آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:13:52:01
"رشاد" الإخوانية حصان طروادة تركي لضرب الجزائر
(الامناء/وكالات:)

تلوح في أفق العلاقات بين الجزائر وتركيا، أزمة حقيقية منتظرة، بعد كشف سعي الأخيرة احتضان حركة إرهابية التي تسعى لركوب موجة الحراك الشعبي في البلاد منذ عامين، وتوجيه بوصلته لصالحها.

علاقات على المحك
وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم الخميس في تقرير، إن العلاقات بين الجزائر وتركيا أصبحت على المحك، بعد كشف لقاءات بين ممثلين عن تركيا وتنظيم "حركة رشاد" في اسطنبول للنظر في دعم وتمويل واحتضان تركيا، للحركة وقياداتها في الخارج.
وحسب الصحيفة، يبدو أن تركيا قررت إضافة الجزائر إلى قائمة أهدافها في شمال إفريقيا "عبر تحريك الخلايا النائمة لهذا التنظيم".
ركوب موجة الحراك
وتنظيم الرشاد غير مرخص في الجزائر، وسعى منذ أشهر لركوب موجة الحراك، حسب تقارير عدة، أكدت أن الحركة الإرهابية عمدت لتأجيج الاحتجاجات التي عادت إلى نشاطها في مطلع العام بشعارات "أكثر تطرفا" سعياً للسيطرة على الشارع الجزائري.
وقال أستاذ العلوم السياسية الجزائري، يونسي خير الدين في تصريح لموقع "الحرة" يوم السبت الماضي، أن البعض أصبح يردد شعارات تصف جهاز المخابرات الجزائري بـ"الإرهاب" ، وهو ما يوحي بأن "بعض التيارات تريد ركوب موجة الحراك لتصفية حسابات مع السلطة".
ويؤكد خير الدين، إن بعض الأحزاب السياسية حاولت "بالفعل ركوب موجة الحراك منذ بدايته، لكن الشباب المتظاهر تفطن لتلك المحاولات وأفشلها". وأضاف أن "هناك بعض التيارات التي لا تزال تحاول وهي التي تقف وراء هذه الشعارات المتطرفة".
مذكرات توقيف
وبعد رصد التحركات المشبوهة، حرصت الدولة الجزائرية على ملاحقة العديد من الشخصيات المحسوبة على تنظيم رشاد، وفي نهاية مارس (آذار) الماضي أصدرت محكمة في الجزائر العاصمة مذكرات توقيف دولية ضد 4 متهمين بالانتماء للجماعة الإرهابية، على رأسهم، محمد العربي زيتوت، أحد قياديي حركة رشاد، والمُدوّن أمير بوخرس الشهير باسم "أمير دي زد"، الذي يسبب إزعاجاً كبيراً للحكومة، وضابط جهاز المخابرات السابق الصحافي المعروف هشام عبود، وشخص رابع يُدعى محمد عبد الله.
وبعد زيتوت من أبرز مؤسسي رشاد في 2007، بعد أن عمل طويلاً السلك الدبلوماسي والاستخبارات الجزائرية، في ليبيا مثلاً حتى 1991، قبل الانشقاق والتحول إلى لندن في 1995.
وبحسب السلطات الجزائرية تضم "رشاد" تضم ناشطين سابقين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الإرهابية، التي حُلت في مارس (آذار) 1992، بعد تورطها في العنف والإرهاب الذي أطبق على الجزائر، على امتداد ما يعرف بالعشرية السوداء، التي تواصلت في الجزائر على امتداد عقد من الزمن خلف آلاف القتلى والجرحى، وفرخ تشكيلات إرهابية، حملت السلاح في وجه الدولة، والمعارضين السياسيين من مختلف الأطياف.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الاستخبارات الفرنسية في تقرير فجر قنبلة حقيقية، أن الأتراك حرصوا على الاتصال بالحركة الجزائرية، ومعارضين إسلاميين من دول عربية أخرى يُديرون وسائل إعلام تبثّ من تركيا، ومنهم الإخواني الليبي علي الصلابي رئيس قناة "أحرار" الليبية، والمصري أيمن نور رئيس قناة "الشرق" المصرية الإخوانية.
منصة إعلامية
واعتبر خبراء في الإسلام السياسي من مركز "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، في باريس، أن الهدف من الزيارات السرية والاتصالات بين إسلاميي رشاد الجزائرية إلى تركيا، هو جمع الأموال لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة في لندن أو إسطنبول، لتعزيز خطاب الحركة الإخوانية بما يعمل على استقطاب الشارع الجزائري بلغة وأسلوب فاعلين.
رمز العشرية السوداء
ويعتبر مراد دهينة، القيادي الثاني في رشاد، من أبرز قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، بعد توقيف المسار الانتخابي، واندلاع العنف.
ورغم هروبه إلى سويسرا، فإن ذلك لم يمنع وزير الداخلية الفرنسي الراحل شارل باسكوا من اتهامه بالاسم بالتورط في تهريب الأسلحة إلى الجزائر، في 1993، انطلاقاً من سويسرا، والسودان الذي كان يقيم فيه أيضاً في عهد حكومة الرئيس المعزول عمر البشير.
وفي 2003 رفع القضاء الجزائري مذكرة توقيف عالمية ضده للأنتربول، بعد اتهامه بالتورط في دعم  الجماعة الإسلامية المسلحة، التي ارتكبت عشرات العمليات الإرهابية والمجازر في الجزائر وفرنسا أيضاً، ليحكم عليه لاحقاً غيابياً بالسجن 20 عاماً.
وفي 2004 وبعد إطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني وعلي بلحاج، قرر الانسلاخ عن قيادة مكتب الجبهة في الخارج، ورفض المصالحة الوطنية في الجزائر، ليدعو في 2006 صراحة، إلى "العمل المسلح المشروع" ضد الدولة.



شارك برأيك