آخر تحديث :الاحد 23 فبراير 2025 - الساعة:23:59:37
مجلس يافع العام فرضه الواقع
(الأمناء نت /عبدالسلام بن عاطف جابر )

في كل دول العالم هناك دور تنموي وخدمي للأعمال الاجتماعية وخصوصاً في الدول الفقيرة في افريقيا والعالمين العربي والإسلامي. . . والمشاريع القبلية تعتبر جزء من الاعمال الإجتماعية في الدول التي مازال للقبيلة وجود فيها. . . وفي اليمن تم تنظيم هذه الأعمال, وجعلوها جزء من وزارة الشؤون الإجتماعية. وبرغم الدور الإيجابي للكيانات الاجتماعية في زمن الاستقرار؛ إلا أن دورها الأهم والأكبر أثراً يكون في زمن الاضطرابات والكوارث الطبيعية والحروب.

وفي الجنوب ظهر دورها في ٢٠١٥ بأعلى قوته وتأثيره, بينما في الشمال لم يحدث ذلك. . . لانها في الجنوب لم تكن مسيسة تتبع أحزاب أو مشايخ أو أصحاب نفوذ, ولم يكن القائمون عليها من طالبي المصالح الشخصية؛ بمعنى آخر كانت عمل صالح هدفه خدمة الناس. . . ويمكننا القول بكل ثقة أنها في ٢٠١٥ قامت مقام القيادة -الحكومة والجيش والأمن- التي هربت من مواجهة الحوثي. وأهل عدن يتذكرون دور الجمعيات والمجموعات الجنوبية ومنها اليافعية. . .

ويتذكر الجميع في ٢٠١٥ بداية المعركة تشكيل كيانات شعبية خاصة بدعم عدن, وكانت أسماؤها مقرونة بيافع؛ وسبب تشكيلها مفاجئة الغزو, وحجم المعركة الكبير , وضخامة العدو عندما انضمت أجهزة الدولة للحوثي (الجيش, الأمن المركزي, الأمن العام, الأمن السياسي). . . وكانت مهامها الإغاثة الغذائية والصحية وإيواء النازحين من عدن القديمة, والدور الأبرز لها كان تشكيل وحدات المقاومة وتمويلها وتسليحها. . .
وبعد تحرير عدن وأبين ولحج في ١٧ يوليو ٢٠١٥ تم تشكيل كيانات جديدة اقترنت أسماؤها أيضاً بيافع؛ وقامت بمعية الكيانات القديمة بمهام إعادة تأهيل المرافق الخدمية في بعض مناطق عدن ولحج وأبين مثل أقسام الشرطة والمدارس والكليات والطرقات وغيرها. . . وفي يافع قامت بشق الطرقات إلى كل قرية. ومازالت بعض هذه الكيانات تعمل حتى اليوم.

عندما أسست تلك الكيانات وأعلنت أسماءها مقرونة بيافع (مجموعة......يافع) (..…..يافع) ....إلخ ظهرت أصوات رافضة للكيانات بدعوى أن المؤسسين ليسوا شخصيات معروفة وليسوا مشايخ وسلاطين يافع حتى يحق لهم تسمية كيانهم باسم يافع.. وأنهم يمثلون أنفسهم فقط.!! وظهرت أصوات إتهمت المؤسسين بالخيانة والعمل ضد الجنوب, وآخرون إتهموهم بالنصب على أبناء يافع المتبرعين , وغيرها من الأقاويل..!!! لكن المؤسسين كانوا من خيرة رجال يافع: لم يردوا على الإساءة بمثلها, لم يبرروا لأحد, كان ردهم بالعمل النافع. وأصبحت أعمالهم عناوين شرف وفخر ليافع على الأرض وعلى صفحات التاريخ. . . وأثنى على أعمالهم من كل محافظات الجنوب, ومن الشمال؛ يقولون (ليت في بلادنا مثل رجال يافع؛ لم ينتظروا الدولة ولاالمساعدات الدولية, واتفقوا أموالهم للدفاع وبناء البلاد) . والكثير من الذين وقفوا ضدهم ومن شتمهم ندموا على ماقالوه واعتذروا.

المحزن اليوم أن جيل اليوم وقع في نفس الأخطاء, ولم يتعلموا من الذين قبلهم؛ وهاهي نفس الشتائم ونفس التخوين ونفس الاتهامات تصدر من البعض في حق القائمين على مشروع مجلس يافع العام بعد التوقيع الأولي عليه من السلطان اسكندر بن هرهرة والسلطان نواف العفيفي.!!
لماذا لا يحسن قومنا الظن ببعضهم البعض..؟ لماذا لايباركون ويشكرون جهد وانجازات إخوانهم.؟ متى يترك هؤلاء الأنانية على قاعدة (أما تنفذوا شروطنا أونشوه بكم).؟

من الطبيعي أن تكون هناك ملاحظات, استفسارات, تحفظات وانتقادات لأسباب كثيرة, منها شحت المعلومات عن تفاصيل المشروع, وكذلك الوقت الطويل الذي مر مابين إعلانه قبل عدة أشهر وبين التوقيع في القاهرة وغيرها من الأسباب. لكن هذا لايعطي الحق لأحد بتخوين وشتم والإساءة للسلطانين أومن حضر التوقيع أو فريق العمل.

حتى أنا لي ملاحظات؛ وأتذكر كم كنت نشيط في بداية المشروع. وأتذكر اجتماع في ٢٠١٨ ترأسه المغفور لهما باذن الله السلطان الذهب بن هرهرة والسلطان فضل العفيفي, وحضر سبعة من مشايخ مكاتب يافع العشرة؛ وبعد قراءة مسودة المشروع الذي أعدته اللجنة التحضيرية كانت لأربعة من الحاضرين -وانا منهم- عدة ملاحظات أولها تغيير مسمى المجلس, وملاحظات تعديل في الهيكل التنظيمي, وأخرى تخص توزيع المهام. وقد تم قبول أغلبها بما فيها مسمى المجلس.
وعندما تم إعلان التوقيع عليه كان مسمى المجلس غير الذي اقترحناه, وهذا مؤشر أن كل اقتراحاتنا لم يعمل بها.!! لكن هذا لم يمنعني من التعبير عن سعادتي بالتوقيع, والثناء على المشروع, واعتبار تجاهل اقتراحاتنا ليس لأنها غير صحيحة؛ بل هي صحيحة ومهمة, لكن غيرنا من أبناء يافع قدم اقتراحات أكثر صحة واكثر أهمية مماقدمناه.

ختاماً؛ ادعو الله أن يوفق القائمين على المشروع ويسدد خطاهم, واتمنى منهم قبول نصائح ذوي العقول والعمل بها. . . واتمنى من الغاضبين عدم تخوين وشتم وازدراء القائمين على المشروع, بل الثناء عليهم وشكرهم على جهودهم, وتقديم النصح والمقترحات التي تساعد في بناء ونجاح المشروع. . . وارجو من جميع أبناء يافع حسن ظن بعضهم ببعض, وتبادل الثقة, والإيمان أن كل من يقوم بمشروع ليافع يهدف إلى خدمة يافع ورفعتها؛ فإذا نجحوا في عملهم فهذا مكسب ليافع كلها, وإذا فشلوا؛ هم من يحمل نتائج فشلهم وليست يافع
قال الشاعر:
يافع دول والله لوما الشور قل
وأهل الحيل كلاً تحايل من قداه
لايضربون الحيد في ذاك الجبل
وا يهدوا الشيطان ذي ماحد هداه

وللحديث بقية
عبدالسلام بن عاطف جابر




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل