آخر تحديث :الاحد 14 يوليو 2024 - الساعة:13:01:52
صحف عربية: عودة مصر بعد "الحرب" بين إسرائيل وإيران في غزة
(الامناء/وكالات:)

انتهت آخر جولة من العنف بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، مخلفة مئات الضحايا، ليبدأ جرد المكاسب والخسائر، فلسطينياً، وإقليمياً أيضاً، خاصةً في ظل الدور المصري الحاسم، الذي أعاد للقاهرة ثقلها ومحوريتها في كل قضايا الشرق الأوسط.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، كانت الصواريخ من غزة رسالة إيرانية إلى إسرائيل، عبر حماس، في حين أشادت فتح بصواريخ حركة حماس، لاستباق تبدل الأوضاع لصالح حماس، بعد سعي الجميع لركوب الموجة.

عودة مصر
نقل موقع "الحرة" أن كبير الباحثين في معهد واشنطن والمستشار السابق لدى وزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد بولوك، أن الإدارة الأمريكية الجديدة أعادت الاعتبار للوساطة المصرية، بعد الخطأ الذي اقترفته إدارة باراك أوباما، في حرب 2014.
ويرى بولوك، أن تدخل مصر الفعال كان "مفاجأة للجميع" مضيفاً "الآن نرى عودة مصر إلى هذا المشهد بشكل جوهري وأساسي".
وقال مدير تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية أشرف العشري، للحرة، إن "الإشادة الأمريكية والاتصالات بين القاهرة ومستشار الأمن القومي، وفريقه في البيت الأبيض لعبت دوراً كبيراً في وضع مجموعة من القواسم المشتركة الخاصة بتهدئة الوضع والتفاهم بين القاهرة وواشنطن في الأيام المقبلة على أساس أن يكون هناك بالفعل تزايد في الاتصالات والقنوات الخلفية لمعالجة الكثير من قضايا الشرق الأوسط".

ركوب الموجة
وفي سياق آخر قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن تصريحات أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب المشيدة بصواريخ حركة حماس فاجأت المتابعين للشأن السياسي الفلسطيني، باعتبار أن حركته فتح تعارض المقاومة العنيفة، وهو ما اعتبر محاولة لتحقيق مكاسب شخصية، ولاستباق تبدل الأوضاع لصالح حماس، ومحاولة لركوب الموجة.
وترى مصادر سياسية فلسطينية حسب الصحيفة، أن الرجوب، باسترضائه حماس، يجدد محاولة إقناعها بالائتلاف مع فتح، خوفاً من خسارة تأييد الرأي العام الفلسطيني. 
ومن جهتة، يقول مدير مركز تقدم للدراسات في لندن، محمد مشارقة، في تصريح لـ"العرب": "لا يمكن فهم تصريحات الرجوب إلا في إطار الدعاية لشخصه في سياق الصراع الجاري على وراثة قيادة الحركة، فإشادته بصواريخ حماس، وفكرة المقاومة المسلحة تتعارضان مع موقف حركة فتح والسلطة الفلسطينية، ورئيسها محمود عباس الذي ما انفك يردد أنه ضد كل أنواع المقاومة العنيفة بما فيها استخدام سكاكين المطابخ".

إيران تضرب إسرائيل بدماء الفلسطينيين 
من جهته، يقول عبدالرحمن الطريري في صحيفة "عكاظ" السعودية، إن "الحرب التي وضعت أوزارها وصواريخها، لم تكن حرباً طويلة فالظروف العالمية لا تسمح بذلك، ولا تسمح بتعكير صفو المفاوضات الأمريكية الإيرانية في فيينا، وإن كانت الحرب في إحدى صورها جزءاً من المفاوضات".
وأضاف، أن "حماس عبرت عن المصلحة الإيرانية في الحرب بشكل فج، فخرج إسماعيل هنية لشكر إيران على تقديمها السلاح للمقاومة، رغم إدراكه أن هذا التصريح يقضم ما تبقى من رصيد حماس في المنطقة"، مشيراً إلى أن "طهران اليوم لا تريد أي عربي أن يربط اسمه بها".
وأردف الكاتب أن "حماس أيضاً حققت مصلحة إسرائيلية، عبر ترسيخ الانقسام الفلسطيني جغرافياً وسياسياً، وتكريس فكرة غياب وحدة كلمة فلسطينية تؤدي إلى جدية في البحث عن السلام، وبالتالي يعفي إسرائيل من سلام ليس من مصلحتها الهرولة نحوه، وكل فرصة سلام تأتي بحقوق أقل للفلسطينيين عبر الزمن".
وقال الكاتب: "أرادت إيران من حماس أن تكون صاحبة الرد على ضرب إسرائيل لموقع نطنز النووي، وليكن الثمن دماء الفلسطينيين ومنازلهم، الأهم أن تصل الرسالة لتل أبيب بأن الخط الأمامي لإيران، في غزة، وجنوب لبنان".
ويختم مقاله قائلاً: "يبقى السؤال هل انتصرت حماس، وفي الحسابات العسكرية تُقيم الإجابة بعدد الخسائر البشرية وفي البنى التحتية، وتقيم الانتصارات بالمكتسبات السياسية".

خُبث إخواني
وفي موقع "ميدل إيست أونلاين"، قال فاروق يوسف: "في ثنايا الشكر الذي توجه به رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية إلى إيران وإلى علي خامنئي شخصياً قدر كبير من الخبث الاخواني".
وأضاف "نعرف أن حماس قاتلت بصواريخ إيرانية، وهو ما يعني أن إيران ساهمت في صنع الحرب غير أنها لم تكن قادرة بالقوة نفسها على فرض السلام فليس من المؤكد أن صواريخها أجبرت إسرائيل على أن توقف عدوانها"، مضيفاً "فعلت إيران ما هو متوقع منها. لقد هددت غير مرة بالرد على ما اعتبرته ضربات إسرائيلية لمنشآتها النووية ولو لم تكن هناك حركة حماس وتوقيتاتها المرتبطة بالأحداث التعسفية التي شهدتها القدس لما لجأت إيران إلى الرد بشكل مباشر ولأجلت كل شيء مثلما كانت تفعل دائما. في هذه الحالة كان على علي خامنئي أن يشكر هنية لا العكس".

ويُضيف الكاتب "لم يشكر هنية خامنئي لأنه ساعده في الحرب التي يعرف أنها دمرت ما تبقى من البنية التحتية لغزة بل شكره لأنه وضع حركة حماس في دائرة ما يسمى بـ"المقاومة" التي تضم حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن. لقد احتاط هنية كثيراً من أجل أن لا يكون جزءا من المقاومة الفلسطينية. تلك شبهة لم يرد أن تلحق به وبحركته. ما يُقصد به بالمقاومة بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين هو ليس المفهوم نفسه الذي اعتمده الفلسطينيون منذ انطلاق حركة مقاومتهم نهاية ستينات القرن الماضي" مشدداً في الأخير على أن "تلك فكرة تجاوزها هنية وأفراد طاقمه المسافر من خلال الوعد الالهي. لقد ذهب الشهداء إلى الجنة. ولكن من أجل ماذا؟ لم يلجأ هنية هذه المرة إلى الكذب حين وجه شكره إلى الولي الفقيه. لقد مات الفلسطينيون في غزة من أجل أن تثأر إيران من إسرائيل".



شارك برأيك