آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:11:00:35
صحف عربية: الحرب في غزة.. مفاوضات بالنار
(الامناء/وكالات:)

يتواصل التصعيد في الأراضي الفلسطينية والذي يتخلله عمليات قصف متبادلة، لليوم السابع على التوالي، فيما لا تجد جهود الوسطاء حتى اللحظة طريقاً لإنهاء التوتر والتوصل إلى تهدئة توقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الأحد، الضوء على تداعيات هذا التصعيد الميداني الواسع، وجهود الوسطاء الذين يعملون من أجل احتوائه والعمل على خلق فرص لإعادة الهدوء.

حزب الله جديد
وأشار تقرير لصحيفة "العرب" حول المباحثات للتوصل لإطلاق النار، إلى أنه كانت المراسلات بين وفد المخابرات المصرية في إسرائيل والقاهرة واضحة، بأن الإسرائيليين ليسوا بصدد الموافقة على وقف لإطلاق النار كما حدث في مواجهات سابقة وأن هناك إجماعاً في إسرائيل على عدم السماح بتواجد حزب الله جديد في غزة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع أن "إسرائيل تحفظت على مختلف الوساطات بما في ذلك الوساطة المصرية والأمريكية، وأنها طالبت من مسؤولين عرب بالضغط على حماس وإجبارها على وقف إطلاق الصواريخ قبل أيّ حديث عن تهدئة".
وأشارت إلى أن مستوى الوساطة الأمريكية يشير إلى عدم اهتمام إدارة جو بايدن بالتدخل في هذه المرحلة، والسعي لوقف إطلاق النار، إذ أرسلت مسؤولا في الخارجية بدرجة متوسطة هو هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الفلسطينية سمير غطاس، أن الضربات القوية على غزة تستهدف ردع حماس، كما تمكنت من قبل في ردع حزب الله في لبنان عام 2006، وأن ما يجري على الأرض الآن "حرب إسرائيلية – إيرانية بأدوات فلسطينية".

تمدد المواجهة
وفي مقالة لها بصحيفة "النهار" اللبنانية، قالت الكاتبة راغدة درغام، إن "ما سيقلب الموازين أو يعرّي الضعف البنيوي هو قرار الاجتياح الإسرائيلي البرّي لغزّة، مثل هذا القرار سيورّط إسرائيل في جبهات حرب متوازية، في غزة، وفي الداخل الإسرائيلي، وفي لبنان، وربما أيضاً في صواريخ إيرانية موجّهة مباشرة من إيران للمرة الأولى في العلاقة الإيرانية – الإسرائيلية".
وأضافت أن "القيادة الإسرائيلية قد ترى أن لا خيار آخر أمامها سوى انتهاز الفرصة لتدمير البنية التحتية العسكرية والقيادية وحتى المدنيّة في غزة دماراً كاملاً، للقضاء على حماس، ولاحتواء الداخل، ولاستعادة الوقار بالرغم من خطورة فتح الجبهات عليها".
وتابعت "ترى حماس وإيران أن الاجتياح البرّي الإسرائيلي لغزة هو الفرصة الفريدة المواتية لتدمير إسرائيل عبر صواريخ تطويقية من الأراضي الإيرانية واللبنانية والسورية وعبر التفعيل العسكري للغضب الفلسطيني داخل إسرائيل والذي ينتفض مسلّحاً للمرة الأولى".
وتابعت أنها "حرب إيرانية - إسرائيلية ما زالت تتفاعل بالنيابة لكن توسّعها الى مواجهة صاروخية مباشرة بات مطروحاً على الطاولة في غُرف العمليات، الأيادي الأمريكية والروسية والأوروبية والعربية مقيّدة بعدما رفضت إسرائيل مساعي مصر لاحتواء التطورات، وإدارة بايدن ضائعة ومتوترة ترتجف خوفاً ليس على الحدث الفلسطيني - الإسرائيلي وإنما على مصير المفاوضات النووية".
وأشارت إسرائيل إلى أن صواريخ حماس وتصعيد عملياتها في الداخل الإسرائيلي بما يوفّر الذريعة لإجراءات إسرائيلية مصيرية ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل لتقوم بالطرد الجماعي لهم، ما يساعد جذرياً في حل المشكلة الديموغرافية.

دعوة للحوار
وتحت عنوان "نعم للحوار.. لا للعنف" قالت صحيفة "الاتحاد" في افتتاحيتها: "فلسطينياً، وإسرائيلياً، يستحق الشعبان العيش بكرامة تحت سقف الأمن والأمان، الذي لا يحققه سوى سلام مستدام، يتم الاتفاق عليه من خلال الحوار أولاً وأخيراً، وليس العنف الذي لا يجر سوى الموت والدمار".
وأضافت "على مدى 6 أيام من تصعيد الصواريخ والغارات بين قطاع غزة وإسرائيل، والصدامات والمواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلة وأراضي 48، لم تشهد أرض الواقع أي تغيير سوى تراكم الصور البشعة من الدماء والخراب".
وتابعت أن "الإمارات وانطلاقاً من تأكيدها الدائم على نبذ العنف والكراهية، تضم صوتها إلى دعوات الوقف الفوري للأعمال العدائية، وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي، وعلى استعداد تام لدعم جميع الجهود التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية".
وأشارت إلى أنه لا بد من توقف جميع الأعمال والممارسات الاستفزازية والانتقامية، فلا يمكن حل الصراعات إلا عن طريق نشر السلام، والأحداث الأليمة الحالية إنما تؤكد ضرورة البدء في الحوار والمصالحة، ولذلك تراهن الإمارات على "اتفاقيات إبراهيم" سعياً للسلام والازدهار للأجيال الحالية والمقبلة.

أهداف نتانياهو
من جانبه، قال الكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط" إياد أبو شقرا، "لقد حرفت خلال اليومين الأخيرين حرب القصف والصواريخ الأنظار عن شرارة البداية، التي هي جريمة الاستيلاء على حي الشيخ جرّاح وتهويده".
وأضاف "هنا نقطة البداية في الأحداث الجارية حالياً، وكما كانت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000 زيارة آرييل شارون الاستفزازية للحرم القدسي، وهو يدرك سلفاً ما ستؤول إليه، اختار نتانياهو تسريع عملية تهجير سكان حي الشيخ جرّاح وهو يدرك سلفاً رد الفعل عليها".

وتابع "نعم، نتانياهو المأزوم حكومياً كان يريد الصدام، وما يجعل الصدام أكثر جاذبية بُعده الإقليمي الواعد، فالإدارة الديمقراطية الجديدة السائرة بطاقم موروث من إدارة باراك أوباما متحمّسة للتطبيع مع إيران ومن ثم، من مصلحة نتانياهو، وكذلك المؤسسة العسكرية أن يكون لإسرائيل كلمة في سقف التفاهمات الأمريكية - الإيرانية على مستوى المنطقة".
وقال: "الإيرانيون، أيضاً، يعرفون دور ميليشياتهم في منطقة الشرق الأوسط ويسلحونها ويحرّكونها كي تخدم أغراضهم، وكذلك يفهمون ميزان القوى، ويعون جيداً وجود سقف للتفاهمات وتفاصيل لصفقة التعايش والتقاسم المطلوبة مع إسرائيل، ولهذا، تحاشى حزب الله لتاريخه التورّط عبر حدود لبنان".







شارك برأيك