الأولى
السيدة/ أنجلينا جولي .. أواصل تسجيل إعجابي الشديد، بما تقدميه من نموذج جميل وملهم للمرأة الشاملة، النجمة العالمية اللامعة، الممثلة السينمائية المختلفة، الأم الإستثنائية متعددة الجنسيات، الإنسانة الصادقة الكثيرة، السفيرة الأممية المجتهدة للنوايا الحسنة، ... 

الثانية
فعلت ولا أزال، أشارك باسمي في عاصفة الغضب وأنخرط بتوقيعي في لائحة الإعتذار، التي لا شك وصلتكِ أصدائها وإمتدادها، على خلفية ذلك التصرف غير المسؤول واللا أخلاقي، بتداول صورة لجوازكِ السفر وتسريب بيناتكِ الشخصية في نطاق واسع، ما كان بمثابة إنتهاك صارخ، مس خصوصيتكِ كفنانة مشهورة، وطال مهمتكِ كمبعوثة أممية، وأيًا كان الفاعل؛ فإني بجانب كثيرين من نشطاء وإعلاميين ومحبين لفنكِ ومعجبين بكِ، نأمل أن يفتح أمامه باب التحقيقات على مصراعيه، وتخرج نتائج مقنعة ومرضية لكِ، وفي ضوئها تكون المحاسبة.

 الثالثة
أجدد لكِ الابدآ عن الأسف والإعراب عن الخجل، عن الفعل الذي أقل ما يوصف به أنه خائن للأمانة ويستوجب معاقبة القانون، ولكن هذه المرة في حضرة نساء بلادي؛ من جانب توازي وقوع ذلك الفعل السيء مع صدور تعليمات من وزارة الخارجية بمنح الحق للمرأة اليمنية في الحصول على وثيقة جواز السفر دون أي إشتراطات، من جانب آخر تزامن وقوع ذلك الفعل المشين مع إحتفاءات المجتمع المحلي والمدني في مدينة عدن وعلى مستوى البلاد والعالم بأسره، بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الـ 112 لليوم العالمي للمرأة، 8 مارس 2022م، تحت شعار عريض: "المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غدٍ مستدام"؛ ولأننا ندعم ونناصر حقوق النساء، نواصل إعلاء الأصوات الداعية إلى مزيد من المكتسبات الحقوقية، التي تنصف النساء، وتساويهن مع الرجال.

الرابعة
تابعت بإهتمام زيارتكِ إلى مدينة عدن، في الأخبار عن تنقلاتكِ بين مخيمات إيواء النازحين واللاجئين، ومن الصور عن جوانب من مقابلاتكِ مع أفراد وعائلات، التي أوصلت بوضوح مدى تعاطفكِ مع حالات، في مخيم هنا وآخر هناك، وكان يخطر في بالي عما إذا تلك تفاصيل حياة وأوضاع معيشة وملامح وجوه النساء النازحات، طفلات وشابات وأمهات وزوجات وآرامل، قد عادت بكِ إلى أدوار وأجواء تصوير أفلام تعتبر أفضل وأهم ما في مسيرتكِ السينمائية، تلك المقتبسة عن قصص حقيقية بأبعاد إنسانية مأساوية وقاسية، منها "ماريان" الزوجة الحامل المفجوعة بإختطاف وتعذيب وقتل زوجها الصحفي في "قلب عظيم" A Mighty Heart، و"كريستين" الأم الثكلى المقهورة في البحث عن ابنها المفقود في "إستبدال" Changeling، وغيرهما.. أعتقد أن الوحي من الواقع الأليم للنازحات جدير بالتبني إنسانيًا وفنيًا؛ لتعكس قصصه في فيلم وثائقي تجميعي.

الخامسة
أعود ثانيةً لمحاكاة مخيلتكِ الفنية، وأستدعي خبرتكِ الفريدة في التمثيل والإنتاج والإخراج معًا لأفلام سينمائية، حققت نجاحًا باهرًا ولاقت رواجًا كبيرًا؛ وأحاول إقناعكِ بتكرار تلك الملحمة الدرامية الجميلة، في فيلم "ما وراء الحدود" Beyond Borders، ودوركِ المميز الناشطة الأمريكية "سارة" التي تأثرت بفعل الحب، وقررت العمل في مجال الإغاثة الإنسانية؛ لتسافر إلى أقاصي قارة أفريقيا، وتساهم في تقديم المساعدات على هوامش الصراعات الأهلية، ستكون تجربة سينمائية رائعة، تضاف إلى رصيدكِ الفني؛ بصناعة جزء ثانٍ من الفيلم أو فيلم آخر مقارب، عن تفاقم المعاناة الإنسانية في ظل حرب عبثية تدخل عامها الثامن، وبين يديكِ وأمامكِ عدة عوامل محفزة ودافعة، تحققت أغلبها خلال زيارتكِ إلى اليمن، حيث كنتِ في قلب المشهد ولامستِ الأحوال ورسمتِ صورة واضحة، وما تبقى من أجل إستكمال بناء الفيلم يتكفل به إحساسكِ الإنساني وشغفكِ الفني.

 السادسة
أتشارك مع كثيرين الإهتمام والمتابعة؛ أن تكون زيارتكِ إلى اليمن، قد حققت الأهداف المرجوة، وكُللت بالنجاح الكبير؛ بتسليط الضوء على الإحتياجات الإنسانية المتزايدة، إلى جانب التأمل والتطلع في إعادة توجيه أنظار العالم نحو المعاناة الإنسانية المأساوية لملايين اليمنيين، وأن تساعد حصيلتكِ من المعلومات والحقائق والمشاهدات المجمعة، في إفاداتكِ للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في الإسهام بتحشيد الدعم المادي اللازم، قبيل إنعقاد المؤتمر الدولي السنوي القادم للمانحين لصالح إغاثة ومساعدة اليمن.

السابعة
مطلق أمنياتي الطيبة بـِ : التوفيق لكِ في مختلف جوانب حياتكِ، خاصةً جهودكِ ومساعيكِ في الأعمال القادمة فنيًا وإنسانيًا .. أن يحظى بإهتمامكِ مقترحي حول جزء ثانٍ لفيلمكِ/فيلم آخر مقارب .. أن تجد رسائلي طريقها إليكِ؛ لتصلكِ وأنتِ بخير وصحة وأمان.

عاد سامية (عاد نعمان)
كاتب صحفي وناشط مدني
مارس 2022م، مدينة عدن

ملحق:
"في مكان لا تنتمي إليه, وبين أشخاص لا تعرفهم أبداً, أوجد طريقة لإحداث فرق".
أول شعار ترفعه النجمة العالمية السيدة/أنجلينا جولي; لتعزيز الإغاثة الإنسانية, كان ترويجي رافق تسويق فيلمها السينمائي "ما وراء الحدود" 2003م.