في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2021م حصلت على درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية الطبية.
ذكرى جميلة لثمان سنوات قضيتها في دارسة الماجستير والدكتوراة في جمهورية الهند ..
أما بعد حصولي على درجة الدكتوراة وعودتي إلى البلد التعيس شيء آخر 
عُـدتُ العام الماضي في شهر رمضان وكانت الأسعار تشكل حالة أفضل مما هي عليه هذا العام .. في هذا العام ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية علاوة على تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
عُـدتُ بعد أن حصلت على شهادة الدكتوراه على أمل بأن أخدم وطني وعلى أمل في تحسين معيشة أسرتي في الحصول على التسوية المالية وبدل أثاث وبدل سكن وبدل طباعة وقيمة تذاكر وووو ..كما كان معمولاً به من سابق...
لي أكثر من سنة وما زال راتبي تسعة وأربعين الف ريال يمني  بما يعادل 35 دولارًا
لا تسوية ولا بدل أثاث ولا بدل سكن ولا بدل طباعة ..
لم تعد بالنسبة لي ذكرى بل هي تأبينٌ مبكرٌ لشهادتي ولحاملي الشهادات العليا في هذا البلد التعيس 
سياسة التجويع الذي عانى منها شعبنا الصابر لم يسلم منها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات أيضًا.
هل يريد التحالف من أعضاء هيئة التدريس الالتحاق بالطلاب  في التوجه إلى السلك العسكري لرفد الجبهات بالمقاتلين بعد أن أصبحت معظم  الكليات شبة خالية من الطلاب
 راتب العسكري المجند مع التحالف عشرة أضعاف الكادر الأكاديمي؟؟!! فياترى هل سيفكر الطلاب في التسجيل بالجامعات ومواصلة التعليم
سياسية التجويع الذي ترتكبها ما يسمى بالحكومة الشرعية اليمنية بحق أعضاء هيئة التدريس سوف تفجر شرارة غضب وسوف تصل رسالتنا لكل أحرار العالم..
هل من أهداف عاصفة الحزم إذلال وتجويع أكاديميي الجامعات ومعلمي التربية والتعليم
هل من أهداف التحالف العربي تجهيل الشعب وتجويعه ومحاربة التعليم
هل محاربة المد الإيراني يتحقق بحرمان أعضاء هيئة التدريس من أبسط حقوقهم

يجب أن تعي ما تسمى بالحكومة الشرعية والتحالف العربي على حد سواء بأن صمت الكادر الأكاديمي لن يستمر طويلاً وسوف يتضح لكل الأحرار في العالم  معاناتنا ومعاناة شعبنا الصابر .. وسوف يتعرى من يقف وراء سياسة التجويع لهذا الشعب العظيم؟ وستشهد الأشهر القادمة صحوة من نخبة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس فيها.

د. شمسان  عبيد