دعوني أعرج في هذه الأسطر على هامة وطنية كبيرة، أحرق كل طاقاته في سبيل انتصار هذا الشعب المسكين؛ إنّه محمد سعيد سالم.

   لقد كنت متابعًا له منذ الحرب الظالمة على الجنوب في صيف 1994م, وكيف وقف سدًّا منيعًا لمقاومة الظلم الواقع على الجنوب, وكيف كان لكلماته الوقع المحرق للظالمين الطغاة, فجّر كل طاقته النضالية بسلاح الكلمة التي كانت تنبعث من ضمير حيّ يأبى الظلم, ويمقت أهله, ويقف سدًّا منيعًا لمواجهته, وكنت أتعجب من مخزونه اللغوي والبلاغي الآسر الذي كان يزود مقاتلينا بكَمٍّ لا محدود من الشحنات النضالية والقتالية, وعلى الرغم من انتصار الظالمين المؤقت, في هذا المشهد المأسوي, فقد ظل عزيزًا شامخًا في مبدئه رافضًا الحكم الغاشم بعزة وكرامة لا محدودين, مستعظمًا نفسه, تاركًا خلفه كل إغراءات الحاكم, فهيهات أن يخرَّ النجم أرضًا.

(تغرّب لَا مستعظماً غير نَفسه ... وَلَا قَابلا إِلَّا لخالقه حكما)

    والذي يبعث في النفس الحزازة الحسرة أن تصيب القيادة السياسية الغفلة عن قامة فارعة يفترض أن يكون لها الدور الأساس في بناء هذا المشهد السياسي الذي تعسّر مخاضه, وإنّني أدعو دولة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أن يدنيه منه ويجعله من خاصته؛ لكونه من الثقات؛ كريم الشمائل, محمود الخصائل, سخي النفس, محشود محفود, ذا مكانة مرموقة, وقدر عَلِيٍّ, ذا رأي وعقل وحصافة, وفكر ثاقب, ولسان ذلِق طلِق, وهو مع ذلك لا يختلف عليه اثنان, وسيبارك الجميع لك وللوطن حينما يراه المواطن في ذروة السنام, والله على ما أقول شهيد.