آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
نازحو رداع مرارة النزوح وقهر المعيشة وعشرات الأسر تسكن الكهوف (تقرير وصور)
(كتب / الخضر عبدالله :)

 

أرض تحترق وسماء تشتعل ولصوص ينهبون، تلك هي رداع منذ شهر، لم يملك أبناؤها منها سوى اسم "نازحو"  رداع مشتتين لا مأوى ولا مأكل، هكذا حالهم حزن يفتت الأكباد، وحالة مأساوية يرثى لها، منظمات غابت وأخرى دعمت ولكنه دعم ضئيل جداً.

البحث عن منقذ

سدت الأبواب في وجوههم وتنكر لهم القريب والبعيد، ولولا رحمة ربهم لهلكوا، يتوسمون في كل من يسأل عنهم بصيص أمل من إنقاذ وما تبقى لهم من عيش ولو لم يكن كريماً.

بادرني أحدهم بسؤال لماذا لا تكتبوا عن نازحي رداع فلم  يلتفت إليهم أحد، ولم يجدوا الاستجابة من الجهات المختصة؟ وأضاف: هم إخوانكم والذي يعانون  منه اليوم سيطالكم غداً، حقا إنها غصة القهر، ومنتهى الألم.

حالهم يتطلب وقفة إنسانية من كل الجهات، وطالما وهم في هذا الظرف الإنساني لماذا لا تبادر السلطة المحلية إلى مساعدتهم والتخفيف مما هم فيه.

أوضاع معيشية قاسية

ساءت أحوالهم المعيشية وتدهورت أوضاعهم الصحية، بل إن الأمر وصل ببعضهم إلى التضور جوعاً لأيام دون مأكل ولا مشرب.

يقول: أحدهم : تقاسمنا النزوح كأسرة البعض إلى  البيضاء والآخر إلى كهوف الجبال ، الحال أمامكم لا يخفى على أحد، لم نعد نملك ما يسد الرمق، حولتنا الحرب إلى فقراء تائهين نبحث عن حبة دواء ورغيف عيش، بينما الجهات ذات العلاقة تناستنا وكأننا لسنا بشراً.

يسكنون الكهوف :

ففي كهوف جبال قيفة رداع تعيش عشرات الأسر النازحة من منازلها وقراها إثر المواجهات الدائرة منذ أكثر من شهر بين تنظيم القاعدة والقبائل من جهة، والحوثيين من جهة أخرى ، في ظل غياب دور السلطات الرسمية وتجاهلها لهؤلاء النازحين، حتى أنها لم تكلف أياً من مسؤوليها بزيارة أماكنهم والتلمس لمعاناتهم وتفقد أحوالهم بخلاف حروب سابقة تدخلت خلالها ولو بشكل محدود ..

أطفال ونساء يتضرعون جوعاَ:

الأطفال يتضوع جوعاً في تلك الكهوف وجروف الجبال يتقاسمون المعاناة ويستقبلون قساوة برد الشتاء, وهناك حيث يعيش النازحون بسبب جحيم الحرب والمواجهات من النساء والاطفال وكبار السن ظروفاً إنسانية صعبة إضافة إلى غياب المساعدات، سواءً من قبل الجهات الحكومية أو المنظمات الإنسانية، وتجاهل وسائل الإعلام لقضيتهم الإنسانية العادلة.

نازح لم يعرف عن اسمه قال : مسؤولو رداع  باعوها للمسلحين وباعونا للفاقة والقهر والحرمان، ومع ذلك لم يخجلوا من الاستيلاء على ما يقدم لنا كنازحين، لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى عز وعلا فهو الأقدر وحده على رفع الضر عنا.

 

نزوح ونزوح

نزحوا طلباً للأمان من الحرب الطاحنة حكم عليهم على حين غرة ودون إنذار مسبق، وجدوا أنفسهم أمام خيارين كلاهما موت ، أو الموت جوعاً في المناطق التي نزحوا إليها، هكذا رسمت لهم الحياة ملامح أيامهم بعد أن استولى المسلحون على بلدهم ثمناً لصفقة أبرمها  المجرمون لإذلال أبناء رداع أولاً ولفت أنظار الخارج  لمليشيات مزعومة ثانياً.

لفتة إنسانية

مأساة نازحي رداع البيضاء  همٌ وطني يؤرق كل مواطن شريف في هذا الوطن ولا يمكن أن يكون الدعم المادي حلاً لها، بقدر ما هو إسهام في حفظ الكرامة لهم لحين يتمكنون من العودة إلى ديارهم بعد هزيمة  سطو وانتشار المليشيات  الحوثية المسلحين المأجورين، في مناطقهم ..

ولتلك اللحظة صار من الضروري جداً أن يتكاتف جميع  أبناء الوطن في حشد الدعم المادي والمعنوي لأبناء رداع  في مواطن النزوح ودعم البقية في مواطن الدفاع عن الكرامة على أرض رداع .

هذه المسؤولية تلقي اليوم على عاتق كل الشرفاء وبمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية وانتماءاتهم القبلية بالتوازي مع الجانب الإنساني والخيري فهل ترانا  ننجح!.

صحيفة الامناء

 

 

 

 

 

 

 

 

 



شارك برأيك