آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
المناضل محمد سالم علي عبده ..دور رائد في الحركة النقابية العدنية (تقرير)
(إعداد/حمزة عبدالقادر العطار)

 

 

 

مقدمة

زخرت الحركة النقابية العدنية بنخبة مجربة من القيادات العمالية ذات الخبرة والحنكة والتي مكنتها من قيادة الحركة العشرين، باقتدار وبكفاءة عالية جعلتها في صدارة اهتمامات الحركة النقابية في العالم، وعملت على أن يوجه نضالها على مسارين: حماية حقوق العاملين وتحسين ظروفهم المعيشية وغرس المشاعر الوطنية لدى القاعدة العمالية للنضال من أجل رحيل المستعمر ونيل الاستقلال الوطني، وكان من ضمن تلك الكوكبة القيادية النقابية الخالدة المناضل الفذ محمد سالم علي عبده أحد القيادات التي نذرت نفسها نحو هدف وطني تجسد في النضال من أجل الدفاع عن حقوق العاملين وفضح أساليب الإنكليز من خلال القلم، بكشف الاعيبهم ومؤامراتهم القذرة ومواجهة مخططاتهم لزرع المكائد والفتن لشق الصف الوطني، سيجد القارئ والقارئة الكريمين في السطور القادمة، سيرة حياة هذا المناضل العدني على الرغم من شحة المصادر التي تناولت حياته يقدم عصارة كفاحه لوطنه دون انتظار منصب أو جاه وهو نجل أحد أثرياء عدن – آنذاك – وتوفى منفيا دون أن يحتويه ثرى الوطن – رحمة الله تغشاه -.

النشأة

هو المناضل محمد سالم علي عبده من مواليد مدينة كريتر– حارة الخساف– والده أحد أثرياء عدن الشيخ الوجيه سالم علي عبده مالك شركة الباصات العدنية، وشقيقه علي سالم علي عبده أول وزير عدني للبريد والبرق والهاتف في حكومة الفقيد حسن علي بيومي – رحمه الله - .

درس محمد سالم علي عبده مراحله الدراسية في مستعمرة عدن.

النضال في الحركة العمالية والعمل السياسي:

أعتبر المناضل الفقيد محمد سالم علي عبده أحد المؤسسين الأوائل للحركة النقابية العدنية، إذ شارك مع الرعيل الأول من النقابيين في تأسيس مؤتمر عدن للنقابات في يومي 4-3 مارس 1956م، في منزل المناضل النقابي محمد بن محمد الزليخي– رحمه الله – في حارة حسين في مدينة عدن.

شغلعضوا في أول لجنة تنفيذية لمؤتمر عدن للنقابات عند تأسيس المؤتمر.

أنتخب مساعدا للأمين العام للمؤتمر العمالي للشؤون القومية في أواخر عام 1960م.

انتخب عضوا في المجلس البلدي ممثلا عن دائرة كريتر .

أنتخب نقيبا لعمال الباصات.

ترأس الجبهة الوطنية المتحدة في عام 1957م.

أحد المؤسسين لحزب الشعب الاشتراكي في عام 1962م وكان عضوا في القيادة العليا للحزب.

شارك في مؤتمر شعبي للمنظمات الوطنية الجنوبية في القاهرة مع رفيقه المناضل الكبير عبدالله عبدالمجيد الأصنج– رحمه الله – عن حزب الشعب الاشتراكي وذلك في 5 يوليو 1964م، والذي حضره عن مجموعة السياسيين المستقلين من أعضاء المجلس التشريعي كلا من المناضل الكبير عبدالقوي مكاوي وأ.عمر عبدالعزيز شهاب وأ. علي علوان ملهي رحمهم الله جميعا، وعن جمعية المرأة العربية كلا من المناضلتين رضية إحسان الله – أطال الله بعمرها – وليلى الجبلي.

انضم للجبهة التحرير في عام 1966م.

صالح أحمد عيسى – الحركة العمالية في عدن: 128-162 (المناضل يوسف العزيبي- التنظيم الشعبي، 1995: 24 (المناضل محمد سالم باسندوة، القضية الجنوبية : 245.

دوره في توعية العمال:

ترأس المناضل الفقيد صحيفة البعث التي كان يمتلكها والتي كانت إلى جانب صحيفة العامل لصاحبها المناضل الفقيد عبده خلل سليمان قد مثلت نموذجا للصحافة العمالية، حيث ساهمت صحيفة البعث بدور كبير في نشر الوعي النقابي بين العمال، وخصصت معظم صفحاتها لخدمة قضايا العمال، والدعاية للإضرابات كسلاح لنزع حقوق العاملين وكان أبرز محرريها المناضلان عبدالله الأصنج ومحمد سعيد مسواط  - رحمهم الله - ، حيث كان الأخير سكرتير التحرير.

عندما نشرت صحيفة العامل في بداية النصف الثاني من عام 1958 سلسلة من المقالات النقدية الجريئة تناولت الرشوات والتي كان آنذاك غير مؤثرة مبالغها البسيطة وتافهة عما هو حاصل اليوم وذلك في بعض الإدارات الحكومية التابعة للمستعمرة، إضافة إلى النقد اللاذع لنظام المحاكم الإنجليزية في عدن، الأمر الذي اعتبرته السلطات البريطانية إهانة ومسا بكرامة القضاء البريطاني فأمرت بإغلاق صحيفة العامل واعتقال رئيس تحريرها وكاتب المقالات، المذكورة، وإقالته من عضوية المجلس البلدي دون اعتبار للحصانة التي كان يتمتع بها واحالتهما إلى القضاء حيث حوكما في 31 اكتوبر 1958م، وعوقبا بالسجن لفترة 3 أشهر وغرامة مالية قدرها 500 شلن لكلا منهما مما أدى إلى انفجار سيل من المظاهرات الغاضبة التي نددت لاعتقالهما وسجنهما.

العزيبي ، التنظيم الشعبي، 1995م(صالح احمد عيسى، الحركة العمالية: 163ص) ووصف السير تشارلس جونسون– حاكم عدن 1960/1963م – المناضل محمد سالم علي عبده – رحمه الله عليه – في كتابه:

The View From Steamer Point مشهد من مدينة التواهي بأنه أحد أعنف نقابيي المؤتمر العمالي، ومن القادة الوطنيين الأقوياء.

س.ت. جونسون، مشهد من مدينة التواهي 1964م: ص64، في أواخر عام 1967م غادر عدن لاجئا في جمهورية مصر العربية وثم استقر به المقام في صنعاء حتى وفاته رحمه الله.

صحيفة الامناء



شارك برأيك