها“ خلال فترة حكمها.
وقال: ”أتذكرها كصديقة لفرنسا، وملكة طيبة القلب تركت انطباعًا سيدوم طويلًا في بلدها“.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الملكة كانت موضع إعجاب في جميع أنحاء العالم لقيادتها وتفانيها.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الملكة الراحلة بأنها ”صاحبة حضور دائم في حياتنا، وأن خدماتها للكنديين ستظل إلى الأبد جزءًا مهمًا من تاريخ بلادنا“.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن ”تعاطف الملكة وقدرتها على التواصل مع كل جيل يمر، مع بقائها متجذرة في التقاليد التي تهمها حقًا، كانت مثالًا على القيادة الحقيقية“.
في غضون ذلك، قدم كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التعازي للعائلة المالكة بعد وفاة الملكة إليزابيث، على الرغم من العلاقات الفاترة على نحو متزايد بين لندن وموسكو.
وذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية، أن ردود الفعل من بوتين وزيلينسكي تعكس تقاربًا نادرًا في وجهات النظر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، معتبرة وفاة الملكة بمثابة وقفة في الموقف العدائي المتزايد لروسيا تجاه بريطانيا بسبب دعمها الفعلي لأوكرانيا.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن وفاة الملكة إليزابيث قد وحدت الشعب البريطاني المنقسم، حيث شهدت شوارع لندن حشودًا كبيرة يجمعها ألم واحد، وهو عمق تأثير ”الخسارة على الأمة ومدى أهمية دور الملكة إليزابيث في الهوية الوطنية“.
وفي غضون دقائق من خبر وفاتها، تجمعت الحشود خارج قصر باكنغهام، ورفع آلاف الأشخاص من مختلف الأطياف الكاميرات والهواتف في الهواء وهم يهتفون: ”حفظ الله الملكة“.
في المقابل، سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ“تضارب“ المواقف تجاه وفاة الملكة إليزابيث.
وقالت الصحيفة، إنه على سبيل المثال، أعلن الحزب السياسي المعارض في جنوب أفريقيا، ”المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية“، أنه لن يحزن على رحيل الملكة لأن ”موتها بالنسبة لنا هو تذكير بفترة مأساوية للغاية في هذا البلد وتاريخ أفريقيا“.
وأضاف الحزب في بيان، وفقًا للصحيفة، أنه ”خلال فترة حكمها الطويلة، لم تعترف الملكة إليزابيث مرة واحدة بالفظائع التي ارتكبتها عائلتها ضد السكان الأصليين التي غزتهم بريطانيا في جميع أنحاء العالم“.
وبالرغم من التفاف الكثير من البريطانيين حول ”حب“ الملكة، ذكرت ”نيويورك تايمز“ أنه بالنسبة لبعض البريطانيين الذين تضرروا من ارتفاع تكاليف المعيشة وتكاليف الطاقة المرتفعة، وغيرهم ممن لديهم وجهات نظر متضاربة حول النظام الملكي، تسببت أخبار وفاة الملكة في حدوث انقسام متوتر.
”رمز للاستقرار في عالم سريع التغير“
من جانبها، وصفت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية الملكة إليزابيث بأنها ”رمز للاستقرار في عالم سريع التغير“، مشيرة إلى أن وفاة الملكة – التي حددت النظام الملكي لأجيال من البريطانيين – أدت إلى إغراق المملكة المتحدة في حالة حداد وحزن غير مسبوقة منذ عقود.
وقالت الصحيفة، إن وفاة الملكة تمثل لحظة فاصلة بالنسبة للبريطانيين الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا، والذين قد نشأوا وهم يعرفون ملكًا واحدًا فقط لبلادهم.
وأضافت الصحيفة أن الملكة كانت الرابط الأكثر وضوحًا للماضي الإمبراطوري للبلاد وتجسيدًا للهوية الوطنية.
وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة للمملكة المتحدة، تضاف وفاة الملكة إلى شعور متزايد بالكآبة في وقت يشهد أزمة اقتصادية محتدمة مدفوعة بارتفاع التضخم وركود يلوح في الأفق، وانخفاض ملحوظ في الأجور، وارتفاع هائل في أسعار الطاقة جراء الحرب في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة الأمريكية: ”امتد الحكم التاريخي للملكة إليزابيث الثانية لفترة من التغيير الاجتماعي والاقتصادي العميق، من دولة إمبراطورية كانت رائدة في العولمة إلى بلد اختار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ومن مجتمع به انقسامات طبقية صارمة إلى بلد متنوع وأكثر مساواة“.
وأضافت الصحيفة أنه بينما كان البريطانيون يستعدون لموت الملكة، جاءت وفاتها بسرعة مفاجئة، موضحة أن البلاد تبدأ اليوم الجمعة، فترة حداد لمدة 10 أيام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملكة الراحلة كانت تعاني خلال العام الأخير من حياتها من اعتلال الصحة واستخدمت عصا للتجول، مما قلل تدريجيًا من الاجتماعات الشخصية، خاصة بعد وفاة زوجها الأمير فيليب العام الماضي.
واختتمت ”الجورنال“ تحليلها بالقول: ”ولدت الملكة في العام 1926 وامتدت حياتها منذ العشرينيات الهائلة حتى الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة، وانهيار الشيوعية، وصعود الإنترنت والصين، وأخيرًا عودة الحرب إلى أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا“.
بدورها، قالت صحيفة ”التايمز“ البريطانية في تحليل لها: ”نقلت الملكة إليزابيث منظور الملكية من الجانب الخطأ إلى الجانب الصحيح من التاريخ.. لم يتم ذلك بالجهد وحده، بل من خلال عقل ماهر“.
وذكرت: ”لقد رأت الملكة الراحلة الحاجة إلى التحرك مع الزمن، لكن كان لديها دائمًا فهم عميق بأن الملكية يجب ألا تتخلى عن الأشياء ذاتها التي تُقدر من أجلها.. لم تكن خائفة من أن يُنظر إليها على أنها تقليدية، قديمة الطراز، رسمية، وقاسية. لكنها تمكنت من غرس فكرة الملكية بحب في نفوس الشعب“.
وأضافت: ”البريطانيون في أفضل حالاتهم متعاطفون مع الملكية، لكنهم ليسوا عبيدًا وليسوا أغبياء.. عندما تولت العرش، كان مستقبل الملكية في البلاد سؤالًا مفتوحًا.. هل ربحت الجدال؟ بالطبع، لأن ما فعلته كان مختلفًا، من خلال كسب الاحترام الشخصي لها، وجعل الملكية فكرة مرحب بها من الشعب“.
هروب ”جماعي“ روسي.. ونجاح أوكراني
من ناحية أخرى، نقلت مجلة ”نيوزويك“ عن تقرير أعدته المخابرات العسكرية الأوكرانية، زعم أن منطقة ترانسنيستريا الانفصالية المدعومة من الكرملين في مولدوفا، شهدت في الفترة الأخيرة ”هروبًا جماعيًا“ من صفوف مجموعة من القوات الروسية المتمركزة هناك، وذلك بعد مسعى لتجنيد عمال متعاقدين في المنطقة.
وذكر التقرير الأوكراني، وفقًا للمجلة الأمريكية، أن سكان ترانسنيستريا يرفضون توقيع عقود مع الجيش الروسي رغم وعود ”بمدفوعات نقدية عالية، وحزم اجتماعية، وفرص إسكان واسعة“.
وعن عمليات الهروب الجماعي، أضاف التقرير أنه ”نظرًا للعدد المحدود للوحدات العسكرية، لا يستطيع الروس اجتذاب الموارد اللازمة للبحث عن المفقودين وإعادتهم“.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه لم يتضح على الفور كيف تمكنت المخابرات العسكرية الأوكرانية من الحصول على المعلومات.
وقالت: ”إذا كان هذا صحيحًا، فإن المعلومات الجديدة تعد أحدث المؤشرات على أن روسيا كانت تكافح مع خسائر في صفوف قواتها وسط الحرب في أوكرانيا“.
ووفقًا للمجلة، صرح مسؤول أمريكي كبير – طلب عدم الكشف عن هويته – في وقت سابق، أن روسيا تواجه ”نقصًا حادًا في القوى العاملة“ وتتطلع إلى معالجة العجز من خلال مطالبة الجنود المصابين سابقًا بالعودة إلى الصراع في أوكرانيا، فضلًا عن التجنيد من القطاع الخاص وشركات الأمن والسجون.
وأضافت المجلة: ”وبينما لم يعترف الزعيم الروسي أو غيره من المسؤولين علنًا بمواجهة نقص في القوى العاملة، أصدر فلاديمير بوتين مرسومًا الشهر الماضي، يلزم بإضافة 137 ألف جندي ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1.15 مليون“.
وقال التقرير الأوكراني، إنه بالنسبة لحملة التجنيد، فإن ”السبب الرئيس“ وراء عدم موافقة السكان المحليين في ترانسنيستريا على الانضمام إلى الجيش الروسي هو ”نفورهم من المشاركة في الصراع في أوكرانيا“.
ميدانيًا، رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن الهجوم الأوكراني ”المفاجئ وغير المتوقع“ في جنوب شرق خاركيف، والتي تمكنت من خلاله من استعادة حوالي 400 كيلومتر مربع من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، أدى إلى تغيير تحليل إستراتيجية كييف العسكرية.
وقالت الصحيفة: ”ما كان متوقعًا أن يكون محاولة خاطفة جيدة لعزل مدينة خيرسون في الجنوب انقلب رأسًا على عقب مع صد مفاجئ للقوات الروسية على الحافة الشمالية للجبهة“.
ونقلت الصحيفة عن أحد المدونين العسكريين الروس قوله، إن القوات الأوكرانية تمكنت من إنشاء ”كماشة دبابات قوية وذكية“ بواقع 15 دبابة لاختراق خطوط القوات الروسية في المنطقة.
وأضاف: ”حشدت كييف دفاعاتها الجوية لدعم الخطة، مما منع الطائرات الروسية من الرد، وهي علامة على تكتيكات ساحة المعركة الأكثر تطورًا“.
وأوضحت الصحيفة أن القتال يتركز حول قرية بالاكليا، على بعد حوالي 45 ميلًا جنوب شرق خاركيف، التي يبدو أنها لا تزال تحت سيطرة الروس، لكن أوكرانيا تأمل في محاصرة القوات الروسية في محيط منطقة شيفتشينكوفو التي تعد نقطة الانطلاق إلى منطقة كوبيانسك المجاورة.
وقالت الصحيفة، إن الهدف العسكري الأوكراني هو زيادة الضغط على إيزيوم، وهي مدينة إستراتيجية استولت عليها القوات الروسية في نهاية أبريل، والتي تعد بوابة محورية غربًا إلى منطقة دونباس الشرقية.
وأضافت أن ”التقدم بالقرب من خاركيف خطوة كبيرة، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان أوكرانيا مواكبة ذلك مع بداية الخريف“.