بالأمس قطعتم عن المنطقة الجنوبية والمناطق ألمحررة الغذاء والوقود والذخيرة والسلاح والعتاد ، منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم ، في الوقت الذي كان جنودها الابطال وقادتهم المخلصين يخوضون المواجهات الميدانية مع المليشيات الحوثية العفاشية متشبثين بالأرض كالصبار .. مستميتين حتى الموت للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة الجنوبية، ولانهم أصحاب حق مشروع وأصحاب قضية عادلة .. رغم خذلانكم وغدركم لوطنكم وشعبكم .. وانتصروا لها برجولة وشجاعة ، كتب لهم النصر .. ولانهم اختاروا الوطن أو الموت من أجل صون سيادته وعزة ناسه وكرامة شعبه. 

بينما انتم اخترتم تجارة الشنطة جراء ما حصدتموه من المال المدنس والاثراء الفاحش الغير مشروع من الحروب العبثية والهاكم غرور المال في السباق المحموم فيما بينكم على أشهر المنتجعات السياحية ولياليها الصاخبة وشراء الشقق والفلل الفارهة في الخارج.. وخابت احلامكم الرخيصة .. وانكشفت عوراتكم.. وعرف عنها كل من كان مغرر ومخدوع بكم. 
ومع هذا سامحكم شعبنا وقال لكم عفى الله عما سلف؟! 

لكن ان تستغلوا سماحة وطيبة شعبنا.. وتفاجأونا بالأمس باقدامكم على قطع الغذاء والوقود والماء والمعاش عن كافة منتسبي اللواء 39 مدرع الابطال الميامين المرابطين في شقرة ، اللواء الذي كان يمثل راس حربه في المعركة العبثية التي كنتم وما زلتم تجار شنطتها وسماسرتها المارقين .. ولأن منتسبيه الميامين وقادته العقلاء والاخيار اعلنوها بشجاعة رجولية ووطنية واحنوا رؤوسهم اجلالا رافعين العلم الجنوبي عاليا في المكان الذي يستحقه .. وهتفوا بالصوت العالي أبين جنوبية جنوبية ، مرحبين بصدور مفتوحة برسل السلام الجنوبية القادمة من عاصمة الجنوب الأبدية عدن ومشاركتهم لهم في عملية "سهام الشرق" لتطهير أبين من قوى الشر والارهاب الدخيلة واللعينة.

في اللحظات التي كنتم فيها شقاة مأجورين وحمالين لاسلحة بن معيلي التي قدرت ب 376‪5 بندقية آلية 
وغيرها من الأطقم والعتاد والاليات الأخرى التي غادر بها إلى مأرب مودعين له بالدموع ، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه .. أفلا تعقلون! 

لذلك ما زلنا ندعوكم أن تعودوا إلى رشدكم .. وتدركوا جيدا.. من انتم .. ولا بأس أن تاخذوا مكانكم الطبيعي بيننا.. ولكن ينبغي أن تتخلوا عن ثقافة الوصاية على أبين .. وإلى هنا وكفى.. ورحم الله امرؤا عرف قدر نفسه.. ولأن أبناء أبين يدركون جيدا أن أبين جنوبية جنوبية مثلما يدرك كل أبناء الجنوب أن الجنوب يتسع للجميع. 
فتحرروا من ثقافة الوصاية على أبين ولا بأس أن تاخذوا مكانكم الطبيعي في أبين .. وهذا من حقكم .. بشرط أن يدرك الكل منا أن أبين جنوبية جنوبية.. وأن الجنوب يتسع للجميع.. فرحم الله امرؤا عرف قدر نفسه.. والشاطر من يفهم!