آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:05:12:15
حكومة مناصفة مع وقف التنفيذ ..
استمرار غياب الحكومة.. هل يدفع الانتقالي الجنوبي إلى اتخاذ خيارات مصيرية؟
(الأمناء/ تقرير خاص :)

من يمنع عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن؟

هل تخلى معين عن الوحدة لصالح الانفصال؟

ما موقف الحكومة من تنفيذ الاتفاق؟

 

الأمناء/ تقرير خاص :

موقف حكومة معين عبدالملك السلبي، تجاه اتفاق الرياض وتنفيذ بنوده، يضعها في صف اللوبي الإخواني المسيطر على قرار الشرعية ومؤسسته الرئاسية الذي يرفض تنفيذ الاتفاق ويسعى منذ البداية إلى إفشاله لأنه يشكل خطرا على نفوذه في الجنوب، كما ينهي احتكاره على القرار السياسي للشرعية.

وعلى الرغم من الحملة التي تقودها قيادات موالية لقطر وتركيا، تستهدف حكومة عبدالملك، وتدعو  لتغييره لإنقاذ ما وصفوه بالسيادة اليمنية، معتبرين وجوده انتهاكا للسيادة وشرعنة للقوى المناهضة للإخوان والحوثي في اليمن، إلا أن موقفها ليس واضحا تجاه اتفاق الرياض والجهة التي تعرقل نجاحه.

 

ما موقف الحكومة من تنفيذ الاتفاق؟

ويؤكد رئيس الوزراء معين عبدالملك، في أكثر من تصريح سابق، حرص حكومته على تنفيذ اتفاق الرياض والسعي لتنفيذ ما تبقى من بنوده، لتوحيد الجهود ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، لكن على أرض الواقع لم تنفذ حكومته ما جاءت لأجله في المناطق المحررة، بل تركت المحافظات الجنوبية تواجه مصيرها بعد مغادرتها إلى الرياض قبل أشهر.

ويرى مراقبون في تصريحات لـ"الأمناء" أن حكومة المناصفة، برئاسة معين عبدالملك، ترحب بمشاركة الانتقالي في هذه المرحلة من أجل استعادة اليمن من الحوثي، لكن القوى النافذة داخل منظومة الشرعية هي من تسعى لتأزيم الأوضاع في المحافظات التي تقع تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، لتضع الانتقالي في مواجهة الشعب فيما يخص الخدمات والمرتبات.

وعقد الوفد الحكومي لقاءات مؤخرا مع الجانب السعودي أكد حرص الحكومة على استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، لكن دون جدوى في ظل التحشيد الإخواني المستمر على الجنوب.

 

من يمنع عودة الحكومة إلى عدن؟

وعلى ما يبدو فإن الشرعية اليمنية لا يوجد لديها نية إطلاقا في تنفيذ اتفاق الرياض، وما تطلقه من تصريحات إعلامية مجرد استهلاك للوقت، في ظل التحرك الدولي  للحل الشامل في اليمن، حيث ترى – أي الشرعية - أن فشل اتفاق الرياض يجعلها الطرف الذي سيمثل الجنوب، لذلك تستمر في تأخير تنفيذه.

وفي اجتماع لوزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، الذي يرأس الوفد الحكومي في اتفاق الرياض، مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، تم مناقشة سبل تهيئة الظروف لعودة كامل الحكومة للعاصمة عدن والمضي قدما في توحيد الجهود، وفق ما قاله بن مبارك.

ويحاول اللوبي الموالي للإخوان المتواجد في العاصمة السعودية الرياض، سعيه لإفشال الاتفاق بالضغط على حكومة معين بعدم العودة إلى العاصمة عدن، تحت أعذار واهية .

وفي الوقت نفسه يمارس الانتقالي الجنوبي ضغطه على التحالف لعودة الحكومة لممارسة مهامها من العاصمة، وحل مشكلة الخدمات وصرف المرتبات.

وشدد الدكتور ناصر الخبجي، رئيس الوفد التفاوضي للمجلس الانتقالي الجنوبي، على ضرورة عودة حكومة المناصفة إلى عدن واضطلاعها بالمهام المنوطة بها وفق ما نص عليه اتفاق الرياض.

وأكد الخبجي، خلال لقائه القائم بأعمال السفير الألماني لدى اليمن، العمل مع السعودية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بجميع بنوده دون انتقائية، حسب ما أفاد الموقع الرسمي للمجلس.

لكنه شدد على ضرورة أن يسبق ذلك معالجات جادة للجانب الاقتصادي والخدمي، وفي مقدمتها عودة حكومة المناصفة واضطلاعها بالمهام المنوطة بها وفق ما نص عليه اتفاق الرياض.

 

ما خيارات الانتقالي في حال رفض الحكومة العودة؟

ويضع الغياب المتعمد للحكومة المجلس الانتقالي الجنوبي أمام خيارات مصيرية، وهي إدارة الدولة في الجنوب من خلال السلطات المحلية، وإبعاد المحسوبين على الشرعية في المحافظات. حيث إن استمرار الغياب المتعمد للحكومة واللوبي المسيطر عليها يضع المجلس في مواجهة الشعب.

وقال رئيس تحرير صحيفة "الأمناء" الأستاذ عدنان الاعجم في منشور له على الفيسبوك: "الحوثيون انقلبوا على الدولة وأصروا على أن يكونوا الدولة، وفعلا نجحوا في ذلك، مستغلين ضعف وفساد الشرعية".

وأشار الاعجم أن الحوثي لم ولن يغير قراراتهم، بناءً على مواقع التواصل الاجتماعي، وجعلوا العالم يتوسل الحوار معهم، من دولة إلى  أخرى، والمجتمع الدولي سلمهم محافظة وميناء بقرار دولي.

وقال الاعجم: "على المجلس الانتقالي أن يكون دولة بكل تفاصيلها إن أراد المجتمع الدولي أن يلتفت إليه، ويفاوضه على أنه الطرف المسيطر على الأرض". مشيرا إلى أن "الانتقالي قادر أن يكون كذلك إذا رسم استراتيجية مؤسسية بعيدا عن العشوائية وفرصته أكبر لتحقيق مزيد من المكاسب طالما والشرعية أصبحت منبوذة إقليميا ودوليا وقبل ذلك محليا".

 

هل تخلى معين عبدالملك عن الوحدة لصالح الانفصال؟

ويتعرض الدكتور معين عبدالملك للهجوم المتكرر من قيادات إخوانية تقيم في تركيا وعمان، حيث يتهمونه بالعمل لصالح التحالف العربي في اليمن، والتعاون مع المجلس الانتقالي الجنوبي (الطرف الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن الشمال).

وقال وزير النقل المقال صالح الجبواني: "إن معين عبدالملك من يخطط لفصل الجنوب عبر اتفاق الرياض". معتبرًا ذلك "مخطط سعودي إماراتي لتفكيك اليمن" - حسب تعبيره.

واتهم الجبواني رئيس الحكومة بأنه يدافع عن المجلس الانتقالي الجنوبي ويقف أمام مشروع الإخوان الذي يقوده الميسري والعيسي ومحروس، مشيرا إلى أن معين أضعف جبهة الإخوان في الجنوب.

وأكد الجبواني أن معين أول خازوق في جسد اليمن الواحد واعتبر إزاحته ضرورة للحفاظ على وحدة البلد.



شارك برأيك