الحمد لله على توفيقه فبعد جهدٍ وتحدٍّ وتعب وإصرار وصبر منذُ ما يقارب ثمان سنوات على إعداد وتنسيق وتأليف وإخراج كتابي الأول بعنوان:(الصَّراع في بوابة الجنوب - ضالع الصمود)، والذي بدأت بجمع مواده وفصوله من بعد حرب صيف ١٩٩٤م أيّ ما يقارب ٢٨ عاماً وبدعم معنوي وأشرافي من معظم القادة الثوريين السياسيين والعسكريين في محافظة الضالع وكوكبة من الأكاديمين و الكتاب والمفكرين والمؤرخين والإعلامين  على رأسهم المناضل والأديب الاستاذ/ محمد علي شائف والمؤرخ البارز شأئف محمد الحدي  ها هو كتابي اليوم وبعد مراجعته من قبل الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة عدن ممثلة بنائب الامين العام  و(الدائرة الثقافية والدراسات) للدكتور عمرو بن عقيل والدكتور باعبَّاد فقد تم إقرار طباعة ٥٠٠ نسخة منه كمرحلةٍ أولى وإخراجه إلى حيز الوجود..

 كتابي هذا ليس بالتوثيق ولا بالتدوين التاريخي فتلك من أصعب الأعمال إطلاقاً وخاصة الضالع التي ما من مديرية ولا قرية ولا بيت إلَّا وقد سقط منه شهيدُ أو جريح، أو ولد فيه بطل، وانما كتابي هذا هو جهد ذاتي لمذكراتي واجتهاداتي الشخصية  من خلال معايشتي لمعظم الاحداث الوطنية منذُ ٩٤م وحتى يومنا هذا ولأسباب وأهداف نوضحها  وبدافعٍ وطني بحت لإشعال ثورة فكرية أدبية ثقافية سياسية في سبيل أرشفة وكتابة وتدوين الحاضر واستعادة التاريخ بعقلٍ وفكرٍ وذاكرة جنوبيَّة صافية نقية حقيقية، فالتاريخ هو الإنسان وما صنع. واليوم ومثلما استعدنا التراب بأفواه بنادقنا علينا استعادة التاريخ ، فمن لا تاريخ له فلا مجد له، ولو أن قيادتنا السياسيَّة التي حكمت الجنوب بعد العام ١٩٦٧م كانت وكتاريخ قريب درّست الأجيال ما الذي حدث للجنوب ما بين عامي ١٨٧٢م - ١٩٢٨م، من أطماع الأئمَّة الزيود في الجنوب وشنَّهم الحروب على الجنوب، لكانت استلخصت من كلِّ حدثٍ تاريخيٍ درساً لا يتجاوز الصفحة وعلّمتهُ الأجيال والشعب، ولما أوصلت الوطن والشعب إلى ذلك النفق المظلم القاتم المأساوي ، الفضيع ، ودفع الجنوبيون هذا الثمن الباهظ حتَّى يومنا هذا.

كتابي هذا له هدفين: وسبب واحد: ومحتوى مضمونه: 

• الهدف الأول: 

- استذكار واسترجاع وإظهار أحداثاً عظيمة حدثت في الضالع والجنوب عامةً يجب أن لا تُمحى من ذاكرة الشعب، وإبرازها وإخراجها للأجيال القادمة حتَّى لا يقعوا في خطأ تاريخيّ ونفق مظلم مرةً أُخرى كما حدث في العام ١٩٩٠م بما سُميت بالوحدة اليمنيَّة..

• الهدف الثاني: 

- استثارة (وعملوا خطين) لجميع الكُتَّاب والمؤرخين والمناضلين والمهتمين بتاريخ وحاضر الوطن إلى أرشفة الأحداث وكتابة التاريخ للأجيال...

• السبب الرئيسي من تأليف الكتاب:

هناك عدة أسباب رئيسية وجوهرية أدَّت إلى ضياع الجنوب والدفع به إلى نفق وظلام العام ١٩٩٠م بما سُمي بـ "الوحدة اليمنيَّة" من أبرز وأهم هذه الاسباب  هو ما حدث للجنوب بعد العام ١٩٦٧م وأثناء ثورة أكتوبر العظيمة من خلط للأوراق وطمس وتفريغ واحتواء للتاريخ وللوطن وللشعب وللثقافة وللفكر وللهويَّة السياسيَّة ولسيادة القرار وصولاً إلى يمننة الجنوب بالكامل عام ١٩٧٢م ولو أن الجنوب أحتفظ بتاريخه وحروبه مع الجارة الشمال واطماعهم بالجنوب لما ذهبوا لهذا اليوم الأسود المظلم ولهذا السبب اعتكفتُ للسنوات في قراءة عدة كُتب ومراجع عربية وخارجية تتحدث عن تاريخ الجنوب واستلخصنا منها دروس مختصرة مع وضع ،،هوامش،، لتلك  المراجع لمن أراد أن يبحث ويتعمق أكثر..

• مضمون ومحتوى الكتاب...

الكتاب يحكي ماذا حدث منذُ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وتحديداً منذُ العام ١٨٧٢م وحتَّى ٢٠٢٢م، أيّ منذُ وصول الغزاة العثمانيين إلى حدود القبائل التسع الجنوبيَّة المشمولة بالحماية البريطانية وما تلتها من أحداث وإليكم  ملخص لب وجوهر  محتويات الكتاب وأهم الأحداث السياسيَّة والعسكرية التي شهدها الجنوب ومنها الضالع، مكوّنة في عشرة فصول نلخصها لكم على النحو التالي:

• في الفصل الأول ستقرأ فيه:

• اطماع الأئمَّة الزيديين في الجنوب ونصيب الضالع بوابة الجنوب من الصَّراع الذي دار آنذاك ومنها قصّة الحروب والمآسي بين القبائل الجنوبيَّة وأئمَّة الشمال ما بين عامي ١٦٣٥ - ١٧٣٢م بعد خروج الاحتلال العثماني الأول من اليمن وقصة حرب المأة عام بين شيوخ وقبائل الجنوب والدويلات القاسمية والاسماعيلية.

• لمحة عن غزو أئمَّة الشمال لمعظم أراضي الجنوب بين عامي ١٨٧٢ - ١٩١٤م والحقيقة الكاملة لترسيم وتوثيق الحدود الدولية وليس تقسيم الوطن الواحد كما يدَّعوا ويزوروا التاريخ والوعي شمالاً وجنوباً ، والشاهد من ذلك أن الجنوب قبل احتلال بريطانيا كان عبارة عن تسع إمارات وسلطنات ومشيخات مستقلة ومنفصلة تمامآ عن حكم أئمَّة اليمن.

• تداعيات الحرب العالمية الأولى ١٩١٥م وكيف استغل الشمال وإلى جانبهم تركيا انشغال بريطانيا بما اسمته بحروب الميادين الكبرى فغزو واجتاحوا معظم أراضي الجنوب وصولاً إلى مشارف الشيخ عثمان، وكيف تعاملت معهم القوَّات البريطانية و أخرجتهم بعد انتصار دول التحالف على دول المحور.

• موجز مختصر عن أسوأ غزو عرفه الجنوب والضالع خاصةٓٓ والمتمثل بالغزو الزيدي لمعظم أراضي الجنوب ومنها الضالع ما بين عامي ١٩٢٠ - ١٩٢٨م وكيف دعمت بريطانيا الثوَّار الجنوبيين بقيادة الأمير نصر بن شايف وبمساعدة سلاح الجو الملكي حتَّى تمَّ تطهير الجنوب ومنها الضالع  من الغزو الزيدي الإمامي المتخلف.

• قراءة في سطور من الاحتلال إلى الاستقلال لثورة أكتوبر المجيدة، وقصّة {ردفورس ردفان}،(قوة ردع ردفان) أشهر وأعظم معركة قامت بها بريطانيا ضدّ الثوّار في جبال ردفان على مستوى الشرق الاوسط.

• كما تناول الكتاب أهم وأبرز أركان ومقومات دولة الجنوب بعد ٦٧م جغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومكانتها ووزنها بالنسبة للعالم لوقوعها على مضيق باب المندب أهم ممر مائي في العالم، والذي يربط بين البحار والمحيطات والقارات.

• الفصل الثاني من الكتاب تطرق إلى حرب ٩٤م ومابعدها كالتالي:

• مقدمة عن الوحدة المشؤومة من الفكرة إلى النهج والتحقيق ، ثم الأزمة وإعلان الحرب.

• الشرارة الأولى للغزو والاجتياح وسقوط سناح في حرب صيف العام ١٩٩٤م، وكيف واجهت قوام نصف سرية من بقايا جيش الجنوب في سناح لقوام ثلاثة ألوية شمالية وكيف قاوم موقع المشوَاف لوحده المحاذي لقرية الحازة حجر بدشكا واحدة جحافل الغزاة أربعة أيّام بقيادة الرائد ـ عبدالله ناصر محمد الصوفي، قائد سرية استطلاع لواء عبود، حتَّى استشهد في الموقع هو وثلاثة من رجاله لتسقط سناح في اليوم السابع.

• كما ستقرأ رصد واحصاء  لقوام قوات وعتاد علي عبدالله صالح بالضالع بعد حرب صيف ٩٤م، جيش وأمن مركزي ، وأمن عام، ونجدة ، ومرور ،وأمن سياسي، واستخبارات ، وبقالات ،ومطاعم ،وجواري وبسطات ،وجواسيس ومخبرين ... إلخ .دون ما نذكر اسم خائن إطلاقآ) 

• التطرق لأهم وابرز المواقع العسكرية التي تمركزت فيها قوَّات عفاش بالضالع عدة وعتاد.

• أبرز عشر جرائم جسيمة لزعيم الاحتلال علي عبدالله صالح بالضالع وهي على النحو الآتي:

- القصف العشوائي عند اجتياح  الضالع للعام ٩٤م .
- ممارسة الإرهاب المجتمعي ضدّ شعب الجنوب.
- قصف قرى زُبيد ١٩٩٨م 
- تفجير أربعة منازل في جحاف بالكامل.
- قتل المتظاهرين العُزل في الشوارع.
- قصف المدينة.
- مجزرة سناح.
- قصف منزل في قرية لسلاف وقتل أسرة بالكامل.
- قصف الجليلة.
- ضرب جنازة الشهيد/سيف علي سعيد، قرية الشعب.

• الفصل الثالث تطرق إلى لمحات عابرة لأبرز الحركات الثورية السياسية والعسكرية بعد حرب ٩٤م وانطلاق مرحلة النضال السلمي منذُ تأسيس حركة موج - حركة حتم - اللجان الشعبية - تجمع أبناء الجنوب - حركة تاج 
- جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين - انطلاق مرحلة النضال السلمي بكل مسمياتها وتشكيلاتها ومكوّناتها وصولاً إلى مرحلة الاعتصام المفتوح.

• عدد المسيرات والفعاليات والندوات والأمسيات والمليونيات وكم عدد الشهداء..؟ وكم عدد الجرحى..؟  وكم عدد المعتقلين في إطار الضالع ..؟ 

• الفصل الرابع المشروع الايراني الفارسي بالمنطقة  وستقرأ فيه :

- قصّة المشروع القادم إلى الضالع والجنوب عامةٓٓ في العام ٢٠١٥م المتمثل بإيران وأدواته الحوثية وانكسارها على أسوار الضالع، وكيف سقطت بيروت والعراق وسوريا وصنعاء وعدن لينكسر ويهزم المشروع الإيراني في المنطقة على أسوار الضالع كأول منطقة عربية في الشرق الاوسط..

- دخول قوَّات مليشيات الحوثي الضالع.
- أهم وأبرز خمسة مواقع عسكرية في الضالع.
- مواقع انتشار قوات عبدالملك الحوثي بالضالع.
- الحملات الحوثية وملحمة الضالع الكبرى.
- حملة الجمعة الموافق 26 مارس 2015م الجليلة شحذ.
- حملة السبت الموافق 28 مارس 2015م العرشي.
- حملة الإثنين  الموافق 30 مارس عملية الزحف الثابت دار الحيد.
- حملة الإثنين الموافق 13 أبريل.. جبهة العرشي واستشهاد الخويل.
- الملحمة الكبرى والفاصلة  الأثنين ٢٥ مايو  ٢٠١٥م ( اليوم  الخالد)(يوم النصر الأعظم) القصّة الكاملة بتفاصيلها واسرارها. 

• الفصل الخامس ويتناول التالي:

- الدبّابة الأسطورة صانعة النصر في جزئين.
- قصّة بطل واجه الاحتلال بمفرده.
- لقاء ساخن مع قائد وبطل.
- جبل جحاف بالضالع الأهميَّة التاريخيَّة والعسكرية والهضبة السياحية الباردة.

• الفصل السادس تم تخصيصه للتالي:

- لقاءات واستطلاعات من مواقع الحدث وقلب الميادين مع عشرين قائد لواء في الضالع معظمهم من رجال حركة حتم وماذا قالوا..؟ 

• الفصل السابع وكرّس إلى الآتي:

- أحداث ومستجدات يومية لمأساة حرب ٩٤م وحتَّى العام ٢٠٢٢م.

• الفصل الثامن خمسة أيّام خالدة في تاريخ وحاضر الضالع :

- الخميس 16 أغسطس  ١٩٢٨م الأمير نصر بن شايف وتحرير الضالع.
- السبت 21 يونيو  1967 م الزعيم القائد علي عنتر وتحرير الضالع..
- الإثنين 25 مايو  2015 م انكسار المشروع الإيراني وهزيمته على أبواب الضالع..
- السبت 8 أغسطس  2015 م خروج آخر جندي يمني من الضالع..
- الثلاثاء 8 اكتوبر 2019 م أكبر عملية عسكرية شمال الضالع.

• الفصل التاسع تطرق إلى:

- عشرة دروس مهمة في حبِّ الوطن والانتماء والبناء والدفاع والحُرِّية والسيادة والقرار والإعلام... إلخ.

• الفصل العاشر تتبع أحداث ميدانية مهمة:

- صور موثقة من الجبهات وأثناء النزول واللقاءات..
-صور لثلث شهداء محافظة الضالع تقريباً، على أن نعاهد الضالع كل الضالع أننا في صدد إصدار كتاب خاص بالشهداء جميعاً متى ما وضعت الحرب أوزراها تحت عنوان: (الخالدون في وجدان الشعب).. 

• خالص تحية وسلام من ابن الضالع مؤلف الكتاب//بكيل محسن علي القحطاني (بكيل الجحافي)، عضو المجلس الانتقالي نائب رئيس الدائرة الثقافية للمجلس الانتقالي بالمحافظة..