آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
صحف عربية: قمة بغداد...عندما يعود العراق إلى العراق
(الامناء/وكالات:)

بعد عزلة حاصرته لـ3 عقود، عاد العراق الذي استضاف قمة "التعاون والشراكة" قبل يومين، إلى دوره المؤثر والبنّاء في علاقاته مع دول الجوار.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن قمة بغداد للتعاون والشراكة، تعكس رغبة العراق في تجاوز مشاكله الداخلية التي منعت مسيرته نحو التعافي، في حين كانت المشاركة الدولية المهمة، رسالة مفادها، أنه لا يمكن ضمان استمرار الشرق الأوسط، وجزء واسع من العالم، إذا لم يتمكن العراق من استعادة توازنه، ويستعيد قراره وسيادته.

كسر قيود
وفي هذا السياق، قال موقع "عربية إندبندنت"، إن "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد قبل يومين بحضور عربي وإقليمي ودولي، تمخض عنه التأكيد أن العراق كسر قيوداً وحواجز ليعود إلى دوره المؤثر والبنّاء في علاقاته مع دول الجوار بعد عزلة حاصرته لثلاثة عقود".
وأضاف الموقع "ينبئ الموقف الداعم للدول المشاركة، والمساندة الفاعلة للعراق، وبمختلف مستويات المشاركة، بمؤشرات تدعو إلى التفاؤل وتشيع الأمل وتدعو إلى نظرة إيجابية والإيمان بالنجاح على المستوى الإقليمي، إن لم يكن على المستوى الدولي".
ورأى مراقبون أن "استقطاب وإدارة الحوار مع الدول المجاورة، يؤشر إلى إمكانية العراق في مجال المشاركة والانفتاح على محددات السياسة الأمريكية والأوروبية، كما أن سياسة التوازن والتعاون الإيجابي التي دعت إليها القمة، والتي انطلقت من بغداد، ما هي إلا مؤشر واضح إلى السياسة الحالية التي اعتمدها العراق في علاقاته الخارجية، وكانت نتيجة تجارب عاناها، وأثبتت الأيام صحتها وجدواها".

إعادة العراق إلى العراق
وفي صحيفة "الشرق الأوسط"، قال غسان شربل في مقال له، إن "العراق في قمة "التعاون والشراكة" هو بالتأكيد غير العراق الذي استضاف القمة العربية في 2012. أشياءُ كثيرة تغيرت في العراق وحوله وفي المشهد الدولي أيضاً".
وأضاف أن "أبرزَ ما تغير في بغداد هو انطلاق عملية هادئة وجريئة تهدف إلى إعادة العراق إلى العراق. وشاءت الصدفة أن تنعقد القمة في بغداد فيما تسابق أمريكا الوقت للخروج من قفص مطار كابول، ما أكدَ الحاجة إلى تبريد التشاحن الإقليمي".
وتابع قائلاً: "العراق الذي عانى الأمرين من الصراعات على أرضه، وخصوصاً من الاشتباك الإيراني الأمريكي، راح يحلم بأن يكونَ أرضَ حوار بين أهل الإقليم وبينهم وبين القوى الكبرى الحاضرة في المنطقة. وهكذا تبلور ما يشبه الصيغة التي تقوم على نهج التعايش والاعتدال والرهان على الدولة ومؤسساتها في الداخل وعلى الحوار واحترام المصالح المتبادلة في الخارج والتعامل بمنطق الدول السيدة لا بمنطق الإملاء والإكراه. وأظهر مسؤولون عراقيون رغبة أكيدة في أن يصب أي تقليص لأي نفوذ خارجي في رصيد الدولة العراقية لا في رصيد قوى الأمر الواقع".
وأضاف، في رحاب مشروع "العراق الجديد" استضافت بغداد قمة "التعاون والشراكة" التي شملت دول الجوار وتعدتهم. تمكن العراق من جمع خصوم تحت سقف واحد لتشجيعهم على التحاور ليكونوا متنافسين لا أعداء. وأتاح المناخ الفرصة للقاءات عربية عربية كانت تبدو متعذرة قبل عام"، مضيفاً "سجلت بغداد نقطة في دبلوماسية التسهيل حين ساعدت على انعقاد اتصالات سعودية إيرانية واستضافتها. ولا مبالغة في القول إنّ القمة كانت مهمة بمكان انعقادها ومستوى المشاركة وما دار على هامش جلساتها. أما "الخطأ" البروتوكولي الذي ارتكبه الوزير حسين أمير عبد اللهيان فهو من الأسباب التي تزيد الحاجة إلى القمة، سواء كان خطأ أم رسالة تغطت بخطأ".

مؤتمر دول المتناقضة
وفي ذات السياق، يقول فاروق يوسف، في موقع "ميدل إيست أونلاين": "يمكن أن يكون المؤتمر الذي شهدته العاصمة العراقية، قبل يومين، قاعدة يقوم عليها تجمع دولي قد يُطلق عليه اسم "نادي بغداد".
ويضيف "بدل أن تساهم الدول في حل مشاكل العراق، فإن العراق هو الذي يتقدم بمبادرة لحل مشاكل  المنطقة. سيُقال إن تلك المشاكل لو حُلت فإن مشاكل العراق ستُحل. تلك كذبة إيرانية يتبناها عراقيو الحكم. نظرية لا تنسجم مع ما يجري للعراق ولما ينطوي عليه مصيره من تحديات بقدر ما تعبر عن طموحات إيران في أن يكون هناك اجماع اقليمي ودولي على ضرورة وجودها في العراق".
وأضاف "كان واضحاً في اللغة السياسية العراقية الاهتمام بالخلاف الإيراني السعودي لأنه أساس العقدة العراقية. ذلك منطق لا يستوي مع حقيقة أن الهيمنة الإيرانية على العراق لا علاقة لها بذلك الخلاف. فإذا كانت إيران تملك مَن يمثلها من الميليشيات المسلحة في العراق فإن السعودية لا تفكر إلا في استعادة العراق إلى محيطه العربي. وهي مستعدة من أجل ذلك لتقديم كل أنواع الدعم من أجل قيام حكومة عراقية مستقلة في قرارها السياسي، حريصة على مبدأ السيادة الوطنية".
قبل أن يعتبر، أن "إيران التي تحكم العراق من خلال أحزابها وميليشياتها تحظى بدعم دول أخرى. لا تجد تلك الدولة مصلحة لها في أن يتحرر العراق من الاحتلال الإيراني. وإذا أردنا معرفة حقيقة ما جرى فعلينا أن نسأل الميليشيات الإيرانية".

مئوية حكم
وفي موقع "الحرة"، قال إياد العنبر، إن "أنظمة الحكم في العراق تغيرت عناوينها وإيديولوجياتها وشعاراتها التي ترفعها، لكنها لم تنجح في مد جسور الثقة بينها وبين الشعب، لأنها عملت على استمرار حالة القطيعة، وبقيت تتعالى على المجتمع وتهمش دوره في الحياة السياسية، لذلك لم تتردد الحكومات يوماً في ارتكاب المجازر والمذابح بحق مواطنيها".
ويضيف "فطالما لم يتم حسم قضايا رئيسية مثل العلاقة بين المركز والأطراف والشكل النهائي للمؤسسات ودور الدين في الحياة السياسية سيظلّ الصراعُ قائماً ومحتملاً ويظل احتدام المواقف وفرصة الآخرين للتدخل كبيرة. وكما يقول فالح عبد الجبار في نهاية مقدمة كتابه العمامة والأفندي: "المجتمع الممزَّق على أساس الهويات دون الوطنية، المحترب مع نفسه لن ينتج دولة، وكما قلت مراراً العراق بحاجة إلى أن يتصالح مع نفسه أولاً. بخلافه لن تكون ثمّة دولة".

ويختم مقاله قائلاً "إن أزمة العراق هي أزمة مشروع وطني يحمل الجرأةَ والقدرة الخلاقة على بناء هوية للأمة العراقية ترتكز على ثالوث الرؤية، والقيادة، والمؤسسات. ودون هذا المشروع لا يمكن لمعضلة هذا البلد أن تحل، بل ستظل تنتج أزمات متتالية وصراعاً دائماً على السلطة بين الهويات الفرعية وجماعات متطرفة تريد فرض نفوذها على الدولة، أو التنافس معها في وظائفها السيادية. أو ديكتاتورية تعيد تجميد الحراك الاجتماعي لإنتاج دولةٍ بوليسية تعيد دورة الحكم إلى ممارسات العنف الوحشي المفرط ضد المجتمع".ِ
 




شارك برأيك