آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:01:14:19
صحف عربية : ميليشيا الحوثي تشعل النيران في وجه "مبادرات السلام"
(الامناء/وكالات:)

تناور ميليشيا الحوثي الإيرانية لكسب مزيد من الوقت قبل أن تحدد موقفها الصريح تجاه مقترح المبعوث الأمريكي لوقف الحرب في اليمن، واستئناف العملية السلمية، سعياً لإنهاء الصراع الطويل، ووقف العنف، في حين أبدت الحكومة اليمنية ترحيباً كبيراً بالمبادرة، معتبرة إياها فرصة لرفع المعاناة المريرة عن الشعب اليمني.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأحد، تصاعد الغضب الشعبي في الأردن بعد كارثة مستشفى السلط التي أسفرت عن 7 ضحايا جراء انقطاع الأكسجين، مرجعين السبب في تلك الكارثة إلى  الترهل الإداري، والمحسوبية.

ارتباك حوثي
أظهرت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ارتباكاً ملحوظاً إزاء الخطة المقترحة التي كشف عنها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي لندركينغ، يوم الجمعة الماضي لوقف إطلاق النار في البلاد، حيث سارع المتحدث باسم الميليشيا محمد عبد السلام فليتة إلى رفضها، معتبراً أنها "مؤامرة" على جماعته قبل أن يتراجع عن هذا الرفض بشكل ضمني عبر إعادة تغريدة أحد مذيعي قناة جماعته "المسيّرة" على تويتر، وفق ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط".
وبحسب الصحيفة، تبادل الطرفان الاتهامات، وقال مبعوث واشنطن إلى اليمن، إن الميليشيا الحوثية "تعطي الأولوية للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب"، في حين وصف المتحدث باسم الحوثيين، مقترح الأول بأنه "مؤامرة"، وأنه يمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام.

واتهم بيان للخارجية اليمنية، الميليشيات الحوثية بأنها "قابلت تلك الدعوات لوقف إطلاق النار بفتح جبهات جديدة وتصعيد عدوانها العسكري على المدنيين في مأرب وتعز والحديدة، وإطلاق 25 صاروخاً باليستياً خلال فبراير (شباط) فقط على مدينة مأرب متسببة بسقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين"، إضافة إلى "سقوط عشرات القتلى من النساء والأطفال في قصفها العشوائي ضد التجمعات السكنية في تعز والحديدة".

عجز
يؤكد الباحث السياسي اليمني رماح الجبري، في تصريح لصحيفة "العرب" اللندنية، أن رفض الحوثيين للخطة الأمريكية تأكيد على أن "هذه الجماعة ليست لديها نوايا تجاه تحقيق السلام في اليمن أو القبول بالشراكة مع الحكومة الشرعية".
وأكد الجبري أن مشكلة الصراع في اليمن تكمن في أن المجتمع الدولي يمتلك أدوات ضغط على طرف واحد فقط وهو الحكومة الشرعية ومن خلفها التحالف بينما هو عاجز عن استخدام أدوات ضغط يمكن أن تجبر الميليشيا الحوثية على المضي في تحقيق السلام.
ولفت الجبري إلى أن المعادلة ميدانياً في اليمن تتغير من يوم إلى آخر لصالح الحكومة الشرعية بعد فشل الهجوم الحوثي على مأرب وتحقيق تقدمات كبيرة للجيش الوطني في جبهات تعز وحجة، ما يكشف أن الجماعة الحوثية تحشد كل إمكانياتها في جبهة واحدة وأن تحرك جميع الجبهات في آن واحد كفيل بوأد المشروع الحوثي خلال فترة وجيزة.
وأكدت الصحيفة، تقديم الحوثيين عدداً من الاشتراطات من بينها فتح مطار صنعاء ووقف عمليات التحالف ورفع ما يسمّيه الحوثيون بالحصار.
من جهته، اعتبر الباحث السياسي اليمني سعيد بكران، أن رفض الحوثي للمبادرة الأمريكية هو نتيجة طبيعية للميزان العسكري الحالي في مأرب ورؤية الميليشيا بأنها ليست مضطرة لتقديم أيّ تنازل وأن طرف الشرعية هو الواقع تحت الضغط وعليه هو أن يتنازل.

مأساة وطنية
يقول الكاتب الأردني، موفق ملكاوي، في مقال له بصحيفة "الغد"، إن ما حدث في مستشفى السلط الجديد مأساة وطنية كاملة الأركان، فأن ينقطع الأكسجين عن المرضى المتعلقة أرواحهم به، مدة تصل إلى ساعة من دون أن يكتشف أي شخص هذا الانقطاع، هو لا شك نوع من العبث الذي يؤدي إلى المأساة.
ويضيف ملكاوي، لكن، وللأسف الشديد، إنه عبث بأرواحنا، فالذين ماتوا لم يكن لهم من جريرة سوى أنهم وقعوا ضحية الترهل الإداري، ومفهوم الوظيفة العامة في بلد يؤمن أن الواسطة والمحسوبية أفضل حلول التشغيل والتوظيف، في الوظائف الدنيا والمتوسطة والعليا.
وفيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، يقول ملكاوي، إن أي "شخص يريد أن يعلق العدالة على مشجب لجان وفرق التحقيق، عليه أن ينظر إلى التاريخ الطويل لمثل هذه اللجان في العديد من المفاصل المهمة في بلدنا، وهو بلا شك سيعرف الجواب، فمثل هذه اللجان ليست أكثر من "مورفين" يتم تجريعه للشعب لتخفيف ألمه وهو يعيش وسط المأساة".
وقال، المطلوب اليوم استقالة الحكومة بأكملها، لكي نؤسس بالفعل للمسؤولية الأخلاقية الحقيقية التي ترى أن أرواح الأردنيين مقدسة لا يجوز المساس بها والعبث بقدسيتها.

كلام حكومي غليظ
يروي الكاتب الأردني، فارس الحباشنة، في صحيفة "الرأي" حكايته مع فيروس كورونا، قائلاً، 
أصابتني كورونا قبل حوالي شهرين. التزمت بالحجر المنزلي 14 يوماً. الحكومة تفضلت علي باتصال هاتفي من موظف في لجنة الأوبئة سألني: هل أنت مصاب بكورونا أجبته بنعم، والسؤال الثاني: كيف أصبت بكورونا؟ أجبته، هذا الخبر من علم الغيب، وخبر جوابه عند الله. وانتهى الاتصال. ولم يعاود أي موظف من اللجنة الموقرة التواصل والاستفسار عن حالة مصاب بكورونا.

ويضيف الحباشنة، "في أيام الحجر التي امتدت لأسبوعين. أجريت فحصي كورونا من جيبي الخاص، وكلفتهما 60 ديناراً، إلى جانب ذلك اشتريت أدوية ومواد غذائية مكملة من فيتامينات، وغير ذلك بحوالي 300 دينار، فشركات التامين لا تتعرف على دواء وعلاج كورونا".
ويضيف أيضاً، في غمرة ما يروج اليوم من كلام عام عن الحظر والحظر الشامل. فأول ما قد يوجه للحكومة من سؤال ماذا قدمتم للمواطنين؟ عقلية الجباية حاكمة أيها السادة.. ولا ترحم أحداً، وكأن كورونا لم تمر من الأردن.
ولكن، كلما سمعت عن مصاب كورونا أول ما يخطر في ذهني، هل يستطيع أن يشتري مستلزمات الفيروس؟ وإذا ما قهره الفيروس وامتد إلى جسده، هل يستطيع أن يدخل إلى مستشفى ومركز طبي، ويشتري أدوات الأوكسجين ودواء كورونا الذي تباع العلبة الواحدة منه بـ170 ديناراً.
ويقول الحباشنة، ما يقهرني الكلام الحكومي الغليظ عن صحة المواطن، والحظر الشامل. من لا يحس بالناس وهمومهم وأوجاعهم لا يصلح أن يولى على أمورهم العامة. صدقوني أزمة كورونا في بلادنا ليست صحية ووبائية، وبقدر ما هي أيضاً اقتصادية واجتماعية ومعيشية لشرائح ممتدة وواسعة تضررت من توابع الفيروس، فأنا أحصرها بالأول والأخير في زوايا أخلاقية.




شارك برأيك