آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
هل يقصف الحوثيون موانئ أخرى
(الامناء نت/محمد باحميل)

شهد يوم 11 سبتمبر الجاري تطورا لافتا في مسار الحرب في اليمن، إذ شن فيه الحوثيون هجوما كبيرا على ميناء المخا في الساحل الغربي، وهو أقدم موانئ البحر الأحمر.

أربعة صواريخ بالستية وطائرات مسيرة استخدمت في الهجوم الذي تسبب بدمار كبير وأتلف وأحرق  آلاف الأطنان من الغذاء معظمها يتبع منظمات دولية.

جاء الهجوم بعد أيام من إعادة افتتاح الميناء الذي خرج عن الجاهزية منذ بداية الحرب، لكن ماذا يعني هذا الأمر في زمانه ومكانه؟

أولا يبدو من الواضح الآن وبشكل أكثر تجليا أن الحوثيين لا يريدون فتح أي ممرات أو موانئ في الساحل الغربي أو أي منطقة أخرى لاتقع تحت سيطرتهم، رغم أنهم دائما ما يرددون أنهم يريدون أنهاء ما يسمونه بالحصار على الموانئ، وما حدث يكذب كل ادعاءات الحوثيين في هذا الصدد.

الأمر أيضا تزامن مع تحركات أكثر جدية من أطراف دولية لوضع الأزمة اليمني على مسار سلام، فأراد الحوثيون من الهجوم بعث رسالة تقول أنهم لن يدخلوا في هذا المسار بسهولة ولن يستجيبوا لأي دعوات لوقف الحرب الا بشروطهم.

وهناك من يرى في الأمر زوايا أبعد ويعتبر الهجوم على الميناء جزءاً  من الصراع بين ايران والعالم ويربطه بتطورات مفاوضات الملف النووي الجارية في النمسا، فذكرت طهران من خلاله الجميع أن لديها أذرعا تستطيع تهديد الممرات الدولية الاستراتيجية خصوصا باب المندب القريب من الميناء الذي تم الهجوم عليه.

وإن كان هناك – بطبيعة الحال – الكثير من الزوايا والدلالات الأخرى فإن الذهاب لطرح السؤال التالي أهم: هل سيهاجم الحوثيون موانئ أخرى وأقصد هنا موانئ جنوبية، ميناء عدن على رأسها؟

في تصوري ان الأمر ليس مستبعدا أبدا، فقد تحتاج طهران في أي وقت إلى ضربة أقوى على طاولة مفاوضات ملفها النووي فتوعز للحوثيين بذلك، فقد كانت رسالة تدمير ميناء المخا واضحة وفيها جزء يقول: "نحن لن نتوانى عن تدمير المنشآت المدنية واي أهداف أخرى وسنضرب بكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية عرض الحائط، وقد تفعلها المليشيات الحوثية مرة أخرى وهنا يجب أن نتذكر دائما الهجوم الإرهابي بالصواريخ على مطار عدن.

وخصوصا ان كل تلك الهجمات الإرهابية لم تلق رد فعل يناسبها في القوة ويقابلها في الاتجاه من المجتمع الدولي والمنظمات المعنية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وهو ما سيجعل المليشيا المدعومة والمسيرة من إيران تتمادى دائما دون رادع.

ومع ما نراه جميعا من تطور في القدرات الصاروخية لدى الجماعة الحوثية بدفع إيراني فنحن أمام وضع مفاده: 

- كل المواقع والمنشآت الجنوبية مطارات وموانئ ومصافي وجامعات ومستشفيات  ومدارس وملاعب وأسواق ومدن وأحياء تحت طائلة الصواريخ البالستية الإيرانية التي يملكها الحوثيون.

- نحن أمام جماعة لا تتورع أبدا في تدمير  وقصف كل شيء واي شيء ويبدو أنه لا يردعها شيء.

 

وهي معطيات تفرض على الجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي أن يكونوا في قمة الحذر ويبحثوا عن حلول دافعة لهذا الخطر المتربص بهم في كل وقت وحين .



شارك برأيك