آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:14:27:11
صحف عربية: الإمارات والسعودية.. شراكة استراتيجية ومصير واحد
(الامناء/وكالات:)

تستمر الشراكة القوية والعلاقة الأخوية المترابطة التي تجمع بين الإمارات والسعودية، خاصة بعد اللقاء الأخير الذي جمع بين ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، كونها عاملاً في استقرار المنطقة وازدهارها وضمان أمنها.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، كشفت مصادر أن اللقاء الذي جمع بين الأخوين دحض جميع الادعاءات والنظريات التي كانت تشير إلى وجود شقاق بينهما، في حين اعتبرت أخرى أن العلاقات بين الدولتين ستبقى راسخة ومتينة وأنها خطوة جديدة على طريق الوحدة.
معاً أبداً
في صحيفة البيان الإماراتية، قالت رئيءة التحرير منى بو سمرة في مقال افتتاحي: "أدت زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى السعودية أمس ولقاؤه الأمير محمد بن سلمان، إلى التأكيد على ثوابت العلاقة الاستراتيجية والشراكة القوية بين البلدين، وأن أحداً لن ينال منها".
وأوضحت أن ما اعتبره البعض خلافاً علنياً نادراً بين البلدين حول سياسة الإنتاج بين تحالف منظمة أوبك ومنتجين خارجها المعروف باسم "أوبك بلس"، ما هو إلا تجليات علنية لصلابة العلاقة ومقاومتها لأي تأثيرات.
وأضافت "يتجاهل البعض بغباء أن تلك العلاقة ترسخت وتجذرت عبر عقود من العمل المشترك، وصار ما يجمع البلدين أكثر مما يعرفه هؤلاء، حتى تحولت إلى علاقة عضوية، وأن النقاشات وتداول الآراء هي سبب وجود المنظمة، والخلاف الذي روج له البعض، لم يكن بين الإمارات والسعودية، بل خلاف بين 23 دولة، حاول البعض تصويره وحصره على أنه خلاف إماراتي سعودي".
وأشارت الكاتبة إلى أن "الحقيقة الأوضح أن زيارة الشيخ محمد بن زايد أكدت على قوة هذه العلاقة، وأنها أكبر وأهم علاقة ثنائية عربية، بل إنها حاجة قومية في ظل أزمات الإقليم، إذ جاءت لتعلن من جديد ديمومة التعاون الاستراتيجي وقوة الشراكة لما فيه خير البلدين والمنطقة، وتمنحه قوة إضافية، وتقول لشعبي البلدين اطمئنوا".
وأردفت قائلة "نعم، لقد بثت الزيارة ثقة وطمأنينة تردد صداهما لدى شعبي البلدين عبر سيل التغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن ذلك إلا النبض الحي عن الشعار الدائم لهذه العلاقة (معاً – أبداً)، واعتباره بطاقة معايدة لكل إماراتي وسعودي".
مصير مشترك
وبدوره، قال إبراهيم النحاس في صحيفة الرياض السعودية "لم تجهل يوماً دول مجلس التعاون حجم التحديات الإقليمية والدولية والعالمية بمختلف مستوياتها ومجالاتها، سواءً السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، فعملت بهدوء على تعريف هذه التحديات لمعرفة أسبابها ومسبباتها، واقترحت المبادرات التي تمكنها من مواجهتها بالطرق والأساليب السياسية التي تحفظ للدول هيبتها ومكانتها، وتُساهم في تقوية قراراتها وتحقيق طموحاتها الاقتصادية، وتقوي وحدتها الشعبية والاجتماعية، وتعزز أمنها وسلمها واستقرارها الداخلي والخارجي".
ولفت إلى أنه انطلاقاً من هذه الرؤية بشمولية أهدافها وعمق نظرتها للواقع، وصلت هذه الدول لنتيجة مفادها أن العمل المشترك تحت مظلة دولية واحدة يمكنها جميعاً من مواجهة التحديات، وتجاوز العقبات، وتحقيق الطموحات، بكل هدوء وحكمة وثبات.
وأضاف "من يراقب الحراك والنشاط السياسي الذي يقوم به قادة دول مجلس التعاون في الوقت الحاضر يدرك تماماً أنهم جميعاً يؤمنون إيماناً يقينياً بوحدة الهدف والمصير المشترك، خاصة أن حجم التحديات الإقليمية والدولية في تصاعد، وأن دائرة الأخطار الجغرافية المُعرفة وغير المُعرفة ضاقت وتقاربت، وأن مسميات الأعداء تنوعت وتشعبت حتى التبست وضلَّلت بعضاً من أبناء المجتمعات الخليجية المسالمة".
وتابع أن "هذا الحراك والنشاط السياسي الكبير الذي يعمل عليه قادة دول مجلس التعاون لتنسيق الجهود المشتركة، ووضع الحلول المقترحة، وتقريب وجهات النظر، ورسم الخطط المستقبلية، يدعو أبناء هذه الدول للفخر بقادتهم ويشعرهم بالاطمئنان المستمر على مستقبل دولهم وأمن وسلم واستقرار مجتمعاتهم، ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد والوقت في سبيل خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم".
وأوضح الكاتب أن أبناء دول مجلس التعاون يتطلعون لمرحلة جديدة من مراحل العمل السياسي، بحيث تقوم الجهود السياسية على أساس وحدة الهدف واليقين التام بوحدة المصير، وتتوحد الجهود التنموية والتطويرية والتحديثية لتحقق تنمية شاملة ينتفعون منها.
صفحة بيضاء
ومن جهته، قال عبدالله السيد الهاشمي في صحيفة الاتحاد إنه "على مدار الأسبوعين الماضيين، حاولت تتبع كل التحليلات السياسية والاقتصادية التي تناولت موضوع (وجود خلاف) أو (تصدع علاقات) بين السعودية والإمارات، انطلقت معظمها من محاولة فهم ما جرى في تحالف (أوبك بلاس)، وراحت تضع النظريات الواحدة تلو الأخرى، متأملة تصعيد ذلك الشيء الصغير الذي تصوره تلك النظريات والتحليلات أنه (شقاق)، بينما رآه الأشقاء الإماراتيون والسعوديون على حد سواء، بأنه (حوار بناء)".
وأضاف "الصدمة الكبرى لكل تلك التحليلات كانت في كلمة من وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، حين سُئل على هامش مؤتمر صحفي، للإعلان عن الوصول إلى اتفاق بشأن تفاصيل تلك التسوية، فقال: (لماذا ينبغي أن أذكر كل شيء، هذا فن أحتفظ بسره ونحتفظ بسره كلنا، دائماً تقدرون أننا ليس لدينا الأكفاء أو لسنا أذكياء أو دبلوماسيين، وأيضاً كانت لديكم رؤية عمياء بشأن ما يجمعنا معنا، ما يجمعنا معاً أكثر مما تكتبونه للأسف)".
وأشار الكاتب إلى أن ما تم تداوله هو مجرد رؤية عمياء تتربص في صحف عالمية ووكالات أنباء وفي كواليس سياسات عالمية وإقليمية وغرف معتمة ومظلمة، لا يمكنها على الإطلاق فهم ما يجمع البلدين من تاريخ وعلاقات وأخوة وصدق وثقة وما يجعل السعودي إماراتياً والإماراتي سعودياً، فيحاولون أن يجدوا في الصفحة البيضاء نقطة واحدة سوداء، فيفشلون ثم يتخيلونها لدرجة أنهم يظنونها ستكبر وستصبح خلافاً أو شقاقاً.
وأوضح "يقولون في معظم التحليلات، إن هناك جوانب سياسية تتعلق باتفاقية السلام مع إسرائيل، أو المصالحة مع قطر، أو الحرب في اليمن، وغيرها، ويمعنون (تخيّل) تلك النقطة السوداء في الصفحة البيضاء، ولو قرأوا التاريخ جيداً، واطلعوا على ما تصرح به قيادة البلدين منذ سنوات طويلة، لعرفوا سذاجة هذا الطروحات، وفهموا أنه ليس هناك أي مجال أو احتمال لوجود أي خلاف على أي صعيد، ما دامت قيادة وشعب هذين البلدين، يجمعهما هذا الحب الأخوي النزيه، الذي لم تعرف البشرية جمعاء مثيلاً له".
طريق واحد
وأما مهرة سعيد المهيري، فقد ذكرت في صحيفة الخليج أن العلاقات بين الإمارات والسعودية وجدت لتبقى، وهذه العلاقات ستبقى لتقوى وتزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، فأساس العلاقة صلب ومتين وقائم على قيم ومصالح مشتركة.
وقالت إن "ما يربط الإمارات بالسعودية تاريخ، وجيرة، وروابط وثيقة، وتعاون راسخ وتنسيق مستمر، والعلاقات بين الدولتين هي اليوم أفضل نموذج للعلاقات بين الدول العربية، فهي نتاج رؤية القيادة وحكمتها في كلا البلدين، وهي تعتمد على حقيقة الجغرافيا والتاريخ، بالإضافة إلى روابط الدم والدين والثقافة والمصير الواحد المشترك".
وأوضحت أن اللقاء الجديد والمتجدد بين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يمثل خطوة جديدة على طريق التنسيق المشترك للعلاقات بين الإمارات والسعودية، التي تتميز بالود والأخوة على كافة الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من المجالات الأخرى.
وأشارت الكاتبة إلى أن مثل هذه اللقاءات ترسخ ثقتنا في قيادتنا، وتؤكد أنها على قلب رجل واحد، تجدد الدعم والمساندة، للحفاظ على مقدرات وثروات البلدين.
وأكدت أن الدولتين تتبنيان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعملان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.



شارك برأيك