آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
يافع من (الموفجة) الجبل الذي تغنى به القمندان ..صورة تعكس عزيمة الرجال واصرار الميامين في قهر الصعوبات (تقرير مصور)
(همام احمد يسلم)

 

في زمن صعب ومسار اصعب كان للعزيمة والاصرار حضورهما في نحت الصخر وقهر الجبل، راحت متعرجات والتواءات الطريق الصخري تتلوى كثعبان طوله يمتد لاكثر من 3.5 كم راسه في عمران وذيله في وادي سرار.

بعزيمة الرجال واصرار الميامين تبلورت الارادة والعزيمة تقهر الصعوبات وتتخطاها بكبرياء وشموخ جبل السنيدي (موفجة) ذلك الجبل التاريخي المعروف الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 2200 متر ارتبط اسمه بالعديد من الاحداث التاريخية بالاضافة الى موقعه الاستراتيجي والسياحي تقول الاغنية التراثية:

يافع من (الموفجة) متحدرة

عزب وسلامي ومولى المنصرة

وانته تخبر على بن هرهرة

ما نعذره هاشمي ما نعذره

غاره معي بالجيوش المكبرة

وتعود مناسبة تلك الاغنية القمندانية المشهورة التي احيا الحانها القمندان فيما هي من الحان التراث اليافعي الى فترة مقاومة احتلال الدولة القاسمية لعدن ولحج وابين ويومها انطلقت المقاومة من ذلك الجبل الاشم (موفجة).

وعود على بدء استدعت حاجة الاهالي واصرارهم على شق تلك الطريق بامكانيات وجهود ذاتية.

وكان لنا ان نلتقي بالاخوين عبدالله محمد محسن وعبدالرقيب محسن احمد (لجنة المشروع) اللذان اوضحا ان العمل في  مشروع الطريق بدأ يوم 3/8/2014م، بعد استقدام آلية بوكلين واحد فقط يعمل بالاجر اليومي (الساعة)، حيث كانت نقطة الانطلاقة من قمة جبل السنيدي وتحديدا من قرية (عمران).

وبموجب الدراسة والتصاميم المعدة من قبل المهندس علي سالمين تم العمل بالتنفيذ حيث يبلغ طول الطريق بحسب الدراسة 3.5 كم جبلي بتكلفة اولية تزيد عن 22 مليون ريال انجز منها حتى الان وفي ظرف زمني قياسي مقارنة مع صعوبة الطبيعة الطبوغرافية ما يقارب 2.300 كم وهو انجاز يفوق كل التوقعات ومرد ذلك الى الارادة والعزيمة الصلبة لدى الاهالي واللجنة المشرفة على المشروع، وبدعم من الاخوة المغتربين واهالي المنطقة وفي مقدمتهم الاخوين عادل محمد صالح السنيدي وفضل محمد محسن السنيدي والعديد من الاخوة الداعمين الذين اعتبروا النواة الاولى في دعم المشروع وتبنيه منذ الوهلة الاولى وهو الامر الذي تداعى من اجله الاخوة المغتربين والمواطنين ودارت عجلة المشروع الى المرحلة التي وصل اليها اليوم وهنا لا يفوتنا الاشارة الى الشقيقين العزيزين محمد الساكت وشيخ الساكت بدعمهما السخي والمتواصل للمشروع ومتابعة تنفيذه اولا باول.

جدوى مشروع الطريق

يلبي المشروع خدمة العديد من القرى والمناطق المأهولة عبر مساره الذي يمتد كما اسلفنا من سرار عاصمة المديرية مرورا بقرى العلاة والحجار وامصفحة وآل فقاش والجيهلي ورهوة الشقيقة ودار الحبيل وعمران في محافظة ابين ومن تم يرتبط في الجانب الاخر بطريق قامر - رخمة وهو ما يسهل تواصل واختصار الطريق بين مناطق مديرية سرار واخرى يرتبط معها هي طريق سخاعة وخيرة والعسكرية محافظة لحج.

وبحسب الدراسة والتصاميم فالطريق عبارة عن 80% صخرية و20% ترابية وهو ما يعني مضاعفة الكلفة.

ويضيف الاخوان عبدالله محمد وعبدالرقيب الى ان المشروع قد قطع هذا الشوط يعود في الاساس الى اهتمام وتعاون كافة المستفيدين الذين تعاونوا وتبرعوا باراضيهم الزراعية وهو ما نعده اكبر دعم للمشروع وانجاحه مع الاشارة الى ان هناك صعوبات قد واجهتنا وهي ذات طبيعة جيولوجية وتتعلق بصلابة الصخور في بعض المقاطع بالاضافة الى ان الطبيعة الجغرافية للجبل في بعض الاماكن شديدة الانحدار مما ضاعف من حجم الاعمال المطلوب انجازها وكذا الحاق الضرر بالشعاب والمدرجات الزراعية.

وبوصول المشروع الى هذه المرحلة نشعر ان المشروع وصل الى مرحلة اللاعودة مع العلم ان ما تبقى الان من خط مسار المشروع مسافة 1.200 كم فقط ولكن هذا لا يعني عدم وجود صعوبات.

دعوة للمسؤولين

ونحن باسم الاهالي ومن خلال صحيفة "الامناء" الغراء نتوجه الى قيادة السلطة المحلية بالمديرية ومحافظ محافظة ابين والامين العام للمجلس المحلي بالمحافظة بضرورة الالتفات الى استكمال بقية اعمال المشروع والوقوف الى جانب الاهالي حيث ان المشروع لم يقتصر على اعمال الشق فقط ويتطلب الحفاظ على ما انجز تنفيذه القيام بتشييد عبارات مياه وبناء جدران ساندة وتوسعة ورصف ..وهو ما يتم العمل به في مشاريع مشابهة وعليه ومن هذا المنطلق فالواجب على السلطة المحلية دعم جهود المواطنين.

الشيخ زيد بن شائف السنيدي ممثل الاهالي المستفيدين من المشروع قال:

في البداية نقدم الشكر والتقدير لكل الداعمين والمساهمين في انجاز المشروع وللأخوة المواطنين الذين تبرعوا باراضيهم الزراعية وممتلكاتهم تسهيلا لمرور المشروع وهذا ليس بغريب عنهم، والمشروع الذي كنا نحلم به ونتمنى تحقيقه وها هو اليوم يسير بخطى حثيثة ونحمد الله على تعاون وتكاتف الكل في زمن يندر فيه روح التعاون والعمل الجماهيري.

يقول الشيخ سلمان محمد عوض الشبحي:

الطريق يمر بسلسلة جبلية وعرة وكنا قبل ذلك نقطع المسافات بصعوبة بالغة ومشقة، وبانجاز هذا الطريق نكون قد وضعنا حد لهذه المعاناة وكل ما نريده من الاخوة المستفيدين والمواطنين في خط مسار المشروع بذل المزيد من الجهود والتعاون وفعلا لقد برهن المواطنون على هذا التعاون والتأزر وبدورنا نشكر كل من اسهم ويساهم وللاخوة اعضاء اللجنة والداعمين للمشروع.

صحيفة الامناء



شارك برأيك