- لقاء موسع في المسيمير بلحج يقف أمام اوضاع المديرية وفساد السلطة المحلية
- عدن: افتتاح مبنى الصحة الحيوانية وإطلاق مشروع المختبر البيطري
- العليمي: بعض الأطراف استغلت القضية الفلسطينية ثم اختفت عند لحظة الحقيقة
- بدعم إماراتي.. اعتماد 23 ألف سلة غذائية لمحافظة شبوة
- رئيس مجلس القيادة يشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية غير العادية
- محافظ سقطرى يشارك في احتفال بيوم اللغة السقطرية ويؤكد دعمه لمركز اللغة السقطرية
- تقرير: رمضان ضيف ثقيل على اليمنيين نتيجة الأزمات
- واشنطن تعلن بدء سريان قرار تصنيف الحوثي «منظمة إرهابية»
- رئيس الوزراء يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع ازدحام وتكدس المسافرين في منفذ الوديعة
- أمريكا تصنف الحوثيين منظمة إرهابية وتعلن مكافأة 15 مليون دولار للكشف عن أموال الجماعة

الحرب النفسية الإخوانية الشعواء المعادية للجنوب والإمارات قوامها الشائعات
مغتصبو أرض الجنوب لن ينسحبوا بإرادتهم فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
ما الدور الملقى على المؤسسات الجنوبية الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية؟
بعد أن تحدثنا في الحلقة الأولى عن العلاقات الجنوبية الإماراتية التاريخية منذ تأسيسها عام 71م، وعن جزء من الحرب الإعلامية اليمنية المسعورة، نكمل الحديث عن تلك الحرب بالحلقة الثانية.
فالحرب النفسية الإخوانية الشعواء المعادية للجنوب والإمارات الشقيقية قوامها الشائعات، ومن المؤسف أن حكومة إخوان الفساد اليمنية لها الدور الأكبر في مهاجمة الإمارات، صانعة التحرير، دون وجه حق، وتتخذ مواقف مبتذلة، ولا تود الإمارات جزاءً ولا شكورًا لكن حتمًا لا تتوقع إطلاق اتهامات باطلة ضدها، وقد تمكنت من الحفاظ على علاقات إيجابية بالشمال اليمني.
وتناست هذه الإمعات اليمنية ميناء عدن طوال فترة حكم المخلوع الهالك حين سلّمه للإمارات الشقيقة في المناقصة، والتي تضمنت اتفاقيات التعاون والتنسيق والتوقيع على مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للموانئ والهيئة العامة للاستثمار لصالح نظام صنعاء وسلطة موانئ دبي والمنطقة الحرة، ولم نسمع صوتًا معارضًا إنما محل ترحيب وتصفيق لدى الغزاة وأعوانهم، إن لم أقل إنها من صنيعتهم، وبشتى الوسائل المختلفة والخبرات المتراكمة التي امتلكها العدو ومشاركة إخوان الشيطان بالحكم أثناء قربه من نظام المخلوع صالح، واحتلاله لدولتنا لتلك الفترات السابقة وليست بالقليلة، ومن هذا المنطلق فتركة ومخلفات عقود تحتاج منا كجنوبيين إلى صبر، وتأنٍّ، ويقظة، وحنكة، ودهاء، وعمل متواصل ليلا ونهارًا، إذا كُنا حقًا نريد أن يخفق العدو كل أدواته في تحقيق أهدافهم الاستيطانية، فوق مقابر شهدائنا إن لم أقل فوق أجسادنا وعلى جروحنا وتربة جنوبنا.
فنحن لا نتمنى لشعب اليمنية العربية غير الصلاح والتخلي عن المكابرة والاكتفاء بربع قرن كامل من الصراع والحروب والأطماع، لم يجنِ فيها الشعبان غير هذه الكارثة المخيمة عليهما، منذ عام 1994م وما زال يجني ثمارها تجار حروب وسماسرة ولصوص، باسم الوحدة اليمنية الهشة أو حكومة اتحادية وأقاليم، فكلاهما وهمٌ يرفضه الواقع على الأرض، ولا يمكن أن تستقر اليمنية العربية، ولن تستقر المنطقة حتى يصبح الاستقرار واقعًا معاشًا لشعب الجنوب العربي في دولته، كاملة الاستقلال والسيادة على خط حدودها الدولية المعروفة، مثل كل شعوب الأرض ودولها.
وحان الوقت لطرد الاحتلال الإخواني الهمجي المتخلف دون هوادة، وحان الخيار العسكري المتاح والأخير لمعركة الذود عن الوطن في وادي حضرموت وصحاريه، الذي يرفض الاحتلال جملة وتفصيلا، وشبوة والمهرة وغيرها لمواجهة القوات الغازية الإرهابية دون هوادة من مليشيا العمالة الصراحة لإيران وأنقرة، وذاك الخيار الاستراتيجي لشعب الجنوب، وليرحلوا قبل أن يطردوا، ولن يسلم إخوان الشيطان مهمة المنشآت النفطية لأبناء حضرموت ونخبتهم الأمنية المباركة بصدد اتفاق الرياض والتي أثبتت جدارتها، فلا نطمع بغنيمة سهلة، إذ لا يمكن أن نتصور أن مغتصبي أرضنا سينسحبون بمحض إرادتهم في صباح يوم جميل، وما أُخِذَ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، بما يضع قياداتنا الجنوبية في امتحانها الذي يميز إن كانت قيادات بالفعل، فانتصارات عمالقة الجنوب كشفت ضعف الميليشيا، فلا داعي للخوف أبداً وحان وقت الكفاح، فاستعدوا لهم ما استطعتم من قوة، والنصر حليفكم بإذن الله.
ومن يريدون طمس هوية الجنوب العربي واقتسام أرضه مع المحتل، على هؤلاء وأولئك أن يعوا جيدًا أن ذلك حلم مستحيل تحقيقه، ولذلك نصيحة لكل جنوبي غيور على أرضه ووطنه وقبل فوات الأوان، عليه الرجوع إلى رشده، فلا عذر منا أبداً لمن يتجاهل قضايا الوطن، تحت أي ذريعة وذلك أمر غير مقبول.
وبعيدا عن النشطاء، ودعوات التظاهر، يبدو أن كل التعددية قاطبة، مستوطن ومواطن شمالي، صغيرهم قبل كبيرهم دون استثناء، ومليشيا وأحزاب، من الساسة في اليمن الشمالي المعادي للجنوب وإمارات العطاء على المنصات الإعلامية والتي تتبنى نهج السوشيال ميديا، حرب إعلامية بجهاز وعمل استخباراتي إعلامي ممنهج، واستلهمت النهج نفسه حتى لمحاربة النظام القائم بدولة الإمارات الشقيقة، عبر بث الأخبار المغلوطة، التي تهدف بالأساس للنيل من السلطة الحاكمة في دولتهم، ليس فقط من خلال السوشيال ميديا، ولكن أيضا عبر المنصات الإعلامية المعتبرة، والتي يرون أنها تساهم بتأجيج الأوضاع بصورة كبيرة في محاولة لتجد لنفسها طريقا آخر، يمكن من خلاله محاربة الأنظمة القائمة، وزحزحتها من كراسي السلطة ولكن هيهات، ومن جانب إلى كونه محاولة لإيجاد غطاء شعبي، يمنحهم قدرا من الشعبية.
كيل من الاتهامات اليمنية الباطلة وزرع الفتنة وتشويه دور وأهم منجزات دولة الإمارات لليمن بشطريه وفي شتى المجالات، حيث تسعى دولة الإمارات العربية بخطى حثيثة لضمان أعلى المستويات، لكن ارتأت شرط استدامة تطور الدولة الجنوبية الحديثة وصون منجزات دولة الإمارات الشقيقة يتطلب حتماً تأهيل كوادر أبناء الجنوب العسكرية والمدنية في كافة الميادين والتخصصات، حتى تكون قادرة للدفاع عن أرض الجنوب.
وعلينا أن نفهم جلياً أن اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة الحقيقية مع التحالف العربي، وليدرك التحالف بأننا حلفاء ولسنا تابعين، وفى العموم ليس من السهل معرفة مدى خطورة الشائعات في إعاقة خروج المجتمع من أزماته بالوقت المناسب واكتشاف الكيفية التي تعمل وفهمها تنبء بهذا الاتجاه، فالشائعة تعمق الأزمة وتوسع نطاقها أيضاً.
وهناك دراسات أكاديمية تناولت أثر الإشاعات على دولة وتختلف أهداف ترويج الإشاعات ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وغيرها من الأهداف، وهذا ما تقوم بها المعادية اليمنية من جماعات معينة وأحزاب وأجهزة معنية ضد الإمارات الصديقة والقيادة الجنوبية الرشيدة بالانتقالي الجنوبي؛ فإمارات التضحية والرجولة قدمت رجالها في ميادين الشرف والبطولة، ومن قضى نحبه، تدوي أسماء شهدائها بصفحات المجد والخلود، وإذا وصفنا هذه العلاقات بين بلدينا بأنها علاقات وطيدة وعميقة فإن هذا لا يكفى لتصوير العلاقات المصيرية التي تربط بيننا وهى العلاقات التي تربط الأخ بأخيه وتربط الإنسان بأعضاء جسده.
وقد قدمت إمارات العطاء للجنوب ما لا يسعني سردها، خلال ست سنوات، ما عجز نظام صنعاء من تقديمه لأبناء الجنوب خلال ربع قرن، رغم أنها من حقوقهم وليس من حقوق آبائهم، ونكررها ستظل الإمارات الأم الحانية والحنونة لشعب الجنوب، وسيظل أبناء الجنوب أوفياء لمن نصرهم وكان معهم، ولا تسمع لأبواقهم، فمهما تعالت أصوات نهيقهم ونباحهم عليها ستبقى علاقات الحب بيننا أبدية وأزلية، وستمشي إمارات الخير في دربنا وفي طريقنا حتى ننال استقلالنا وما بعد استقلالنا.
لقد قدمت الإمارات الكثير للجنوب والشمال وليست لدي مصلحة خاصة في الإمارات، ولم أعد إلى وطني الثاني الأمارات، واستقر أهلي في الولايات المتحدة، لكن يجب أن نكون منصفين، فالدول تربطها مصالح مشتركة وطموح، والناظر إلى خريطة الملاحة والموانئ في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي سيلاحظ امتداداً جيوستراتيجياً إماراتياً توزع ما بين جنوب اليمن والقرن الإفريقي ومصر على استحياء، بعيداً عن مناطق نفوذ الشقيقة الكبرى السعودية التي تركت لها الإمارات قيادة الخليج والعالم الإسلامي، لتخلق لنفسها دورا أشد أهمية وتأثيراً خارج محيطها الإقليمي الخليجي المليء بالنزاعات ومحاولات السيطرة.
ولا ننكر عندما بدأت دولة الإمارات قبل عدة سنوات مشروعاً سياسياً استراتيجياً، إلا أن وسائل الإعلام اليمني المناهضة لديها غيرة مذمومة تجاه الإمارات، وترى أنه تعدى حدود الطموح الاقتصادي بكثير، ولكن وإن ظل الاقتصاد ركناً ركيناً فيه، لم يعد البترول وحده هو المحرك ولا عمود الأساس للإمارات الذي تعلم جيداً أن مخزوناتها من النفط والغاز الطبيعي لن تستمر إلى الأبد، وأنه لا بد من أعمدة أخرى يستند عليها الاقتصاد الإماراتي.
ولذلك أدركت الإمارات الشقيقة قبل فترة طويلة مدى أهمية الموانئ البحرية في الاقتصاد العالمي فأقامت موانئ دبي، وبعد أن أصبحت رقماً صعباً في محيطها بدأت في التوسع خارج حدودها، فالطموح هو امتلاك حافز لبلوغ قوة معينة، فما أروع الإنسان حينما يعيش على هذه الحياة مفعماً بالطموح لكي يحقق هدفه وبناء مجتمعه، والإمارات تمتلك مقومات اقتصادية واستثمارية كبيرة استطاعت من خلالها أن تحتل موقعا دوليا متقدما في خريطة الاقتصاد العالمي.
ويجب على المؤسسات الجنوبية الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، وتهيئة المجتمع الجنوبي لحملات توعية ودحض الإشاعات الخاطئة بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار الشائعات التي يصنعها المجتمع اليمني بنفسه دون التأكد من مصداقيتها، وبث روح الثقة بيننا وبين إمارات العطاء، للقضاء على كل ما من شأنه أن يضيع هذه الثقة، إلى جانب ضرورة تكذيب الإشاعات إعلاميًّا وتفنيدها وبيان خطورة الانجراف وراءها، فترويج الإشاعات عند الله عظيم، ومن النواهي في الأديان، وأجيز بعض منها في الحروب ولكنها تظل من الأشياء المنبوذة ويكون ذلك في وقت السلم ذو الحرب أيضا، والعقاب والجزاء على قدر الضرر المترتب على القول أو الفعل، لأن قوة المعلومات الصحيحة تخدم الإنسان الجنوبي السوى وتخدم سيادة وطنة الباحث عن الحقيقة، ومن ثم فهي تخدم حريته وكرامته ويعيد العدو في التفكير لإعادة حساباته البائسة.
التحليل لم يتسع لأكثر من هذا العرض، حيث يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية الإعلامية اليمنية الشعواء، ومدى قدرتها على اختراق الصفوف وبث القلائل والفتن في مجتمع جنوبنا الحبيب، وقد قالت العرب قديما: لا تحسبّن الحرب سهما مغفرا.. ولكن سلاح الصائلين عقولُ.
شكراً إمارات الخير والعطاء والتضحية الرجولة، فما تتعالى اليوم الحملات الإعلامية والحرب الشعواء التي تنتهجها المطابخ الإعلامية اليمنية ضدك والنيل منك إلا لأنكِ قد استطعتِ كسر شوكتهم وقص أجنحتهم، وقضيتي على كل مؤامراتهم لجعل الجنوب ولاية تابعة لأنقرة وطهران.
*مفكر سياسي أكاديمي.