آخر تحديث :الثلاثاء 25 فبراير 2025 - الساعة:00:04:07
(الأعجم) والثلاثة المحامون الصلعان
(الأمناء نت / كتب / صالح الضالعي:)

أسرنا "الأعجم" بلطافته ولباقته أثناء مجالسته - رغم عقدة لسانه - بمفردات بساطته تمكن من تطويعنا بحسن كلامه كونه تفرد بالرصانة والبساطة وبروح الدعابة والتواضع الجم ودماثه الأخلاق وفدائي الكلمة كجنوبي الهوى والهوية ، لا يملك من مهنة المتاعب إلا المواقف الوطنية التي جعلت لسانه كالعرجون القديم..  (أعجميا) هو ولكنه داهية الدواهي حينما يداهمه شعور بأن هناك شباكا نصب لاصطياده، ففي أحداث ومشاهد ومواقف متعددة، تارة مضحكة حد فقدان الحواس ،وتارة أخرى محزنة حد وهن العظم .

ما أن تلتقيه وتمد يديك فيمدد يده لك، فيقبلك وتقبله، ولهذا سرعان ما يلج قلبك حبه متمنيا عدم فراقه، داعيا بأن تكون جزءًا  منه أو شعرة سوداء في رأسه بعد أن غزاه الشيب ولم يشب الدهر بعد، سائلا الله أن تكون قطرة دم تجري في أوردته وشرايينه.

"عدنان الأعجم" الصحفي الجنوبي, رئيس تحرير صحيفة "الأمناء", تلك الوسيلة التي أصبحت مصدرا رئيسا للخبر ولسان حالها اليوم (الجنوب وأهله خط أحمر).. يشكل الأعجم (عدنان) والدكتور (صدام عبدالله) المشرف العام للصحيفة، توأمان لجسد برأس واحد، هنا خطت أناملهم التي تنضح إبداعا ،وعلى جدار محبوبة الزمن قديما وحديثا (الصحافة) وبذلك فإن صولاتهما الإعلامية تتحفنا دوما بتشكيلات إخبارية بديعة ومحترفة،  مفادها (حمالة الحطب ) ويعنى بها تلك الإخوانية المقيتة التي عفى عليها الدهر وشرب كذبها الأرض العجاف (توكل كرمان ). باتت صحيفة "الأمناء" اليوم تتصدر الصحف الجنوبية شهرة ويأتي هذا نتاج لتعاطيها الأحداث وتحيزها لصالح الوطن والمواطن الجنوبي، المكافح والمنافح في سبيل استعادة دولته وماضيه التليد.

مواقف شتى تعرض لها الصحفي الجنوبي (عدنان الأعجم) حينما يتلوها بلسانه الأعجمي كالشهد حين أكله، مرددا: هل من مزيد؟ ذات يوم كتب خبرا مسربا إليه معرضا نفسه للخطر، تحت عنوان (عبدالقادر هلال قاتلا للجنوبيين) ويكون بهكذا "الأعجم" قد حكم على نفسه السجن المؤبد إن لم يكن معمدا بالقتل الهمجي.

لا خيار أمام "عبدالقادر هلال السنحاني" المتنفذ الذي تميز عن غيره من المتنفذين الشماليين بقليل من السماحة والبساطة أمام الناس ظاهرا ،أما باطنا فقد قيل عنه بأنه المتنفذ الراسم للخطوط والباسط على أغلى أرضية في قلب العاصمة الحضرمية (المكلا) ،إذ كان يطلق عليها أبناء حضرموت بأرضية (البرتقالة) الأمر الذي دفع بالكثير من المقتدرين  إلى تقديم طلبات شرائها بمبالغ خيالية، حد وصلت إلى ثلاثة ملايين دولار آنذاك .

"هلال قاتلا للجنوبيين".. هكذا تصدرت صحيفة "الأمناء" خبرا فصلت كلماته المؤكدة بأن من تم قتله في صنعاء من أبناء الجنوب منذ إعلان ما سميت بالوحدة المقيتة ( 1990) حتى عام ١٩٩٤م كان بدعم وتمويل (عبدالقادر هلال) .

تم كتابة الخبر في الصحيفة عام (2010) م وكان حينها (هلال) أمينا للعاصمة صنعاء ،وبهكذا خبر جن جنون أمين العاصمة اليمنية والذي بدوره استدعى المحامين المخضرمين وعلى وجهه بدت ملامح غضب لا مستقر لها.

في اجتماع طارئ "لهلال " تم توكيل أبرز المحامين وعددهم ثلاثة عرف عنهم بالجلافة  في ترافعهم مع الخصوم حد تساقط شعر رؤوسهم (صلعان) .

أخذ المحامون الثلاثة أقلامهم وأوراقهم وعلى بطونها شكوى مرفوعة إلى نيابة الصحافة والمطبوعات لمحاكمة الصحفي الجنوبي الأعجم (عدنان) .

 من جهتها نيابة الصحافة قامت باستدعائه للتحقيق معه، فترجل الصحفي الأعجم خطاه منطلقا من عدن صوب صنعاء،  وفي ساحة المحكمة تثاقلت أقدامه صوب القاعة, متهما مفتقدا المؤازرة للرفع من معنوياته، لقد غاب عنه المحامي والمرافق والمناصر، كونه صحفيا جنوبيا، قرع قاضي المحكمة مطرقته إيذانا بمحاكمته في أولى جلساته،  خيم الصمت على الجميع، وتليت الدعوى المرفوعة على الأعجم من قبل الثلاثة المحامين (الصلعان)، فقال قولته المشهورة: عجبا لكم ثلاثة محامين صلعان على أعجم! وهنا أخذت القضية منحى آخر, فكان الصلح الودي بين (هلال والأعجم) الذي كشف فيه الأول من هو القاتل الحقيقي للجنوبيين، إنه جنرال الإرهاب وصانعه وفقاسته (علي محسن الأحمر).




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل