آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:10:52:23
حرمان طال جميع الخدمات فمن ينقذها؟
"الأمناء" تزور منطقة بئر حيدرة بتبن لحج وتتلمس معاناة ساكنيها
("الأمناء" تقرير/ صدام اللحجي:)

تعد القرية الأكثر فقرًا بين قرى تبن..

أهالي المنطقة يأملون أن يحظوا باهتمام السلطة المحلية والمنظمات

مقبل: أبسط مقومات الحياة تكاد تكون معدومة

هادي: تفتقر القرية إلى المنشآت الطبية الحديثة

عياش: يعاني الناس المشقة والإرهاق عند نقل مرضاهم إلى لحج

 

"الأمناء" تقرير/ صدام اللحجي:

حياة بدائية يعيشها سكان قرية بئر حيدرة بمديرية تبن م/لحج، تتجدد آمال وطموحات أهالي بئر حيدرة في أن تنال مطالبهم قسطا من اهتمام السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني مع افتتاح مشاريع خدمية تشهدها تبن، إلا أن قرية بئر حيدرة تبقى منتظرة أن يصلها ما تجود به سلطة لحج من مشاريع.

"الأمناء" زارت قرية بئر حيدرة بمديرية تبن لحج ورصدت بعضاً من معاناة سكانها الذين ينشدون بتحسن أوضاعهم المعيشية.

 

ارتفاع نسب الفقر

تعد قرية بئر حيدرة الأكثر فقرا بين قرى مديرية تبن لحج، وتراوحت نسب الفقر بأرقام قياسية رصدنا جزءًا من أشكال الحياة القاسية بقرية بئر حيدرة ومعيشة سكانها ومطالبهم من سلطة لحج لتحقيق عيشة كريمة لهم. في بئر حيدرة أسر فقيرة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، وأسر بأعداد كبيرة لا تقل عن 7 أفراد على الأقل يعيشون في منازل لا يوجد بها غرف صرف صحي ولا مياه شرب ولا وحدة صحية تعالج المرضى من أطفال ونساء وشيوخ.

 

خارج تصنيف القرى

تقع بئر حيدرة غرب مدينة الحوطة، تبعد عنها بضعة كيلو مترات، وتصنف هذه القرية كأفقر قرية في تبن لحج، ويبلغ سكانها بالمئات، عندما تتجول في القرية تظن للوهلة الأولى أنها خارج تصنيف القرى الفقيرة، وتتساءل: لماذا احتلت هذه القرية الصدارة بين قرى لحج كأفقر قرية رغم أن الشواهد تقودك إلى أن هناك قرى أكثر فقرا؟ الإجابة تأتي من الأهالي قبل أن تبادر بسؤالهم: "الخدمات غائبة، لكن الجهود الذاتية والتكافل الاجتماعي هو ما نعيش عليه".

 

حالة من السلام والاستقرار

ورغم المعاناة التي يكتوي بها أبناء بئر حيدرة جراء حرمانهم من مشاريع البنية التحتية إلا أن هناك حالة من السلام والاستقرار يتميز بها سكان بئر حيدرة بعيداً عن ظواهر الثأر والجرائم الأخرى التي قد تشهدها بعض قرى محافظة لحج، وهذه تعد من أهم السمات الإيجابية التي رصدناها خلال نزولنا، وهي سمة ينبغي الإشادة بها وتشجيعها، وهذا يعود في المقام الأول إلى وجود شخصيات اجتماعية خيرة تعمل على حل مشاكل الناس.

 

مقومات الحياة

ويقول مقبل سالم فضل علي، رئيس اللجنة المجتمعية بقرية بئر حيدرة، إنه منذ فترة طويلة تعاني قريته من نقص كبير في الخدمات، فهي تعيش حياة سيئة، فأبسط مقومات الحياة تكاد تكون معدومة، منها الماء، فهو يمثل المشكلة الحقيقية، وما كان يصل إلى القرية من ماء وذلك من خلال تنفيذ مشروع إيصال الماء عبر جمعية خيرية عام 2004م قد تعرضت البئر للاستنزاف، حتى الشبكة أصبحت متهالكة.

 

طرق بدائية

وأضاف: "هناك مشكلة أكبر، وهي مشكلة يعاني منها سكان قرية بئر حيدرة، حيث يتم جلب الماء بطرق بدائية جداً إما على ظهور الحمير أو عبر الدراجات النارية، ويتم جلب الماء من مناطق بعيدة ما يشكل لهم هماً يضاف إلى همومهم اليومية".

 

ظروف إنسانية وتعليم غائب

حميد ناصر هادي صالح، وهو عاقل قرية بئر حيدرة، كان له حديث حول ما تعانيه قريته، حيث يقول: "نعيش في هذه المنطقة تحت ظروف إنسانية صعبة نفتقد لأبسط مقومات الحياة، إذا تحدثنا على صعيد وضع التعليم فهو أسوأ مما تتخيله، المدرسة الوحيدة لا تشمل إلا عددا من الفصول الدراسية إلى صف سادس فقط، ومن أراد أن يكمل مشوار دراسته عليه تحمل مشقات التنقل إلى مناطق مجاورة لإكمال الدارسة، حتى هذه المدرسة تعاني ضعفا في كادر التدريس، أضف إلى ذلك انقطاع الماء والكهرباء".

 

وحدة صحية

ويضيف حميد: "في المجال الصحي تفتقر هذه القرية لوجود منشآت طبية حديثة، إذ أن المنطقة تفتقر لوجودها، فهي غير موجودة البتة، نقوم بمعالجة المرضى والمصابين في حال أصيب أي شخص من أبناء المنطقة ما عليك إلا نقله إلى مستشفيات خاصة وهي تكلف الكثير والكثير من الأموال، وكما تشاهد نحن أناس فقراء وعلى باب الله ونعتمد على الزراعة وبيع الأسماك والمواشي فقط، ولهذا نطالب الجهات المختصة في المديرية والمحافظة بـسرعة بناء وحدة صحية في المنطقة".

 

مشاريع لم تنفذ

الشيخ وليد عياش أحمد يتحدث قائلا: "المنطقة تعاني نقصا في المشاريع والخدمات العامة، ونحن نتابع الجهات المعنية اعتماد مطالب بئر حيدرة ومنها اعتماد مشروع تعبيد الطريق، حيث يعاني الناس المشقة والإرهاق خاصة عند نقل مرضاهم إلى لحج نظراً لعدم توفر الخدمة الطبية المناسبة للقرية، كذلك في مجال التربية والتعليم أصبح الكثير من أبناء القرية محرومين من مجال التربية والتعليم. نطالب بتوفير المعلمين والأثاث المدرسي والكتب بالإضافة إلى الحرمان من استكمال الدراسة للابتدائي والثانوي وهو ما يجعل طلاب هذه المنطقة يتكبدون مشاق الانتقال إلى مناطق أخرى لاستكمال دراستهم".

 

مطالبات

الأهالي في ختام أحاديثهم توجهوا عبر "الأمناء" بمطالبات إلى كل الجهات ذات العلاقة في السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة والمنظمات ومسئولي مكاتب الكهرباء والصحة والمياه والأشغال والطرق ومكتب التربية والتعليم بأن يصغوا ويهتموا بمعالجة كل المعاناة التي تواجه سكان بئر حيدرة والعمل على اعتماد مشاريع خدمية.



شارك برأيك