آخر تحديث :الاثنين 24 فبراير 2025 - الساعة:11:14:23
مفارقات في طقوس الشهر المبارك 2
(الأمناء نت /الدكتور عوض أحمد العلقمي)

مهموم !  مهموم  !  مهموم  ! هاه . ماذا بك اليوم ياصديقي ؟  هل حدث لك مكروه يامهموم ؟ كلا ياصديقي ، لكن أفكر فقط في احتياجات رمضان . وماعسى أن تكون تلك الاحتياجات التي شغلتك عن سماع ندائي ، والمسافة بيننا أقل من ثلاثة أمتار ؟ ألاتدري ماهي احتياجات رمضان ! كالسوائل وأطباق الحلوى وغيرها مما يقدم ضمن وجبة الإفطار الرمضانية ، كذلك هناك أمر آخر يؤرقني ياصديقي ، وماهو ذاك الأمر الذي يؤرقك أيضا يامهموم ؟ إنه جهاز التلفاز ياصديقي ، وماذا حدث له يامهموم ؟ إنه صغير ، وحجم شاشته لايزيد عن أربع عشرة بوصة ، وما المشكلة في ذلك ؟ اسمع ياصديقي ، إنك تتحدث إلي وكأنك وصلت للتو من كوكب آخر ، ألا تعلم أننا ننتظر كثيرا  شهر رمضان لنشاهد المسلسلات والدراما الراقية ، وتلك المشاهد والأحداث ذات الجودة العالية في التصوير والعرض ، ثم تريدني استمتع بكل هذا في شاشة صغيرة ، إن مثل هذه المسلسلات لاتتحقق منها المتعة إلا إذا ماشوهدت في شاشة لايقل حجمها عن اثنين واربعين بوصة ، هذا هو مايؤرقك يامهموم !!!  أجل هذا هو ياصديقي ؛ لأن رمضان له طقوس خاصة ؛ في المأكل والمشرب والمسلسلات ، وغيرها من وسائل الترفيه ... لكن فيم تفكر أنت الآن ياصديقي ؟ أفكر كيف استطاع الغرب الصليبي تضليلكم ، وكيف وصل إلى تدمير أفكاركم يامهموم ؟؟؟ وماشأن الغرب بطقوس شهر رمضان ياصديقي ؟ إن طقوس شهر رمضان الذي أرادها الله ورسوله غير طقوسكم هذه يامهموم ، افصح ياصديقي ، أنا لم أفهم ماذا تعني بالطقوس الذي أرادها الله ورسوله ؟ إن شهر رمضان يامهموم ، هو أعظم الشهور عند الله ، وقد خصص لتربية المسلم ، وتهذيب النفس ، وتزكية البدن ، إنه شهر الجهاد ، شهر الفتوحات ، شهر الانتصارات ، إن معظم معارك المسلمين وغزواتهم ضد الأعداء ،  كانت في رمضان إن لم تكن كلها ، لقد كانت طقوس رمضان عند جيوش المسلمين  : في الليل تسمع أصواتهم يقرأون القرآن كأصوات خلايا النحل ، وفي النهار لاتسمع إلا صليل سيوفهم وبحات تكبيرهم في أثناء مقارعة الأعداء ، من فوائد رمضان يامهموم أن يجوع الغني فيشعر بجوع الفقير في سائر الأيام والشهور ، إنه شهر المحبة والتراحم ، شهر التوبة والمغفرة ، شهر تصفد فيه الشياطين ، وتغلق أبواب النار ، وتفتح أبواب الجنة ، إن من طقوسه إحياء ليله بالذكر والطاعات والعبادات ، ونهاره بالعمل ومضاعفة الإنتاج ، ألاتعلم يامهموم أن آباءنا كانوا يصلون الفجر في رمضان ثم ينطلقون للعمل في مزارعهم ، ورعي أنعامهم حتى الساعة الواحدة ظهرا ، وبعد صلاة الظهر ينامون إلى وقت صلاة العصر فقط ، فتجد نهار رمضان كله عمل ، وليله يحيونه بالذكر وترديد الأناشيد والتواشيح  الدينية - في مقصورات خصصت لإحياء ليالي رمضان - إلى منتصف الليل ... هذه هي طقوس رمضان الحقيقية ، وليس الطقوس المستوردة من أعداء الأمة يامهموم ، بارك الله فيك ياصديقي ، لقد نورت قلبي ، وأضأت دربي ...
في 1رمضان 1443للهجرة
الموافق 2 ابريل 2022 م




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل