آخر تحديث :الاحد 23 فبراير 2025 - الساعة:23:37:20
في وداع الماريشال ماذا قدم لليمن
(الأمناء نت /عبدالسلام بن عاطف جابر )

جرت العادة أن الرئيس عندما يسقط يلعنه الكثير، على رأسهم من كانوا حوله من الفاسدين.!! ولايثني عليه أحد . . . وهذا المقال تحليل سياسي لا مدحاً ولا تزلفاً؛ فالتزلف يكون لذي سلطة، أوصاحب مال كريم؛ والماريشال لاسلطة ولاكريم . . . وأما المديح فيكون لأهل الفضل؛ وليس له فضل عندي، ووعوده الكاذبة لحل قضيتي دمرتني، ونالني  أعظم الضرر من مكتبه.!! ؛ وعليه فالمقال من زاوية حيادية، والناس تعرفني "أنسى ولاأحقد".

ولمعرفة أعظم ماقدمة الماريشال؛ نبدأ بحكمة لحكيم، قال (الأمير الذي أجتمع في ذمه الظالمون واللصوص والفاسدون؛ فهو أمير صالح) وقد أجمع على بغض الماريشال ولعنه صقور الهضبة الزيدية ومن حولهم من المتسلقين من اليمن الشافعي، في الشرعية والإنقلابية؛ العفافشة والمؤتمر والإصلاح وجماعة الحوثي.!!

كانوا يقولون: أنه يمزق الجيش والقبائل حتى ينجح انفصال الجنوب.؟ وفي السنوات الأخيرة طالبوا بإزاحته، والحوثي اشترط إزاحته للدخول في تسوية سياسية.!! بينما أفعاله وتصريحاته تشهد أنه يسعى لبناء يمن العدالة والمساواة .  . . وبدراسة وتحليل مايقولونه منذ منتصف 2012.؟ تجدهم لايدافعون عن الوحدة، بل دفاع عن مصالحهم، واستفرادهم بحكم اليمن، ورفض بناء دولة عدالة، تجعلهم متساوين مع باقي أفراد الشعب.

وهذه الروح المذهبية المناطقية تضخمت وتوحشت بعد إعلان الجمهورية 1962، وقد كتب فيها الرئيس أحمد النعمان كتاباً في 1965. . . وكل من يحاول بناء دولة نظام وعدالة ومساواة يتم اسقاطه من السلطة، فأما يهرب أويقتل. فالرئيس النعمان الأب اعتزل السياسة ومات في سويسرا، والرئيس النعمان الأبن قتلوه في بيروت.
وقتلوا كثير من القادة الشوافع أبرزهم الشيخ العواضي ونائب رئيس أركان الجيش عبدالرقيب عبدالوهاب. وقتلوا البروفسور عبدالعزيز السقاف، وتآمروا على الرئيس فرج بن غانم فهرب  . . . وقتلوا من الزيود أيضاً، قتلوا قائد ثورة سبتمبر علي عبدالمغني 1962، والزبيري 1965، والرئيس الحمدي 1977..  . . . والقائمة طويلة. 

وهذه الحقيقة كان يعرفها الماريشال؛ ولذلك في لقاءاته منذ 2012 مع الشرفاء من الشخصيات السياسية والإجتماعية في الجنوب واليمن الشافعي المستعبد كان يقول لهم (أنا بفكفكهم فكفاك وصله وصله قبل مايقتلوني، وأنتوا قعوا رجال دولة وأبنوا بلادكم، وأنا سأوظف كل الذين تشرحونهم لي).

وقد فعل ماقاله؛ فكك أعتى عصابة مذهبية، مناطقية، قبلية تسلطت على اليمن مئات السنين . . . وبنى شوافع اليمن قوتهم بفضله، وصنعوا توازن القوة في الجنوب والبيضاء ومأرب واليمن الأسفل وتهامة . . . ونجح التفكيك في تحرير  عوام الزيود  من تبعية قيادات فاسدة وظالمة وعميلة. وجعل شرفاء الزيود يواجهون ظالميهم، ويصطفون مع الشعب ضد المشروع الفارسي.

وعليه؛ سيذكر التاريخ الرئيس هادي وتشكره الأجيال لأنه نجح في تفكيك جيوش ومليشيات دولة الظلم والاستعباد. وجلب العالم للقتال مع اليمنيين وتخليصهم من مشروع إيران الذي دمر العراق ولبنان وسوريا . . . وعلى الرئاسة الجديدة استكمال المعركة وإقامة النظام والعدالة والمساواة سواءً في دولة واحدة فدرالية أوكونفدرالية أودولتين بشعب واحد.

وللحديث بقية
عبدالسلام بن عاطف جابر




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل