آخر تحديث :الاحد 23 فبراير 2025 - الساعة:23:59:37
في خير أجناد الأرض
(الأمناء نت /د. احمد عوض العلقمي)

مذ عرفت نفسي ، وأنا ذلك المهموم ، المنشغل بقضايا أمته ، وعلى رأسها أم القضايا ، قضية المسلمين المركزية ، فلسطين العربية . غير أن ماصنع المفارقة لدي ، هو مقال لكاتب إسرائيلي في صحيفتهم هاأرتس ، أشار فيه إلى أن الشعب الفلسطيني ، قد أثبت تجذره في هذه الأرض ( فلسطين ) وتشبثه بكل ذرة رمل فيها ، إذ لم نستطع إزاحته عنها قيد أنملة ، مع أننا قد استخدمنا ضدهم القوة العسكرية المفرطة ، وكذلك الترغيب والترهيب ، سلكنا السياسة والكذب والوهم ، والحرب النفسية بكل أشكالها ضدهم ، لكننا مع ذلك كله لم نستطيع هزيمتهم ، أو فرض الاستسلام عليهم ، إنهم شعب لاينكسر ، ولايوجد في معجمه شيء من مفردات الاستسلام . بعد ذلك أضاف الكاتب الاسرائيلي ، يقول : إن الصهيونية قد كذبت علينا ، يوم قالت لنا : إن فلسطين هي أرض الميعاد ، وإن هيكل سليمان يقع تحت المسجد الأقصى ، إذ أثبتت الحفريات تحت المسجد الأقصى ، أنه لاوجود لهيكل سليمان ، وذلك بعد أن صرحت بذلك رئيسة بعثة الحفريات - بريطانية الجنسية - أن لاوجود لهيكل سليمان ، الأمر الذي دعا الصهاينة إلى طردها على الفور من فلسطين ، وتحريم تداول مقولتها ... كذلك اختتم الكاتب الاسرائيلي مقاله بالقول : إن اسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة ، لامستقبل لها في فلسطين ، وليس لنا إلا أن نعود من حيث أتينا .
   في هذه الأثناء - وأنا أقرأ مقال الكاتب الإسرائيلي - أدركت أنني في ليلة العاشر من رمضان ، فذهب بي الخيال إلى أرشيف الذاكرة ، رأيت  أنني أغوص في قناة السويس مع أبطال العبور ، كنت عالي المعنوية ، كبير الهمة ، أركض في صحراء سيناء بين أرتال خير الأجناد ، وبصري شاخص نحو مصلى ، سيد الخلق ، في قدس الأقداس  ، أزحف من أرض الكنانة باتجاه فلسطين العربية ، يرحب بنا - من الداخل- الكثير من شعب الجبارين ، من هنا وقفت شامخا ، أرفع تحية إجلال وإكبار للزعيم العربي العظيم ، جمال عبد الناصر ، قائلا له : لقد عجز الزمن بمعية الأعداء ، أن ينال من مكانتك في قلوب الشرفاء والأحرار ، أو أن يمسح شيئا من تمثالك الكبير الخالد في ذاكراتهم . كما أود أن أطمئنك إلى أن جيشك الذي تعبت كثيرا في إعداده لنزال العدو الصهيوني ، قد أنجز المهمة وانتصر للأمة ، إذ نفذ توجيهاتك ؛ لأنه كان مازال يعلم يقينا ، أنك تنتظر منهم ذلك الانتصار المزلزل - على عدو الأمة وعدو الإنسانية جمعاء - بصبر نافذ . غير أنه - ياسيدي القائد - كان الانتصار اليتيم ، في تاريخنا المعاصر ، ومع ذلك فإنني أقول لك ياسيدي القائد : نم قرير العين ، إن أمتك مازالت ولادة تنجب الأحرار ، رايتك مازالت مرفوعة عالية خفاقة ، لقد رفعها شعب الجبارين ، وإلى جانبه أبطال لبنان ، وأحرار سوريا الأسد ، وغيرهم كثير من أحرار أمتك على وشك الالتحاق بالركب ، فضلا عن أن عدوك ، قد بدأ يحزم أمتعته ، ويعد راحلته ، مغادرا الأرض المباركة إلى دون رجعة ، كما أردت واستشرفت ذلك ذات يوم ...

العاشر من رمضان 1443 للهجرة الموافق 11 ابريل 2022م




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل