آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
شارع المحامي لقمان اسم لامع في تاريخ عدن
(الامناء نت/فؤاد ابوبكر)

الصورة لِلشارع التاريخي العتيق الذي يحمل إسم المحامي العدني، الفقيد "محمد علي لـُقمان"، في مدينة "كريتر، بـعـدن" .. يُذكر أن المحامي "لقمان" يُعد من أوائل من طالبوا بإستقلال عدن والجنوب العربي عن بريطانيا في بداية ستينات القرن الماضي.

يقع هذا الشارع التاريخي العريق والأنيق، في ألطرف الشرقي لمدينة "كريتر" بعدن، ويمتد من شارع "العيدروس" جنوباً ليتواصل مع شارع الملكة أروى الذي ينتهي في "عـَقبة عدن التاريخية"، شمالاً ..

يُعتبر شارع "لُقمان" أقدم وأهم شوارع العاصمة "عـــدن" على الإطلاق، إذ يضُم في جوانبه "منارة عدن" التاريخية وهي منارة لِمسجدٍ بُني عام 700م، أي قبل 1,320عامٍ مَضت، وبالتحديد في عهد أمير المؤمنين الخليفة "عـُمر بن عبدالعزيز"، ويقال أيضا أنه بـُنـِي بإشراف "أبو موسى الأشعري"، ثم "مُعاذ بن جبل"، كما أن هذه المنارة أستـُخدِمت لإرشاد السُّفن في تلك العصور الغابرة ..

ويقع في هذا الشارع مَبنى قديم سَكنَ فيه الشاعر الفرنسي الشهير "رامبو" وهو شاعر عاشَ في القرن التاسع عشر الميلادي وعُرف بتأثيره على الأدب والفنون الحداثية، ورسْمِه للمعالم الأساسية للفنون السريالية في ذلك العهد، وقد أشتغل الشاعر "رامبو " بالتجارة في مدينة عدن مابين عامي 1870م و 1880م، ثم تحول هذا المبنى إلى مكتب خاص بالغرفة التجارية والصناعية في عدن. ويوجد في الشارع أيضا أول مكتبة "ثقافية - علمية" عامة أُنشِئت في المنطقة، وحَمِلت إسم "مكتبة ليك"، ثم سُميت بعد الاستقلال بمكتبة "مسواط"  ..

كما يقع في هذا الشارع مبنى تاريخي آخـَر، هو "المجلس التشريعي"، أول مجلس تشريعي في المنطقة أيضا، بُني في البداية "ككنيسة" في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي فوق تلة صغيرة في وسَطِ الناحية الشرقية للشارع ..

ويقع في شارع "لقمان" أيضا أول أستاذ لِكرة القدم في الجزيرة العربية، أنشِئ بجانبه آنَذاك أول ملعب للأطفال في المنطقة ضَمَّ لـُعبا رياضية حديثة متنوعة للأطفال في ذلك العهد، لـَعِبتُ فيه أنا وزُملائي من سُكان المدينة كثيراً في سنين الصِّبا ..

كما إحتوى هذا الشارع مبنى "المجلس البلدي" التاريخي، ومبنى "البريد الرئيسي للعاصمة عدن" ذو الشكل الهندسي الرائع، و"حديــقــة البلدية" التي شـَكلت في زمن "المدَنـِيـة والتـحَـضُّر" رِئـَة لِمدينة كريتر، والتي للأسف تم البسط عليها مؤخراً وأُقيم مكانها مبنى خرساني ساهم في إفـساد هواء هذه المدينة العتيقة ..

أما شارع "الملكة أروى" الذي يتواصل مع شارع "لُقمان" فقد حَمِل في الماضي إسم شارع "إسبلاناد Esplanade" - وهي كلمة إنجليزية تَعني الشارع الفسيح، أُنشِئت فيه - في الماضي - مَتاجر متنوعة مُكتضَّة بجميع أنواع السلع الإستهلاكية، ومصنعاً لشراب "الكوكا كولا"، والجاراج الأشهر لإصلاح السيارات في العصر الذهبي للمدينة والمُسمى بـ "جاراج السُبراتي"، ومبنى شركة أوروبية تـُدعى "أثـَناس برادَرز"، لِبيع السيارات البريطانية الصُّنع، وهي تقع بالقرب من جاراج السُبراتي ..
كما بـُنيت في ذلك الشارع، أول دُور للسينما في الجزيرة العربية، كدار سينما "برافين" للأفلام الهندية، ودار "السينما الأهلية" للأفلام العربية والغربية، وضَمَّ الشارع أيضا مَتجراً لبيع أرقى الساعات العالمية في ذلك العهد، والمصنوعة في "سويسرا"، وهي ساعات "رولِكس" الشهيرة ..

وأُنشِئت في ذلك الشارع أيضا مبانٍ لأوْلـَى البنوك التجارية العالمية في الجزيرة العربية، كـ "شارتِرد بنك" و "إيسْترْن بنك"، و"مِيدَل إيسْت بنك"، و"بنك أوف إنديا" ..

هكذا هي عدن في عصرها الذهبي ..  ! ..

ألا ليت الزمان يعود يوما .. ؟؟؟  ..




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل