آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:05:36:39
هل ستنتهي الحرب ام ستفتح على حروب أُخرى متناسلة؟
(الامناء/كتب:خالد سلمان )


مايجري في اليمن هو عملية خلط اوراق، بين الحوارات السياسية ، والتصعيد العسكري على الأرض، بين ترحيب مجلس الأمن بإستعداد السعودية، إنهاء دورها المسلح في صراع اليمن ، وبين إدانة الحوثي لبيان مجلس الأمن ،وإعتباره شريكاً في ما درج على تسميته بالعدوان، بين الحوار الإيراني السعودي المباشر، بمعرفة واشنطن ولندن، وإطلاق المزيد من المسيّرات على الداخل السعودي. 
هذا الخلط ليس صدفياً ، انه مدروس بعناية على الأقل من قبل طرف الحوثي وإيران،لحشر الرياض في اضيق زاوية، وإجبارها على تقديم المزيد من التنازلات على صعيد اكثر من ملف، ولا سيما طبخة الحل السياسي وتقاسم الحصص. 
إيران والحوثي يدركان ان السعودية قد اتخذت قرار الإنسحاب ، من مسرح الحرب في اليمن، وان المشاورات ليس في موضوع الإجابة عن سؤال الإنسحاب ، بل عن شكل الضمانات السياسية والترتيبات الأمنية ، والتوافق على آليات إستقرار مستدام. 
تدرك السعودية ان البقاء في قلب برميل البارود مستحيلاً ، والإنسحاب الأحادي هو الآخر يعني فوضى، ترمي بتبعاتها المدمرة على الداخل السعودي، وبالتالي مجموع المشاورات بالسياسة وضرب النار، هدفها إنضاج تفاهمات وحصد اكثر النقاط ، في لحظة ما قبل الإنسحاب. 
من هنا تأتي عملية خلط مخططة بين تصعيد في مأرب ، وإنفراج حذر  بين الطرفين الإقليميين الرياض وطهران، بين تحريك ملف التسوية قليلاً إلى الأمام ، وضرب العمق السعودي من قبل الحوثي. 
كل هذا لا بد ان يطرح تسوية ما بتنازلات سعودية مؤلمة. 
لا احد يستطيع ان يجزم ان السعودية، بتدمير الجيش والسلاح والبنية التحتية قد انتصرت، طالما لم تكسر بالسياسة والإحتواء ،ارادة الحرب لدى الحوثي، فكل شيء قابل لإعادة البناء ،وكل الأبواب مشرعة لخوض حرب ثانية.



شارك برأيك