آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:11:00:35
صحف عربية : الفلسطينيون يدفعون ثمن طموحات نتانياهو وحماس...وإيران
(الامناء/وكالات:)

رغم تواصل العنف والقتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ أسبوعين، اكتفت روسيا بتصريحات مقتضبة للرئيس فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، تحث على التهدئة وتجنب استهداف المدنيين، على عكس ما جرت عليه العادة في مثل هذه المواقف المشتعلة في الشرق الأوسط.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، كشفت الأزمة الأخيرة، عمق التجاذبات والاستقطاب في المنطقة العربية، وفي إسرائيل أيضاً.
حياد وغاز 
أشارت صحيفة "العرب"اللندنية، إلى اكتفاء روسيا بتصريحات مقتضبة للرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف عن التهدئة وتجنب استهداف المدنيين في القصف المتبادل بين إسرائيل وحماس، ما أظهر موسكو على عكس العادة، في موقف المحايد.
وأضافت الصحيفة، أن مراقبين يعتقدون أن "الوجود الروسي في سوريا غيّر تعاطي روسيا مع القضايا العربية، خاصة مع القضية الفلسطينية، وأنها صارت تقرأ حسابا بشكل خاص لجوارها مع إسرائيل وتربط مواقفها بالمصالح المتبادلة معها" لافتين إلى أن "موسكو باتت أكثر تناغما مع رؤية تل أبيب لما يجري في المنطقة من ذلك سكوتها التام على الاستهداف الإسرائيلي لسوريا، ولإيران، ولحزب الله".
ويشير مراقبون إلى أن روسيا "صارت جاراً لإسرائيل ومصالحها الاقتصادية والأمنية ستحتاج إلى تنسيق متين مع الإسرائيليين" وباتت "مشغلا للغاز السوري في المتوسط، والتفاهم مع إسرائيل سيجنبها عراقيل النزاعات على الملك البحري، كما يسهل لها الانضمام إلى نادي منتجي الغاز في المتوسط حتى وإن لم تكن عضوا معلنا في منتدى شرق المتوسط".
100 عام 
في صحيفة "القبس" الكويتية، يقول أحمد الصراف "تشكل القضية الفلسطينية، ومنذ 101 عاماً، مثالا على مدى هوان حالنا وتخبط قراراتنا واستمرار تخلفنا وتراجعنا في كان مجال، لأننا، باختصار شديد، اخترنا الغيبيات على العلم الحديث، والانغماس في الخلافات والحروب العبثية الخاسرة على حساب التسويات، وتفضيل مبدأ "كل شيء أو لا شيء"، على حساب مبدأ "خذ وطالب".
وأضاف "كما كان لفساد العديد من القيادات الفلسطينية دور في تخلف الكثيرين عن الوقوف معها، وما حياة الرفاهية التي تعيشها الغالب من سابق قياداتهم في الخارج، وأرامل من مات منهم، إلا دليل على ذلك الفساد. فقد شفط الآباء ما استطاعوا شفطه، وساعدهم في ذلك غياب الأجهزة الرقابية ضمن القيادات التي نصبت نفسها قيمة على الشعب الفلسطيني، ولم تأت عن طريق الإرادة الشعبية. فتجارب الفلسطينيين مع الديموقراطية خلال مئة عام كانت نادرة جداً، وكانت الأولى ربما عام 1996، ولم ينتج عنها شيء على أرض الواقع. ثم جاءت انتخابات 2006، بعد إعلان القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، التي حققت فيها حماس نجاحاً كبيراً، فلم يعجب ذلك بقية الفصائل وكان ذلك، كما أراد إخوان حماس، آخر عهد غزة، والفلسطينيين بالانتخابات".
واعتبر الصراف، أن الحرب الأخيرة على غزة، ستكون مدخلاً جديداً للفساد المستمر الذي يطغى على المسألة الفلسطينية، قائلاً "تنادت أطراف في الكويت ومن خارجها لجمع التبرعات لإغاثة أهالي غزة عن طريق جمعيات خيرية معينة. إن حدث ذلك فسيكون فساداً آخر، كما حصل في حالات سابقة" محذراً من استغلال هذا المدخل من جديد لتحقيق مآرب سياسية ضيقة، بوقف التبرع على "الهلال الأحمر الكويتي" الجمعية "الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها في مثل هذه الأحوال".
حسابات حماس ونتانياهو وإيران
من جانبه، قال سمير عطا الله في صحيفة "الشرق الأوسط"، إن تصريحات  المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة  تدل على عمق الاختلاف بين رام الله وغزة على وسائل وسبل المواجهة.
وأضاف "القضية التي توحد العالم، تقسم الفلسطينيين. ومرة أخرى تتحول القضية من مواجهة مع إسرائيل إلى تجاذبات بين العرب، مضافاً إليهم في المرحلة الأخيرة، إيران. إسرائيل أيضاً في حالة انقسام شديد. نتانياهو يستخدم قصف غزة للنجاة بجلده السياسي، أو حتى البقاء في الحكم، لكن النتيجة واحدة، وهي أن غزة والفلسطينيين وفلسطين، هم من يدفعون الثمن، أولاً وأخيراً".
وتابع "لا أحد يعرف متى وكيف سينتهي العدوان وتتوقف تسوية غزة بالأرض، لكن الأكيد أن الفريق الأضعف في الصراع هو ما يعرف بالمجتمع الدولي، وأداء مجلس الأمن. وسوف يظل كذلك ما دام يعمل بموجب نظام استعماري صبياني سخيف هو الفيتو، سواء هدد به الأمريكيون أم الروس".
وتابع الكاتب "نتانياهو يريد بقائيته السياسية مهما كان الثمن. وحماس تريد أن تقول إن القوة العسكرية عندها لا في رام الله. وإيران تريد أن تقول إن العرب اختاروا السلام، بينما هي لا تزال في معركة المفاوضات مع أمريكا للخروج من مأزق العقوبات، لكن مهما كانت الرغبات والآثار الجانبية، يظل الشعب الفلسطيني هو المسألة. ولا حلول من دونه ومن دون إرادته. والقضية ليست صفقة، بل قضية وبشر وحقوق لا منة فيها".
إسرائيليون في الملاجئ
وفي صحيفة الوطن البحرينية تساءل فريد أحمد حسن، رداً على اعتماد حماس على قصف المدن الإسرائيلية "ترى ما الذي يكسبه الفلسطينيون وهم يرون الإسرائيليين يلجؤون إلى الملاجئ؟ أوليس من الطبيعي أن يعمل كل من يسمع صفارات الإنذار على حماية نفسه؟ وما الذي كسبته القضية الفلسطينية بعد ما شاهد العالم لجوء الإسرائيليين إلى الملاجىء فور انطلاق صفارات الإنذار؟ في السياق نفسه، ما الذي يستفيده الفلسطينيون من تصريحات مثالها نحي بكل اعتزاز المرابطين في القدس وفي كل مواقع الصمود، ولن تنكسر إرادة شعبنا في فلسطين، ونقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، وغيرها من تصريحات لا تشبع ولا تغني من جوع؟".
وشدد الكاتب على أنها ليست "دعوة للخنوع والتنازل عن الحق والاستسلام ولكن إلى إعمال العقل والفكر والاستفادة من مختلف التطورات في هذه المرحلة لتحقيق المكاسب لشعب خلق كغيره ليعيش لا ليموت من أجل أن يقول عنه من أيديهم في الماء البارد مثل ذاك الذي صاروا يرددونه بوفرة على مدار الساعة".
 







شارك برأيك