- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حُكم إعدام بحق 3 أشخاص بينهم يمنيان
- توقيع اتفاقية لبناء أكثر من 100 منزل للأسر المتضررة من السيول في حضرموت بدعم سعودي
- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
- خطوات عملية لمحاسبة الفاسدين في الحكومة اليمنية.. وقف العقود المشبوهة
- مياه السيول تجرف سيارة مواطن بمضاربة لحج
- أمريكا تعرب عن قلقها من ظروف احتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها وموظفي المنظمات
- محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني
- أسعار الذهب اليوم السبت 23-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت في الجنوب واليمن
عندما كبرت عرفت أن لا دخل لإعاقتي بممارسة هدفي بالحياة
كنت أتمنى أن أكون إنسانا ليس لديه إعاقة!
أكثر عقليات الناس غير المثقفة تنظر للشخص الأصم أنه ناقص
لدي كثير من الأفلام القصيرة التوعوية وأول فلم توعوي كان عن الصلاة
أنتجت فيلما توعويا عن كورونا لرفع الوعي الصحي والوقائي
نعاني من شحة الإمكانيات ونعمل بما نملك من عدة بسيطة ونجعل منها إبداعا
مهما كانت إعاقتك قوية لا تتوقف وتقعد فالأشجار لا تموت إلا وهي واقفة
لم تقهره الظروف الصحية وتمنعه من تحقيق أحلامه، كان أقوى من كل شيء، فهو حكيم استلهم الحكمة من صفة اسمه، هو المصور وهو المخرج ولاعب كرة القدم، ويجيد استخدام برامج التصميم (الفوتوشوب والبريمر والإفترفكت) متعدد المواهب وصاحب الطموح اللامحدود.
حكيم ليس مجرد شاب عنده إعاقة سمعية محبط في مجتمع لا يدعم فيه الأصحاء، فكيف بمن هم دون ذلك، إنه الشاب المكافح الذي خلق لنفسه فرصا من العدم، حينما تتحدث إليه لن تصدق أنك تتحدث إلى أصم، فهو شديد الذكاء والنباهة يستطيع أن يتواصل مع الكل يفهمهم ويفهمونه بطرقه الخاصة، عكس أقرانه الصم الذين انعزلوا عن العالم، فهو اجتماعي من الطراز الأول، عنده شغف يسعى لتحقيقه، فهو شعلة أمل لا تنطفئ، ومعين كفاح لا ينضب، إنه يرتقي في سلم النجاح بدون مساعدة أحد ويحتاج إلى الأيدي التي تسهل عليه تحقيق أحلامه.
"الأمناء" التقت الشاب عبدالحكيم محمود محمد سالم وأجرت معه حوارا.. فإلى نص اللقاء:
"الأمناء" لقاء/ هشام فهد قائد غالب:
- عرفنا عنك أكثر، من هو عبدالحكيم؟
- عبدالحكيم محمود محمد سالم، من مدينة عدن، عمري 21 سنة، درست في مدرسة نشوان لتأهيل ورعاية الصم، وأدرس حالياً في كلية الحاسوب (المعلا)، وعضو في مؤسسة أنامل الصم للإنتاج الفني والإعلامي.
- حدثنا عن ميولك وهواياتك؟
- هوايتي التصوير وكرة القدم، لكن التصوير أعتبره شغفي في الحياة، منذ الصغر كنت أشاهد برامج التصوير وتمنيت أن أصبح مصوراً لكن كان الأمر مستحيلا بالنسبة لي بسبب أنني أصم، لكن عندما كبرت عرفت أن لا دخل لإعاقتي بممارسة هوايتي وعلمي وهدفي في الحياة.
- كيف كانت بداياتك في التصوير؟
- أول مشاركة لي بالتصوير كانت لحفل توزيع شهادات لجمعية رعاية وتأهيل الصم بعدن، وبعدها انطلقت في توثيق الكثير من الفعاليات الخاصة بالصم وغير الصم.
- هل يوجد أعمال فنية أو درامية خاصة بك؟
- نعم لدي الكثير من الأفلام القصيرة التوعوية، وأول فلم توعوي كان عن الصلاة والمحافظة عليها، ولدي الكثير من الأفلام التوعوية الهادفة بلغة الإشارة وأنشرها على صفحتي بالفيس بوك واليوتيوب.
- هل الأفلام التي تنتجها خاصة للصم؟
- الأفلام التي أنتجها كل المشاركين فيها والممثلين هم أصدقائي من الصم، لكنها تستهدف كل فئات المجتمع، أقوم بترجمة لغة الإشارة إلى اللغة العربية في كل جملة من المشهد لتعم الفائدة للناس جميعا.
- ممكن تذكر لنا الأفلام التوعوية التي أنتجتها، وما هدفها؟
- أول فلم قصير كان باسم المحافظة على الصلاة وفلم باسم (المساكين) بلغة الإشارة ومترجم باللغة العربية، ويهدف إلى مساعدة المساكين والمحتاجين وتوعوية إخواننا الصم والناطقين لمساعدة بعضنا البعض، وفلم توعوي باسم (كورونا) ويهدف إلى الوعي الصحي والوقائي من فايروس كورونا، وأتت فكرة هذا الفلم بسبب قلة وعي الناس خصوصاً فئة الصم لأن كل منظمات المجتمع المدني تنتج أفلاما توعوية للناطقين فقط وتناست فئة كبيرة من فئات الصم وذوي الاحتياجات الخاصة من توعيتهم، وأصررت على عمل فلم توعوي قصير بلغة الإشارة بمشاركة أصدقائي الصم لينالوا الوعي الصحي، وكان فلما ناجحا تماماً وشاركت فيه بمسابقة أفضل فلاش توعوي عن طرق الوقاية من فايروس كورونا (لمؤسسة همم حضرموت للأدوية والمستلزمات الطبية)، وفزت فيه بالمركز الثالث بمبلغ خمسين ألف ريال وكل التحية للدكتور إبراهيم العبادي لإتاحة لنا هذه الفرصة بالمشاركة.
وأيضاً من ضمن الأفلام فلم عن (معاناة الكهرباء)، وفلم باسم (حادث) يهدف إلى تخفيف سرعة السيارات والانتباه للأطفال في الطريق، وفلم (لا للمخدرات) يحكي كيف يتعاطى الشباب المخدرات وبسبب الإهمال وقلة الوعي الديني والتربوي ولعدم وجود ميول فني أو رياضي للشباب يجعلهم يتجهون للقات والمخدرات، وكذلك فلم (شهر رمضان) يهدف إلى التعاون والتآخي فيما بيننا البين.
- كيف يتم إنتاج هذه الأفلام القصيرة؟ وهل أنت مصور فقط أم هناك من يقوم بدور المخرج والمونتاج وغيره؟
- الحمد لله أنا من أقوم بالفكرة وكتابة النص والإخراج وتدريب أصدقائي الصم على التمثيل وأجعلهم يقومون بالأدوار المناسبة للمشاهد، وبعدها أقوم بالتصوير والمونتاج عبر برنامج بريمر، وبحكم دراستي ومجالي في الحاسوب أجيد استخدام الحاسوب بشكل سلس، والحمد لله.
- كيف تنتج أعمالك؟ هل لديك إمكانيات كبيرة تأهلك لتصبح مصورا محترفا ومشهورا؟
- للأسف إلى الآن لا أمتلك كاميرا ولا عدة تصوير، كل ما أقوم به من إنتاج الأفلام استعير كاميرا (نيكون) من أحد أصدقائي الصم وأصور فيها وعملنا إضاءة بصنع يدوي وكروما خضراء، ونعمل بأبسط الإمكانيات فقط عندي لابتوب بمواصفات عادية جداً.
نعاني من شحة كبيرة في أبسط إمكانيات التصوير، لا نستطيع شراءها بسبب سعرها الباهظ، لكن الحمد لله نعمل بما عندنا من عدة بسيطة ونجعل منها إبداعا.
حاليا لدينا مؤسسة أنامل الصم للإنتاج الفني والإعلامي، سعيد جداً بأننا أحد مؤسسي هذه المؤسسة الفنية التي ترأسها الأستاذة إعتدال وكوادر من أصدقائي الصم.
- ما الصعوبات التي تواجهها في حياتك كونك أصما لإنتاج أعمالك وهوايتك وممارسة حياتك اليومية؟
- أولاً كوني أصم فعلاً كنت أتمنى أن أكون إنسانا ليس لديه إعاقة أسمع وأتكلم بشكل طبيعي لأن هذا الشيء يعيقنا كثيرا في إنتاج الأفلام مثل إضافة الموسيقى المناسبة لمشهد معين، لكن الحمد لله لدي من يساعدني في الترجمة وإضافة الموسيقى المناسبة، وهو ابن خالتي لاعب الخفة والموسيقي النجم محمد تيكا، وأيضاً هناك صعوبات في حياتي في التعامل مع الناس، لأن أكثر عقليات الناس غير المثقفة تنظر للشخص الأصم أنه ناقص، ولا يعلمون أن النقص ليس بالإعاقة، النقص هو مضرة الناس وإيذائهم، النقص هو أن تصبح عالة على المجتمع، النقص هو أن لا يكون لديك طموح وأهداف تسعى لتحقيقها، فالإعاقة ليست بالجسد بل هي في العقول، فكم من ذوي إعاقة ناجح في حياته، وكم من صحيح الجسد فاشل في حياته، إنني الحمد لله أرى نفسي كاملا وأحمد الله لكوني أصما لأن العقل السليم في القلب السليم، أما صاحب الجسد السليم إذا كان قلبه غير سليماً فهو المعاق الحقيقي.
- ماذا تنصح الشباب الصم مثلك وغير الصم؟
- أنصحهم أن يتجهوا إلى العمل وممارسة هوايتهم ونشاطهم ولا ينظروا إلى خلفهم ولمعوقات الحياة، أدري أن الواقع صعب خاصة في هذا البلد، لكن لكل مجتهد نصيب، والله لا يضيع مجهود الطامحين.
- من هم الداعمون لك في حياتك؟
- أولاً الداعم الأول لي هو أبي وسندي في الحياة، وهو اليد التي أتكئ عليها، وأمي أيضاً هي الروح الداعمة لي والنهر الخالد الذي لا يتوقف، وأهلي وابن خالتي الحبيب محمد تيكا والشاعر ياسين مروان، والأستاذ القدير المترجم علي هيثم والأستاذة إعتدال عبدالمجيد وصديقي أحمد ماهر وجميع أصدقائي الصم والناطقين، لا يسع المجال لذكرهم، إنما أشكر كل شخص قدم لي المساعدة، لهم مني كل التحية.
- ما هدفك في المستقبل؟
- هدفي أن أحقق كل أهدافي وأحلامي القريبة والبعيدة وأن أنجح في جامعتي وأصبح محترفًا في الحاسوب ولدي مؤسسة إنتاج فني، وأن أساعد أبي في الدخل اليومي وأكون عائلة سعيدة في هذا الوطن الحبيب.
- كلمة تود قولها؟
- أحب أن أقول أنه مهما كانت إعاقتك قوية لا تتوقف وتقعد لا تكن محبطا مهما كانت إعاقتك فالأشجار لا تموت إلا وهي واقفة، قاتل اليأس وحارب الكسل ولا تفقد الأمل مهما حصل، وأشكر صحيفة "الأمناء" على هذا اللقاء والإعلامي والصحفي هشام فهد وأشكر المترجم الذي ترجم هذا اللقاء من لغة الإشارة إلى هذا المقال الذي تقرؤونه، وشكراً لكم جميعا.