آخر تحديث :الاحد 10 اغسطس 2025 - الساعة:15:43:30
النص الكامل لتقرير لجنة التحقيق بشان مقتل عبدالفتاح اسماعيل
(الامناء نت/خاص)

تشكلت هذه اللجنة بقرار من المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني، واللجنة المركزية.
وهذه نسخة من تقرير لجنة التحقيق ومختومة بتاريخ 13مارس (آذار) 1986، رقم 159/3، ومكتوب عليها “للإطلاع”. ومثبت في بداية التقرير “سري جدا”.. خاتم، وبخط اليد أيضا.

نص التقرير:

الرفاق أعضاء المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني المحترمون
تحية الثورة والبناء,
وبعد:
الموضوع: البحث عن الرفيق
عضو المكتب السياسي
عبد الفتاح اسماعيل

بناءً على تكليفكم لنا بالتقصي حول ما حدث بعد إخراج الرفيق عبد الفتاح من مقر اللجنة المركزية في مدرعة من نوع (بي إم بي) مساء الاثنين 13 (كانون ثاني) يناير المشؤوم, فقد باشرنا عملنا بعد ظهر أمس 3/2/1986 اضافة إلى ما توفر لدينا من معلومات ودلائل مادية خلال فترة الأيام الماضية. وقد قام بالتحري: الأخ الدكتور أمين ناشر, والأخ الرائد أحمد محمد صالح الشطفة من أمن الدولة. وقد تم النزول إلى المواقع التالية:
1ـ مستشفى باصهيب العسكري للتعرف على حركة الإسعاف للتعرف على حركة الإسعاف ما بعد يوم 13 (كانون ثاني) يناير.
2ـ موقع المدرعة المحترقة, والذي تؤكد الدلائل أنها هي التي اقلت الرفيق عبد الفتاح. وقد تم مسح الموقع والمواقع المجاورة وجمع ما وجد من عينات منها بقايا عظام صغيرة, وقطع سلاح محترقة, وملابس, وغير ذلك.
3ـ مستشفى الصداقة في صلاح الدين، للجلوس مع قائد المدرعة الملازم محمد عبد الله حيدره.
4ـ النزول إلى مديرية ردفان للقاء سائق المدرعة المجند صالح أحمد قاسم والذي نجا من الحادث, وبعد أن أفرج عنه عاد إلى قريته في الذنيب, مركز الملاح مديرية ردفان.
كما تم التحدث بإسهاب حول حيثيات الحادث ونتائجه إلى كل من:
1ـ الملازم محمد عبد الله حيدره ـ قائد المدرعة والذي أصيب بحروق بالغة وعولج في مستشفى الجمهورية، نقل بعدها إلى مستشفى الصداقة بعد أن نقل إليه من مستشفى الجمهورية يوم 3/2/86.
2ـ المجند صالح أحمد قاسم, سائق المدرعة, والذي أصيب اصابات طفيفة بشظايا عدة, وهو حالياً في بيت في الحوطة م/ لحج للعلاج من احدى الشظايا في رجله اليمنى.
3ـ التحدث إلى ثلاثة مواطنين ساكنين في المنازل المقابلة لموقع المدرعة المحترقة, والذين كانوا متواجدين في منازلهم ليلة 13 (كانون ثاني) يناير.
4ـ كل من الدكتور علي ثابت، والدكتور سعيد شرف عضوي لجنة الإغاثة، واللذان اشرفا على فحص كل المدرعات المصابة على طول الطريق من اللجنة المركزية وحتى التواهي, وجمعا الجثث منها.
5ـ شهود عيان من القوات المسلحة, أحدهم نقيب في البحرية, والآخر رائد في الكلية بصلاح الدين.
المعلومات التي جمعت:
1ـ إن المدرعة من نوع (بي إم بي) والتي تحركت من سكرتاريه اللجنة المركزية مساء 13 كانون ثاني) يناير المشؤوم حوالي الساعة السابعة والنصف, وعلى متنها كل من: 1ـ الرفيق عبد الفتاح اسماعيل, يلبس بدلة بني, وصندل ومسدس؟ النوع
2ـ قائد المدرعة الملازم محمد عبد الله حيدره, ولديه مسدس مكاروف سلمه فيما بعد للرفيق عبد الفتاح.
3ـ سائق المدرعة ـ صالح أحمد قاسم, مجند من الدفعة السابعة عشرة. وبحوزته مسدس مكاروف وآلي, وسلم الآلي إلى الرفيق عبد الفتاح فيما بعد للدفاع عن نفسه عند الضرورة.
4ـ مدفعي, لم يعرف إسمه, ولكن كان بحوزته مسدس مكاروف, قتل بقذيفة آر بي جي خلال حصار المدرعة.
سارت المدرعة (حسب قول قائدها) من اللجنة المركزية على طريق الفتح خلف الأفراد الذي قيل له بأن يتبعهم. اختفى عليه الأفراد بين الأشجار ولم يعرف أين, فاستمر بالسير إلى الأمام في اتجاه الجولة أمام كلية الشرطة. بمجرد ظهوره أمام الجولة انصبت النيران الكثيفة على المدرعة التي بادلت اطلاق النيران على طول الخط. ووجد نفسه يسير ليحتمي تحت الجسر بعد أن ضربت عليه عجلتين. بقى تحت الجسر فترة. ويفيد أحد حراسة المدرعة الخلفية أنهم لم يستطيعوا متابعة المدرعة لكثافة النيران وبعد أن اختفت المدرعة تحت الجسر, وتبدو لهم سليمة.
خرجت المدرعة من تحت الجسر بعد انقطاع النيران لوهلة ولكن ما أن كادت تظهر متجهة نحو الكنيسة انصبت قذائف آر بي جي, وقد ضرب مدفع المدرعة وسقط على بعد حوالي ثلاثون ـ خمسون متراً على يمين الطريق (ولا يزال موجوداً) ولكثافة النيران التي كانت تتساقط من رأس مربط والبحرية، حاول العودة نحو الجسر ليطلع إلى باصهيب, وانعطف نحو اليسار, ولكن إحدى القذائف اصابت المدفعي الذي سقط, تلى ذلك ما يقارب من اثنا عشر قذيفة اعطبت احداها المحرك, عندها احتمى بجدار السور الذي يحوي المحطة التابعة للبحرية.
استمر التراشق بين المدرعة ورأس مربط والبحرية لفترة من حوالي الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة (10 ـ 11) مساء تلتها فترات هدوء قصيرة, كان يقوم القائد خلالها بفتح نوافذ المدرعة قليلاً للتهوية.
وضعت عوائق في الطريق المؤدي إلى البحرية وهي عبارة عن (…) رفاعة صفراء كبيرة وسيارتين محترقة, وعليه قرر القائد العودة في اتجاه باصهيب.
بقى على اتصال بمدرعة أخرى من نفس النوع بقيادة الملازم أول ثابت محمد صالح، وإلى أن ضرب جهاز الإتصال اللاسلكي بقذيفة آر بي جي, قبلها كان الرفيق عبد الفتاح يقول له لا تذكر اسمي وأنني معك. وآخر رسالة ارسلها هي “اسعفونا بسرعة للأهمية”. وذلك قبل ربع ساعة من إعطاب جهاز الإتصال.
1ـ استمر القصف على المدرعة. أصيب الرفيق عبد الفناح برجله اليمنى في الركبه, وربطت له رجله من قميص قائد المدرعة.
2ـ حوالي الساعة بين العاشرة إلى الحادية عشرة (حسب قول القائد) أو قرب الثانية عشرة منتصف الليل حسب أقوال شهود العيان, أصيبت المدرعة بقذيفة آر بي جي, يقول القائد أن الثالثة والرابعة من أربع اصابت خزان الوقود, مما أدى إلى اشتعال المدرعة وزيادة كثافة الدخان, هنا يتفق كل من قائد المدرعة والسائق أنهما رميا خارج المدرعة نتيجة الضغط وانفتاح نوافذ المدرعة العليا جزئياً. يفيد قائد المدرعة أنه عندما حط على الأرض سمع انيناً من داخل المدرعة وبصوت عالي ويعتقد أنه صوت الرفيق عبد الفتاح! وأنه أي السائق فقدا الوعي بعد ذلك.
أكد أحد شهود العيان من الساكنين أمام الموقع أنه سمع صوتاً واحداً يئن مرة واحدة!
يفيد سائق المدرعة أنه رمى بعيداً على بعد حوالي عشرة امتار بقرب قائد المدرعة الذي بدى عليه الألم نتيجة الحروق وأنه لم يكن طبيعياً من حيث قواه العقليه.. (نتيجة الصدمة!).
بالنسبة لقائد المدرعة يفيد أنه فقد وعيه من حينها وحتى الساعة الخامسة والنصف صباحاً عندما أفاق, وبدا يزحف نحو المنازل المواجهة واحتمى بجدارها, ثم انتهى بدخول منزل من النافذة وخلع ملابسه العسكرية ولبس إزاراً (فوطة) وقميصاً من البيت الذي دخله حيث التقى بزميله سائق المدرعة, ومكثا إلى حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً, عندها سارا على طول الطريق إلى نشوان, حيث تم اعتقالهما وأخذا إلى شرطة البحرية. عند التحقيق معه, ادعى أنه مواطن من طور الباحة, حضر لزيارة اخيه الذي احترق في سيارته قرب الدبابة التي احترقت واحترق هو أيضاً. ولم يعط اسمه الحقيقي أو مهمته اطلاقاً حسب قوله.
أما سائق المدرعة فقد أفاد أنه بعد أن ارتمى بعد انفجار المدرعة وجد نفسه قرب زميله القائد, لكنه هو كان بكامله وعيه, وأنه راقب انفجار المدرعة والذخيرة فيها الذي استمر طوال ساعتين وأكثر, وأن الإنفجارات كانت تضيىء الطريق ومحيط المدرعة. لم يسمع أي صوت أو اصوات بشرية حوالي المدرعة, كما أنه لم ير أحداً يقترب من المدرعة المحترقة حتى الصباح. وحوالي الخامسة زحف مع زميله نحو إحدى البيوت وغير ملابسه العسكرية ولبس ازاراً وقميص. وبقيا في المنزل حتى العاشرة تقريباً.
بعدها خرج مع زميله القائد وسارا حتى احتميا بنشوان تحت وابل النيران, واعتقل مع القائد في نشوان واخذا إلى شرطة البحرية حيث تم احتجازهما حتى صباح الثلاثاء 20/1/1986.
أفرج عن الاثنين (القائد والسائق للمدرعة) من شرطة البحرية صباح 21/1/86, وسارا مشياً على الاقدام حتى وصلا المعلا, عندها افترقا, السائق التقى بأحد اقاربه وأخذه إلى عيادة المعلا, وعندها عرف أن أحد اخوانه استشهد وعليه سافر فوراً إلى ردفان.
أما القائد فقد بقى في براق لأفراد الشرطة في المعلا حتى حيث اعطى الإسعاف الأولي ومنها نقل إلى مستشفى الجمهورية, بقي حتى 3/2/86, منها تحول إلى مستشفى الصداقة في معسكر صلاح الدين.
الجثث التي عثر عليها خلال الفترة 25/1 ـ 4/2/1986:
1ـ عثر على جثتين محترقة تماماً من قبل الجنود وسحبتا عند سحب بقايا المدرعة. أكد شاهد عيان مدني يسكن مقابل الموقع رؤيته الجثتين, كما أكدها رائد في القوات المسلحة في صلاح الدين.
2ـ عثر مواطن على مسدسين, أحدهما تم التعرف عليه أنه مكاروف، والآخر أصغر حجماً, حوالي 20 ـ 23 (كانون ثاني) يناير وأخذت من مسرح الأحداث, أكدها أحد المواطنين يوم 4/2/86, وكانت محترقة.
3ـ عثرت اللجنة الطبية على مسدسين مكاروف محترقة يوم 25/1/86 داخل المدرعة. وسلمت لرئيس لجنة الإغاثة (د. أمين ناشر) الذي سلمها في حينها لأمن الدولة في 2/عدن.
بهذا يصبح عدد المسدسات التي تم العثور عليها اربعة ـ ثلاثة مكاروف، وواحد صغير, اثنين مكاروف لدى أمن الدولة, أما الاثنين الآخرين فقد اخذت من قبل كما عرف من قبل مواطن.
4ـ سحبت جثتين من قبل أفراد الجيش قبل وصول أفراد لجنة الإغاثة, أي قبل 25/1/86. لم تجد فرقة لجنة الإغاثة, أي جثة في المدرعة المحترقة يوم 26/1/1986.
5ـ وجد يوم 4/2/86 آثار رأس محروق بجانب الجدار المهدم, وعليه آثار خوذة, وسماعات, ويعتقد أن هذه هي جثة المدفعي (الذي قتل بقذيفة قبل احتراق المدرعة).
6ـ وجد يوم 4/2/86 على البقايا التالية:
ـ بقايا حزام آلي.
ـ بقايا حذاء عسكري.
ـ بقايا اسنان وهيكل وجه آدمي.
ـ بقايا عظام آدمية (اثنين).
ـ بقايا ذخيرة من نوعين على الأقل.
ـ ذخيرة آلي وحجم أكبر منه.
ـ بقايا شنطة جندي شراع.
ـ بقايا أحزمة.
وذلك كله في موقع المدرعة المحترقة وبجانب جدار السور.
7ـ بقايا مدفع المدرعة على بعد حوالي خمسين متراً أو أكثر من موقع احتراق المدرعة.
8 ـ بدلة زرقاء كاملة (اوفر أول) موجودة لدى أمن الدولة.
9ـ سروال عسكري كاكي (موجود لدى أمن الدولة).
10ـ جزء من ملابس داخلية (جرم أو فانيلا) ابيض جيد النوعية ملطخ بالدم في الخلف من الرقبة وإلى أسفل, موجود لدى أمن الدولة.
كما أكد أحد سكان المنازل المقابلة لموقع احتراق المدرعة على:
ـ غياب إزار مستخدم, اسمر مخطط.
ـ غياب قميص فان زين.
ـ وجود شظايا في حديقته.
وأكدت أسرة أحد ضباط البحرية أمام المنزل المذكور أعلاه على وجود الملابس الزرقاء (الأوفرول) ولم تستطع تأكيد فقدان أي ملابس من عائل الأسرة برتبة نقيب, والتي كان لديها صورة للضابط (رب الأسرة) وهو برتبة ملازم أول, وتكسرت الصورة عند القصف.
استنتاج:
1ـ احتوت المدرعة على أربعة أفراد وأربعة مسدسات وآلي واحد.
2ـ نجى من أفراد طاقم المدرعة شخصان القائد والسائق.
3ـ وجدت جثتان, أحدها تبين أنه المدفعي.
4ـ وجد مسدسان مكاروف موجودة لدى أمن الدولة, وفقدت مسدسين احدها مكاروف والآخر أصفر, وأخذت من قبل مواطن, هذا يعني اربعة مسدسات
5 ـ جثتين محترقة، سحبت من قبل جماعة الدفاع قبل وصولنا الموقع بأيام, ومن بقليا الجثتين رماد وأسنان وخوذة بجانب حائط السور يستنتج أنها جثة مدفعي المدرعة.
6ـ بناء على ما ورد أعلاه يخشى أن الجثة التي سحبت ولم يتم التعرف هي جثة الرفيق عبد الفتاح, خاصة وأنه لم يعرف أي دليل آخر على خروجه من المدرعة وقت الحادث, وحدوث اصابة في رجله قبل انفجار المدرعة مما يعيق حركته, وسماع الأنين عند حدوث الإنفجار مباشرة, ولأن أحداً لم يقرب من المدرعة لحظة انفجارها وخلال فترة احتراقها ولأكثر من ساعتين.
واستنتاجاً أن معظم الشواهد توحي بأن الرفيق عبد الفتاح استشهد هنا أو جنود أخذوه مباشرة من العدو.
هذا ما استطعنا التوصل إليه على ضوء الفحص الدقيق للموقع, والتحري مع سائق وقاعد المدرعة, وشهادات شهود العيان وقت الحادث وبعده. ونرفق جزء من عظم يمكن فحصه، حيث توجد الإمكانيات لمعرفة العمر.
نرجو أن نكون قد وفقنا في هذه المهمة الصعبة.
مع بالغ تقديرنا الدائم.


#
#
#

شارك برأيك