آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:05:36:39
فيما طال البناء العشوائي معالمها التاريخية وجبالها وحرمة الموتى..
مديرية صيرة بالعاصمة عدن تستغيث فمن يلبي؟
("الأمناء" استطلاع/ منير مصطفى - رياض شرف:)

مدير أشغال صيرة: يجتاح العشوائي مرتفعات الجبال من قبل النازحين القادمين من الشمال

إمكانياتنا شحيحة ولا نملك سوى سيارة متهالكة

رئيس الخدمات بانتقالي صيرة: البناء العشوائي امتد فوق مقابر الموتى ونطالب بتفعيل قرار المحافظ

النازحون حولوا مغارات البوميس إلى مكب نفايات للقمامة والصرف الصحي

مديرية صيرة قلب العاصمة الجنوبية عدن، تمتاز بوجود المعالم الأثرية والتاريخية والأسواق القديمة فيها، هذه المديرية تعيش أوضاعا تدعو للاستغراب والعجب بسبب تمدد البناء العشوائي الذي طال جبالها وقنوات السيول وحتى مقابر الموتى لم تُحترم، ناهيك عن المخاطر التي تهدد السوق المركزي للخضار والفواكه.

"الأمناء" بدورها نزلت إلى مكتب الأشغال العامة بالمديرية والتقت مدير مكتب الأشغال العامة ومدير الخدمات بالمجلس الانتقالي الجنوبي بالمديرية، وطرحت على طاولتهما تساؤلات، فخرجت بهذه الحصيلة.

 

إمكانيات شحيحة

يقول مدير مكتب الأشغال العامة المهندس خالد عولقي: "البناء العشوائي مشكلة، ومديريتنا كغيرها من مديريات العاصمة عدن التي تواجه امتداد العشوائي كالأخطبوط، ففي مديرية صيرة انتشر العشوائي في مرتفعات الجبال من قبل النازحين القادمين من المحافظات الشمالية من مناطق الصراع، وكذا متنفذين عسكريين، نحن في مكتب الأشغال بالمديرية نعمل بحسب الإمكانيات المتاحة ولدينا موظفون وعمال جيدون يقومون بواجبهم بقلة من الإمكانيات.. لا نملك سوى سيارة خربانة متهالكة تستخدم في أعمال العوائق وصحة البيئة، والموازنة التشغيلية لا تفي بالغرض في تغطية نفقات العمل، فحملاتنا على البناء العشوائي مستمرة بحسب توجيهات محافظ عدن أحمد حامد لملس تم تشكيل لجنة من مهندسي مكتب الأشغال بالمديرية لإزالة العشوائي الذي بني فوق مجرى سيول الأمطار ووجود معالجة لتحمي المواطنين من مخاطر السيول الجارفة ولا تسبب كارثة للشوارع ومنازل المواطنين".

 

تمادي العشوائي على المعالم التاريخية

وفيما يتعلق بالوضع المتردي للمبنى التاريخي للسوق المركزي للخضار والفواكه بمديرية صيرة الذي أصبح معرضا للانهيار لعدم إجراء أي أعمال تأهيلية للمبنى، يتحدث رئيس إدارة الخدمات بالمجلس الانتقالي الجنوبي بالمديرية المهندس علي عبدالله البري قائلا: "مبنى سوق الخضار والفواكه مبنى تاريخي يعتبر من معالم عدن، وما وصل إليه من حال شيء مؤسف، في 29 يونيو 2020م قام فريق من مكتب الأشغال العامة بالعاصمة عدن برئاسة المهندس نجيب مبارك مدير الإدارة الهندسية وعضوية المهندس رفيق أحمد والمهندس علي عبدالله البري وعصام سعيد مدير الأسواق العامة بالمديرية بالنزول إلى سوق الخضار والفواكه إلى المبنى التاريخي وتمت المعاينة الأولية، حيث لوحظ حالة العبث والإهمال التي طالت هذا المبنى خلال السنوات الماضية وأدت إلى تشققات في بعض أجزاء المبنى والتآكل الذي طال طبقة التلبيس والخرسانة المسلحة لبلاطات سطح المبنى وانكشاف حديد التسليح وتعرضه للصدى، وهذا قد يؤدي إلى انهيار جزئي لبلاط السطح وغيرها من الأضرار، وهناك أسباب لذلك ذكرت في التقرير الذي أوصى بعمل دراسة من قبل فريق هندسي لتقديم الحلول والمعالجات".

وأضاف: "إننا بالمجلس الانتقالي من خلال زيارتنا لمكتب الأشغال بالمديرية قد ناقشنا جملة من القضايا والمواضيع الهادفة منها البناء العشوائي الذي طال معالم عدن مثل الآثار في صهاريج الطويلة ومقبرة القطيع وسوق الخضار واللحوم والأسماك ومهلكة الفرس ومغارات البوميس التي تم تحويلها من قبل النازحين إلى مكب للنفايات والقمامة ومخرجات الصرف الصحي.. وتم التأكيد في لقائنا مع مكتب الأشغال على ضرورة إزالة العوائق أولا بأول من الشوارع الناتجة عن مخلفات عملية البناء أكان مرخصا أو عشوائيا، كما قمنا بزيارة ميدانية إلى مقبرة القطيع استجابة لشكاوى المواطنين الساكنين في منطقة شعب العيدروس إزاء الانتهاكات المختلفة التي تتعرض لها المقبرة، وقد لاحظنا في زيارتنا زحف المساكن العشوائية المبنية من الصفيح والأخشاب وبعض جدران البلوك وإقامتها مباشرة فوق القبور وكذا طفح مجاري المباني العشوائية على حرم المقبرة في جبل العيدروس علما أن معظم الساكنين هم من النازحين، كما أن ربط الخدمات بطريقة عشوائية لعدد ما يقارب 50 منزلا".

وتابع: "سنضع كل هذه الانتهاكات والعبث العشوائي بمعالم عدن في الملف الإنساني لعناية مدير عام المديرية ومدير مؤسسة المياه والصرف الصحي".

 

مشكلة سوق البلدية

ويؤكد مدير الأسواق العامة والحدائق عصام سالم عبدربه أن: "مشكلة السوق المركزي للخضار والفواكه واللحوم والأسماك مع الساكنين في سطح المبنى هي مشكلة اجتماعية، فالمواطنون ساكنون منذ سنوات طويلة وتتطلب وضع معالجات عقلانية من قبل جهات عليا بالمحافظة، فإعادة تأهيل السوق أصبح امرا هاما فهو ينذر بوقوع مخاطر لا سمح الله خاصة أن سقوفه معرضة للانهيار في أي لحظة فلا بد من تدخل السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب الأشغال العامة لإقفال مبنى السوق التاريخي ووضع معالجة اجتماعية ترضي الساكنين لإعادة تأهيله".

 

إزالة بسطات بدون آليات عمل

وبنبرة حادة يقول رئيس قسم العوائق والأسواق بمكتب الأشغال بالمديرية خالد علوي بشير: "نعمل ليلا ونهارا على إزالة البسطات والباعة المتجولين الذين أصبحوا يتوافدون مؤخرا من مديريات أخرى كون مديرية صيرة هي قلب عدن ونعمل بإمكانيات شحيحة تحت حرارة الشمس أحيانا بدون حوافز نظرا للظروف المالية وقلة الموازنة التشغيلية للمكتب، ومدير مكتب الأشغال يبذل كل مساعيه لمساعدتنا ومواصلة عملنا ومراعاة الظروف المالية علما أننا نعمل بدون آليات عمل كالرافعات والشيولات وغيرها".

 

مناشدة

وفي الختام، ناشد مدير مكتب الأشغال بالمديرية المهندس خالد عولقي السلطة المحلية بالعاصمة عدن ممثلة بالأخ المحافظ أحمد حامد لملس بإعطاء مزيد من الاهتمام لمديرية صيرة بما فيها مكتب الأشغال وتزويده بمزيد من الدعم والاهتمام، فمديرية صيرة هي القلب النابض للعاصمة الجنوبية عدن، فهي تستحق كل الرعاية والاهتمام، والمحافظ كما عرفناه لن يبخل على هذا القلب.



شارك برأيك