آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:19:56:59
صحف عربية: بايدن في الشرق الأوسط... من أجل استعادة الثقة المفقودة
(الامناء/وكالات:)

يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء المقبل، زيارته المنتظرة إلى الشرق الأوسط، في ظل تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية، خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية على دول العالم والمنطقة، بالتزامن مع تعثر إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي والملفات التي ستشكل محورها. 

مصالح
في صحيفة "الشرق الأوسط" قال غسان شربل، إن "الولايات المتحدة عملاق اقتصادي وسياسي وعسكري وتكنولوجي، تتأثر خطواتها أحياناً بتبدل الإدارات والاجتهادات، لكن الحسابات الواقعية تعود إلى التغلب على ما عداها، والكلمة الأخيرة هي للمصالح".

وأضاف "منذ اللحظة الأولى اقتحمت الحرب الروسية في أوكرانيا مكتب الرئيس جو بايدن، وقد وجد بايدن نفسه في وضع صعب، الاستقالة من مصير أوكرانيا أكبر من قدرة أمريكا والغرب على الاحتمال، والانزلاق إلى مواجهة مباشرة بين حلف ناتو والجيش الروسي أكبر من قدرة العالم على الاحتمال".

وتابع "في ظل هذه اللوحة تنعقد هذا الأسبوع على أرض السعودية لقاءات جدة التي تعني مستقبل الشرق الأوسط، قمة أمريكية سعودية، وأخرى أمريكية وخليجية وعربية، ومجرد انعقاد اللقاءات هذه يعني عودة الشرق الأوسط إلى موقع الاهتمام لدى واشنطن، التي كانت قد بدأت منذ سنوات رحلة الابتعاد عن هذه المنطقة للتفرغ لاحتواء الصعود الصيني، واكتشفت واشنطن أن الشرق الأوسط لا يزال حاجة، وأنه لا يزال يملك مفاتيح استقرار أسواق الطاقة، على رغم التبدلات التي طرأت على حاجة الولايات المتحدة إلى نفط المنطقة".

توتر في إيران
في موقع "إندبندنت عربية" قال طوني فرنسيس: "منذ انتخابه قبل سنة ونصف السنة لم يزر الرئيس الأمريكي الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، ومارس ضدهم سياسات يمكن وصفها بالعدوانية، ولم يتبدل قادة الخليج بل ازدادوا تماسكاً وحرصاً على ضمان مصالح بلدانهم وعالمهم العربي، ومضوا في عملية إعداد دقيقة لمواجهة التحديات، وحافظوا على العلاقة التقليدية مع أمريكا، وفتحوا أبواباً واسعة نحو الشرق وباتت روسيا والصين من الشركاء الأصيلين".

وأضاف "لم يبق من إشارات الخلل إلا النهج التدميري الإيراني داخل كل بلد عربي، ويعرف الأمريكيون الذين يفاوضون إيران ذلك، إضافة إلى معرفتهم أن الاعتداء على الدول العربية وتمزيق بنيتها الاجتماعية طائفياً ومذهبياً هو أخطر من سلاح نووي قد تحصل عليه إيران عاجلاً أم آجلاً".

وتابع "سعى القادة الإيرانيون عشية القمة العربية الأمريكية إلى إثارة الموضوع الإسرائيلي عبر لبنان وغزة، ونظموا مؤتمراً لأنصارهم في بيروت للحديث عن إسرائيل وعلاقات السلام، لكن ذلك لم يغير كثيراً في المناخ الشعبي الفلسطيني والعربي، فالموقف من دعم الشعب الفلسطيني وحقه في دولته راسخ والدول العربية المعنية لن تتخلى عن هذا الحق إكراماً لخطاب إيراني مراوغ أو لقمع إسرائيلي مستدام".

 


وقال الكاتب: "توترت إيران إزاء ما يمكن أن تتمخض عنه محادثات جدة فزادت حدة صدامها مع الغرب، والأسبوع الماضي كشفت بريطانيا مصادرة صواريخ إيرانية مهربة إلى الحوثي، لترد إيران بالإعلان عن اعتقال مساعد السفير البريطاني في طهران وكذبت لندن الخبر، ومع ذلك اعتقلت السلطات الإيرانية أستاذاً بولندياً في "جامعة كوبرنيكوس" إضافة إلى زوج المستشارة الثقافية في السفارة النمساوية، وكذلك اختطفت عامل إغاثة بلجيكي لتفرض على بروكسل تسليمها الدبلوماسي أسدالله أسدي المسجون في بروكسل بتهمة الإعداد لتفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية في باريس، ولقد عادت إلى سياسة الرهائن التي لم تتخل عنها يوماً".

واختتم الكاتب قائلاً: "أمريكا في السعودية أمر تخشاه إيران فعلياً، ولن يجدي نفعاً في إخفاء قلقها إشادة ولايتي بجهود الحكومة العراقية في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".

إصلاح علاقات
وفي صحيفة "الوطن" البحرينية قال سعد راشد: "الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية نشرت تقارير وتحليلات سياسية عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية، وجميعها تلخصت في جملة واحدة هي إرجاع مسار العلاقات بين الرياض وواشنطن، وذلك بعدما شهدت شداً وجذباً".

وتابع الكاتب أن "الهجوم الإعلامي من قبل الرئيس جو بايدن لا بد من أن يكون له ثمن، فقد تنازلت واشنطن عن العقيدة التي تقول إنها ملتزمة بحماية الرياض ضد أي عدوان خارجي، وهذا ما دفع السعودية إلى الاعتماد على نفسها في حماية مصالحها عبر الانفتاح على الشرق، فهي ليست الدولة التي يتم لي ذراعها، فمنذ تأسيس الدولة السعودية تمتعت بعلاقات رصينة مبنية على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بالدول، لأن الرياض هي مصدر القرار العربي والإسلامي ولن تكون راضخة لأي حسابات قد تتسبب في الإضرار بمصالحها القومية أو مصالح أشقائها العرب والمسلمين، ولكن يبقى السؤال، ماذا سيقدم بايدن للسعودية؟"

فتح صفحة جديدة
من جهته وفي موقع "إيلاف" قال سالم الكتبي، إن قمة 9+1 في جدة، ستكون فرصة للرئيس الأمريكي لمحاولة "معالجة أحد أهم أخطاء إدارته التي لم تول منطقة الشرق الأوسط الاهتمام الكافي منذ وصوله إلى الحكم، حتى فوجئت بتداعيات هذا الخطأ عقب اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث أكتشفت واشنطن أن هذه المنطقة تمثل ساحة تنافس وصراع دولي شرس مع خصومها ومنافسيها الإستراتيجيين، وأنها بحاجة لإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها بما يعيد الشرق الأوسط إلى دائرة الإهتمام والأولويات الأمريكية".

وأضاف الكاتب "تدرك الولايات المتحدة جيداً أن الأمور لم تعد كما كانت في السابق، وأنه لا يجب أن تدار العلاقات بين واشنطن وحلفائها بالشكل الذي كانت تدار به سابقاً، فهناك مياه كثيرة جرت في قنوات هذه العلاقات، وتعلم الشعوب العربية في المقابل كم دفعت من أكلاف غالية جراء المواقف والسياسات الأمريكية الداعمة لتنظيمات الفوضى التي قوضت الأمن والإستقرار في دول عربية عدة منذ عام 2011، وبالتالي فإن تصويب مجمل هذه الأخطاء يحتاج إلى مكاشفات وشفافية ووضوح في تشخيص الأخطاء وبلورة رؤى وتصورات جديدة تسهم في ترميم الشروخ وإعادة الثقة المفقودة وفتح صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية العربية"

وشدد الكاتب على أن القمة المنتظرة بمناسبة الزيارة، ستشكل فرصة للتصدي "للتحدي الناجم عن الطموح بل الجموح النووي الإيراني، حيث لا خلاف على أن التصدي للسياسات التوسعية الإيراني هو أحد أهم مفاتيح الاستقرار في الشرق الأوسط، وتحديداً فإن الحديث عن عودة الاستقرار إلى سوريا ولبنان، والعراق، واليمن، يقودنا إلى إيران، بمعنى أن أمن نحو أربع دول عربية مهمة يبدأ وينتهي في طهران! لا أحد يطالب الولايات المتحدة بخوض حرب ضد إيران، ولا أحد كذلك يطالب واشنطن بخوض مواجهات باردة أو ساخنة نيابة عن دول المنطقة وشعوبها، ولكن الأساس هو ألا تتورط الولايات المتحدة مجدداً في اتفاقات تفتح الباب أمام إستمرار الدور التوسعي الإيراني أو تمنح الضوء الأخضر لطهران لمواصلة سياساتها في هذا الإطار".



شارك برأيك