آخر تحديث :الاحد 14 يوليو 2024 - الساعة:19:30:25
صحف عربية: لبنان يقترب من الحريق
(الامناء/وكالات:)

تفاقمت الأزمة في لبنان لتضع البلاد على حافة الانهيار، بعد تدهور جديد للعملة التي أصبحت تعادل 13 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، في المقابل تحافظ الأطراف السياسية على مواقفها، وترفض تبني الحلول التي يمكنها انتشالها اللبنانيين من وضعهم، في حين يواصل حزب الله اللعب بالنار، بعد أن أشعل فتيل الخلاف بين السياسيين ومواطنيهم.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، رفع المجتمع الدولي الغطاء عن القوى السياسية جميعها، معتبراً أنها غير مؤهلة لقيادة البلد، وسبباً أساسياً في الأزمة. 
مخاوف من الحريق
بعد التدهورغير المسبوق للعملة اللبنانية أمام الدولار، قالت صحيفة الجمهورية اللبنانية، إن "حال اللبنانيين في هذه المرحلة، كمَن يعيش على فوّهة بركان يوشك ان ينفجر في اي لحظة ويلفظ حممه في الارجاء لتأكل الأخضر واليابس مما تبقى من هذا البلد.
كل شيء في البلد صار آيلاً للسقوط والاندثار، حتى الهواء صار المواطن اللبناني قلقاً من بلوغه لحظة العجز عن التنفس، فيما الطاقم الحاكم مصاب بسكتة دماغية أفقدته الحياء، وأنسته لغة العقل وأعمَت بصره وبصيرته عما اصاب البلد وأهله، لا يهمه سوى مصلحته ورفعها فوق كل اعتبار".
وأَضافت الجمهورية "توازى هذه الأجواء مع التوصيف المأساوي الذي قدمه سفير دولة اوروبية كبرى امام مرجعيات روحية زارها في الايام الاخيرة، حيث عبر عن تخوف كبير على لبنان وطناً ودولة ونظاماً سياسياً" .
واعتبرت الصحيفة أن التطورات الخطيرة السريعة في لبنان، حسب بعض المصادر، تدفع بيروت في طريق محفوف بالخطر، بعد أن بلغت "المخاطر الأمنية سقفها الأعلى وثمة معطيات تؤكد أن الأمور قد تفلت في أي لحظة مع توفر معطيات عن نيات جدية لإحداث فوضى ومشاكل أمنية، وبعض القيادات تلقّت نصائح باتخاذ أقصى جانب الحيطة والحذر في هذه الفترة، إضافة إلى التدحرج الرهيب في سعر الدولار الذي بات ينذر بإشعال البلد".
توقف الأسواق التجارية
بعد أن سجل سعر صرف الدولار في لبنان قفزة جديدة في السوق السوداء، وتخطي سعر الدولار الـ13 ألف ليرة، علماً أن سعره الرسمي 1515 ليرة، انعكس هذا التطور فوراً على اللبنانيين الذين فوجئوا بعد أن أقفلت معظم المحال أبوابها في مختلف المناطق رافضة بيع السلع، حسب صحيفة "الشرق الأوسط".
وأقفلت المحال التجارية في صيدا، جنوب لبنان أبوابها، بعدما لامس سعر صرف الدولار عتبة الـ13 ألف ليرة لبنانية، ووضع التجار ملصقات صغيرة على أبواب محالهم الخارجية كتبت عليها عبارة "مقفل لعدم رغبتنا برفع الأسعار".
وفي بعلبك أيضاً، شهدت أسواق المدينة حركة سير خفيفة، وتراجعاً في الحركة التجارية، فيما فضل بعض أصحاب المحلات الإقفال تجنباً للمزيد من الخسائر الناجمة عن ارتفاع سعر صرف الدولار دون ضوابط، مشيرة كذلك إلى أن عدداً من المحتجين نفذوا مسيرة جابت الأسواق الداخلية لمدينة طرابلس، في الشمال، حيث طلبوا من أصحاب المحال التجارية إقفال محالهم، وإعلان الإضراب احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء الفاحش.
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف في بيان أن "إعلان بعض المؤسسات التجارية في سوق صيدا التجارية الإقفال المؤقت إلى حين استقرار سعر الصرف هو نتيجة طبيعية لما وصلنا إليه من تفلت بسعر الدولار".
موسكو تحذر حزب الله
نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مصادر دبلوماسية غربية، أن روسيا أبلغت وفد حزب الله اللبناني الذي بدأ أمس الإثنين زيارة إلى موسكو رسالة إسرائيلية مفادها أنها "غير مستعدة لتحمل أي تصعيد من الحزب انطلاقاً من جنوب لبنان".
وقالت المصادر ذاتها، إن زيارة وفد حزب الله إلى موسكو، تأتي بعد أن طلبت إسرائيل من موسكو توجيه رسالة إلى حزب الله الذي عزز مواقعه العسكريّة في جنوب لبنان في الأسابيع الماضية رغم انتشار قوة دولية للأمم المتحدة فيه.
وتأكدت رسالة التحذير الإسرائيلية إلى حزب الله بعد كلام وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس الذي قال: "نحن مستعدون لكل السيناريوهات على الجبهة الشمالية وننصح للبنان بعدم اختبارنا".
وبحسب الصحيفة، فإن المصادر الدبلوماسية الغربية فسرت كلام غانتس بأن إسرائيل لم تعد تميز بين حزب الله ولبنان وأنها لن تسمح بتكرار السيناريو اليمني انطلاقاً من جنوب لبنان، مشددة على أن "إسرائيل أرادت التأكيد لحزب الله أن إطلاق أي صاروخ من جنوب لبنان أو من أراض لبنانية في اتجاه إسرائيل، كما يفعل الحوثيون مع المملكة السعودية، سيؤدي إلى تدمير كبير يلحق بلبنان كله".
الجيش القلعة الأخيرة
قالت "الجريدة" الكويتية، إن الجيش اللبناني حصل أمس على تطمين أمريكي مفاده أن المساعدات العسكرية ستستمر، وأن واشنطن لن تسمح بأن يؤدي الوضع المالي إلى زعزعة المؤسسة الوحيدة، التي لاتزال تعمل بطريقة فعالة.
واستمع قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى قائد القيادة الوسطى الأمريكية سنتكوم الجنرال كينيث ماكنزي في اليرزة، بحضور السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا.
وأفادت معلومات بأن ماكنزي أبلغ عون بأن الولايات المتحدة مصممة على الحفاظ على الشراكة القوية مع الجيش اللبناني.
ووفق مصدر دبلوماسي، فإن الإصرار الأمريكي نابع من قناعة الإدارة الأمريكية الحالية بضرورة تثبيت أقدام الجيش اللبناني وتقويته في مواجهة الخطر الأمني والعسكري الذي يُهدد لبنان والمنطقة بأسرها.



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل