كتب : عادل حمران
انا حزين يا يوسف، الشوارع والطرقات والطلاب والرفاق قلوبهم اليوم ممتلئة بالحزن، كيف رحلت يا صديقي، تسمرت وانا اسمع خالي غسان يكلمني عبر الهاتف بصوت مكسور وحزين يوسف ابن عمي مات، لم اتمالك نفسي من صدمة الخبر ولم ارى باب المجلس حتى اسابق الزمن للوصول اليك، كنت اعتقد بانك لن ترحل وستبقى لكي تكمل مشوارك العلمي في رحاب كلية الطب.

وصلت مستشفى الجمهورية بحثًا عن يوسف واشاروا عليا نحو ثلاجة الموتى وما اوحش ذلك المكان وخصوصا وان رائحة الموت  والحزن تتطاير مع الهواء وجدت كثير من الشباب هناك مكسورين ولا تكاد تسمع الا همسهم او رنين جوالاتهم الجميع كان يسال عنك وكلهم مش مستوعبين قصة رحيلك، كنا منتظرين والدك المناضل والانسان اسعد مثنى  الذي لم يستطيع تمالك ذلك المشهد الحزين وخصوصا بانه معروف عنه عاطفته وحبه الكبير لك وفخره فيكم وكفاحه المستمر عنكم،  وكله أمل وثقة بانك ستسلك درب اخوتك وستعود اليه حاملا شهادتك الجامعية ولقب علمي يضاف قبل اسمك ( دكتور)، كما فعل اخويك الدكتور وليد والدكتور عبدالرزاق لكنه انكسر واصيب بالوجع حين شاهدك محملا فوق اكتاف الرجال.

مازال ذلك المشهد امامي ونحن نحملك نحو مغسلة الاموات و قبلة الامام للصلاة الاخيرة عليك رغم وداعي الاخير لك الا انني مازلت غير مستوعب الصدمة والرحيل المبكر يا يوسف، نم بسلام فعزائي فيك بإنك الان بقرب الله الرحيم و العظيم ويكفينا فخرا فيك سمعتك الطيبة وحياتك القصيرة التي كانت ممتلئة بالكفاح و الجد والاجتهاد ولم تكن قريبا مننا جميعا فقط بل كنت قريبا أيضًا من رب العالمين ولم تنم نومك الاخير الا بعد ان صليت الفجر وتلك الصلاة ستكون لك نور في قبرك وباذن الله ان ربنا سيجازيك كل خير جزاء كفاحك وصمودك ومثابرتك رحمك الله واسكنك فسيح جنانه  وإنا لله وإنا اليه راجعون.

#عادل_حمران
9 سبتمبر 2022م