قالت منظمة يمنية متخصصة في حماية الطفولة، اليوم الثلاثاء، إن ميليشيات الحوثيين جندت، خلال العام الجاري، نصف مليون طفل – على الأقل – لإشراكهم في النزاع المسلح.

وذكرت منظمة ”سياج“ لحماية الطفولة، في بيان عبر صفحتها الرسمية على ”فيسبوك“، أن عملية تجنيد الحوثيين لهؤلاء الأطفال تمت من خلال 6 آلاف مخيم صيفي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وتوقعت المنظمة المحلية، أن تشرك ميليشيات الحوثيين هذه الأعداد الكبيرة من أطفال المراكز الصيفية في جبهات القتال المستعرة حاليًا، داعية تلك الميليشيات إلى“الكف الفوري عن تجنيد وإشراك الأطفال في النزاع المسلح“.

وأكدت أن“أطفال اليمن هم الأكثر عرضة لجميع الانتهاكات المحرمة دوليًا ووطنيًا، وأن استغلال منشآت التعليم لأهداف عسكرية جريمة حرب لا تسقط بالتقادم“.

وأشارت المنظمة إلى أن الأطفال المشاركين في جبهات القتال، يتركون مدارسهم تحت تأثير ”الحشد الطائفي والمذهبي المدمر لما تبقى من حس وطني جامع، وسيستمر أثر هذا التجريف لعقود مقبلة“.

كما أكدت أن“الأطفال الجنود يصبحون عرضة للاستغلال الجنسي بمختلف أشكاله“.

وطبقًا لتقارير سابقة لمنظمة ”أنقذوا الأطفال“ الدولية، فإن الأطفال اليمنيين يشكلون ربع أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا على مدى الأعوام الماضية من حرب اليمن.

وذكرت تقارير حقوقية دولية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في وقت سابق، أن ميليشيات الحوثيين“تستخدم أنماطًا معقدة لتجنيد الأطفال قسريًا والزج بهم في الأعمال الحربية في مختلف مناطق سيطرتها، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم“.

وأشارت التقارير إلى أن ميليشيات الحوثيين جندت حوالي 10300 طفل على نحو إجباري منذ العام 2014 وحتى وقت صدور التقرير في مستهل العام الجاري، مؤكدة أن الحوثيين شنوا حملة مفتوحة خلال الأعوام 2018 و 2019 و2020، لتجنيد الأطفال بشكل إجباري، من خلال افتتاح 52 معسكرًا تدريبيًا لآلاف المراهقين والأطفال، في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وطالبت الحكومة اليمنية، العام الماضي، الأمم المتحدة بمعاقبة ميليشيات الحوثيين لتجنيدها آلاف الأطفال في صفوفها بشكل ممنهج، وسرقة طفولتهم، وتحويلهم إلى وقود حرب.

وكانت منظمة حقوقية ذكرت في تقرير صادر، أواخر العام الماضي، أن أعداد الأطفال اليمنيين الذين قُتلوا منذ اندلاع المعارك في بلدهم، وصل إلى أكثر من 5700 طفل.