
لعل الرسالة التي وجهها عضو مجلس النواب اليمني علي بن مسعد اللهبي تمثل إشارة ورسالة إنذار حقيقية حول حقيقة المعسكرات الجديدة التي يجري إنشاؤها في محافظة تعز عبر قيادات إخوانية بارزة موالية لقطر وتركيا.
الرسالة التي وجهها البرلماني إلى رئيس مجلس النواب كانت صريحة وواضحة، وتؤكد أن هناك معسكرات مشبوهة في تعز خارج نطاق وزارة الدفاع اليمنية والتحالف العربي ويجري تمويلها من قبل النظام القطري والتركي بإشراف القيادي الإخواني المدعو حمد سعيد المخلافي أحد الأذرع الإخوانية في المحافظة.
ودعا البرلماني علي بن مسعد اللهبي، رئيس مجلس النواب، بتوجيه سؤاله عن المعسكرات إلى وزير الدفاع للرد عليه، لا سيما وهذا الإجراء، يعتبر مخالفة صريحة للدستور والقوانين النافذة، وخرقا لسيادة الجمهورية اليمنية.
المعسكرات الإخوانية ليست وليدة اللحظة ولكن خلال الفترة الماضية كثفت الميليشيات الإخوانية من عمليات التحشيد وإنشاء معسكرات إضافية لتنفيذ مخطط إرهابي يهدف إلى السيطرة على باب المندب واجتياح العاصمة عدن وبموازاة التحركات التي تشهدها محافظتا شبوة وأبين الرامية لنسف اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية.
ومنذ العام 2018 رسمت القيادات الإخوانية الموالية لقطر وتركيا خطة مدروسة لإقامة معسكرات رديفه لقوات الجيش الوطنية وشرعت بإنشاء معسكرات مشبوهة وحشد إليها عناصر متطرفة وإرهابية بينها عناصر تنتمي لتنظيمي القاعدة وداعش فرت من محافظات جنوبية مجاورة أبزرها محافظة حضرموت التي كانت إمارة إسلامية للإرهاب قبل تحريرها من قبل قوات النخبة الحضرمية بإسناد القوات الإماراتية العاملة في التحالف العربي بقيادة السعودية.
إيواء فلول القاعدة بشكل رسمي
قالت مصادر عسكرية، إن قيادة محور تعز فعليا قامت بترقيم أفراد من المعسكرات الإخوانية بينها عناصر إرهابية فارة من حضرموت وشبوة وأبين وعدن ضمن قوائم الجيش في تعز لإعطاء شرعية لها بالتواجد وإيواء الإرهابيين.
وأضافت المصادر، إنه تم إلحاق مجموعة كبيرة من الميليشيات الإخوانية في تلك المعسكرات المشبوهة بألوية عسكرية نظامية تابعة لوزارة الدفاع تمهيدًا للسيطرة على تلك المعسكرات وما تحويه من سلاح لإسقاط تعز وإعلانها إمارة إسلامية إلى جانب استخدام تلك الألوية لمخططات إرهابية بعيدا عن قتال الميليشيات الحوثية وتحرير ما تبقى من أراضي تعز .
المعلومات أكدت أن قيادات إخوانية بينهم المدعو حمود المخلافي تقوم بصرف مرتبات هذه المعسكرات الإرهابية بدعم قطري وتركي، وسط ترتيبات موازية مع قيادة محور تعز لإدراج تلك العناصر الإرهابية ضمن قوائم مرتبات وزارة الدفاع.
الولاء لقطر وتركيا
وأوضحت المصادر في تعز أن ولاء تلك الميليشيات الإخوانية ليس لوزارة الدفاع أو قيادة محور تعز بل لقيادات إخوانية المعروفة بصلتها بتنظيم القاعدة وداعش وترفض أي توجيهات رسمية بالتحرك لقتال الحوثيين وهو ما يؤكد ويكشف حقيقة أهداف هذه المعسكرات الإخوانية في تعز.
وأكد خبراء عسكريون في تعز أن جزءا كبيرا من محافظة تعز أصبح خارج إطار الحكومة المعترف بها دوليا بالمطلق بعد سيطرة ميليشيات الإخوان وفرض سيطرتهم على معظم المناطق المحررة.
وأشارت المصادر أن القيادات العسكرية بتعز باتت تنفذ قرارات قطر، بل تحول مقر حزب الإصلاح (الذراع السياسي لتنظيم الإخوان الإرهابي) في تعز إلى سفارة مصغرة لنظام الحمدين.
وأضافت: "إثر ملشنة الإخوان للجيش وبناء مليشيات فرخت من رحمها مليشيا أكثر خطورة وإرهابا، وهي مليشيا بقيادة حمود سعيد المخلافي، وتكن ولاءً مطلقا لقطر وتتلقى كامل الدعم السخي من غذاء وتسليح ورواتب وإمكانيات من الدوحة."
وأوضحت أن "تلك المليشيات أنشأت 3 معسكرات كبيرة خارج الشرعية تماما، وتستعد لتشكيل آخر خارج سيطرة الدولة، وتنتشر بشكل مدروس تماما لتشديد الخناق على الحجرية عقب الاستيلاء على اللواء 35 مدرع، وتحضر للهجوم على الجنوب وباب المندب."
ولفت الخبير اليمني عادل البرطي إلى أن المعلومات حول تجهيزات هذه المعسكرات تظهر أنها تتدرب على كافة أنواع الأسلحة وتكتيكات "حرب الشوارع" و"الكمائن" واستخدام "العبوات والأحزمة الناسفة"، ويتم غسل أدمغتهم بخطاب تحريضي وتكفيري يستهدف تحالف دعم الشرعية.
وأكد البرطي أنه حصل على شهادات من مواطنين باتوا في حالة رعب شديد إثر سماع خطب دينية تحريضية، الكثير منها للداعية الإخواني المتطرف عبدالمجيد الزنداني، والذي فر مؤخرا للإقامة في تركيا، مما يثير تساؤلات عن الأهداف القطرية وأذرعها وعلى رأسهم حمود سعيد المخلافي، ما يهدد بتصدير وجه آخر يماثل القاعدة وداعش.
المعسكرات الإخوانية تهديد للمنطقة والعالم
من جانبه اعتبر المتحدث باسم الجيش والأمن الجنوبي، النقيب محمد النقيب، أن الخطر الذي تمثله المعسكرات الإخوانية في اليمن والتي تملوها قطر، لا يقتصر على الجنوب فحسب بل يشمل المنطقة والعالم.
وقال النقيب، في تعليق نشره عبر حسابه على فيسبوك: "تمثل المعسكرات الإخوانية القطرية في تعز أحد أوجه المساعي القطرية التركية لإفشال اتفاق الرياض ومحاولة خلق واقع عسكري جديد في المناطق المحررة". مضيفا: "أن هذه المعسكرات لا تقتصر تهديدات خطرها على الجنوب بل وعلى المنطقة والعالم، وذلك لكون هذه المعسكرات مراكز تجميع للعناصر المتطرفة من داخل اليمن وخارجه".
من جانبه أشار عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية إلى حقيقة الهدف الخفي الذي تتستر عليه تلك الميليشيات خلف شعار قتال الحوثيين والحرب على الإرهاب .
وأوضح ابن عطية قائلا: "ترك الحوثي شرق مدينة تعز والحوبان وإنشاء إخوان اليمن لمعسكرات أطراف جبال الحجرية جنوب غرب تعز مطلة على باب المندب بتمويل من قطر وتركيا يعزز إثبات توافق حوثي إخواني وهذه المعسكرات التي تؤوي الإرهابيين تهدد خط الملاحة الدولية".