- تحسباً لهجوم إسرائيلي .. مليشيا الحوثي توجه برفع جاهزية المستشفيات في صنعاء
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- محلل عسكري يكشف عن 3 عوامل للقضاء على الحوثي
- بصاروخ باليستي .. مليشيا الحو/ثي تعلن مسؤوليتها عن هجوم استهدف إسرائيل
- الرئيس الزُبيدي: إرهاب الحوثي لن يستمر ومشروعه إلى زوال
- القوات الجنوبية تكسر هجوم حوثي شمالي لحج
- الحكومة تحذر من تهديد خطير وغير مسبوق في اليمن وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته
- ترشيح زوجة قيادي حوثي لمنصب رفيع في الحكومة الشرعية
- فريق التواصل يتفقد محور يافع ويزور الجبهات الأمامية في مديرية الحد
- بتمويل إماراتي.. محافظ سقطرى يدشن مشاريع طرق لتحسين البنية التحتية بالمحافظة
تراجع الحوثيون عن تصريحات شديدة اللهجة، أطلقوها، الجمعة، ردا على مبادرة المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ التي حمّلتهم ضمنيا مسؤولية فشل مقترحات لوقف إطلاق النار حظيت بموافقة الحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية.
يأتي هذا فيما تقول أوساط يمنية إن التهدئة في الخطاب الحوثي هي جزء من مناورة لربح الوقت وتأجيل الهدنة المطلوبة أميركيا إلى ما بعد السيطرة على مأرب.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن المتمردين سعوا لتطويق موقف المتحدث باسمهم، الذي أطلق تصريحات حادة رافضة لمبادرة واشنطن، خوفا من إحراج الأميركيين الذين يسعون للظهور كجهة محايدة تعمل على فرض وقف إطلاق النار على مختلف المتدخلين في الملف.
وفي محاولة للتنصل من تصريحات رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين وناطقهم الرسمي، محمد عبدالسلام، التي حملت هجوما حادا على واشنطن ووصفت مبادرتها بالتآمر على اليمن، قالت وسائل إعلام حوثية إن عبدالسلام لم يُعلن رفض الجماعة الحوثية للحوار الذي ترعاه سلطنة عمان.
وأشارت إلى أن حديثه لقناة المسيرة الحوثية تضمّن فقط طرح ملاحظات على خطة المبعوث الأميركي في شكلها الحالي، مضيفة أن النقاش حولها ما يزال مستمرا.
وكان ناطق الحوثيين قد أكد في حوار مع قناة المسيرة الحوثية استلام ما أسماه بالمقترح الأميركي عن طريق الجانب العماني، في محاولة للتنصل من الأخبار حول حدوث لقاء مباشر بين المبعوث الأميركي والوفد الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.
واعتبر عبدالسلام أن المقترح يمثل “الرؤية السعودية والأممية” في إشارة للإعلان المشترك الذي أعده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والتي قال إنها لا تتضمن “فكا للحصار، ولا وقفا لإطلاق النار وإنهاء للحرب، وإنما مجرد التفافات شكلية تؤدي في الأخير إلى العودة إلى الحصار مرة أخرى ولكن بطرق دبلوماسية”.
وأكدت تصريحات عبدالسلام ما كشفت عنه “العرب” عن تقديم الحوثيين عددا من الاشتراطات من بينها فتح مطار صنعاء ووقف عمليات التحالف ورفع ما يسمّيه الحوثيون بالحصار.
وكان المبعوث الأميركي قال إن لديه خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في اليمن، وإنها مطروحة على قيادة حركة الحوثيين “لعدد من الأيام” لكن الحركة تعطي الأولوية فيما يبدو للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب.
وقال ليندركينغ “سأعود على الفور عندما يكون الحوثيون على استعداد للحوار”، مضيفا “نحث الحوثيين على الرد.. إذا لم نتمكن من إحراز تقدم الآن، فسوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر”.
واعتبر الباحث السياسي اليمني سعيد بكران في تصريح لـ”العرب” أن رفض الحوثي للمبادرة الأميركية هو نتيجة طبيعية للميزان العسكري الحالي في مأرب ورؤية الجماعة بأنها ليست مضطرة لتقديم أيّ تنازل وأن طرف الشرعية هو الواقع تحت الضغط وعليه هو أن يتنازل.
وتعقيبا على التصريحات الأميركية التي ألقت الكرة في ملعب الحوثيين، حول ترتيبات وقف إطلاق النار والانخراط في العملية السياسية، وتأكيدا لما نشرته “العرب”، أصدرت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بيانا حمّلت فيه الميليشيات الحوثية مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في اليمن والتصعيد العسكري في مأرب والاستمرار في استخدام الصواريخ الباليستية لقصف الأحياء السكنية في المحافظة والمدن السعودية.
وشدد البيان على استجابة الحكومة اليمنية لدعوات الإدارة الأميركية الجديدة المتعلقة بدعم عملية السلام في اليمن وتحقيق سلام شامل، والتعاطي مع تلك الدعوات “بكل إيجابية”، في الوقت الذي قابلت فيه الميليشيات الحوثية تلك الدعوات “بفتح جبهات جديدة وتصعيد عدوانها العسكري على المدنيين في مأرب وتعز والحديدة”، وإطلاق 25 صاروخا باليستيا على محافظة مأرب خلال شهر فبراير فقط.
واعتبر الباحث السياسي اليمني رماح الجبري، في تصريح لـ”العرب”، أن رفض الحوثيين للخطة الأميركية تأكيد على أن “هذه الجماعة ليست لديها نوايا تجاه تحقيق السلام في اليمن أو القبول بالشراكة مع الحكومة الشرعية”.
وأكد الجبري أن مشكلة الصراع في اليمن تكمن في أن المجتمع الدولي يمتلك أدوات ضغط على طرف واحد فقط وهو الحكومة الشرعية ومن خلفها التحالف بينما هو عاجز عن استخدام أدوات ضغط يمكن أن تجبر الميليشيا الحوثية على المضي في تحقيق السلام.
ولفت الجبري إلى أن المعادلة ميدانيا في اليمن تتغير من يوم إلى آخر لصالح الحكومة الشرعية بعد فشل الهجوم الحوثي على مأرب وتحقيق تقدمات كبيرة للجيش الوطني في جبهات تعز وحجة، ما يكشف أن الجماعة الحوثية تحشد كل إمكانياتها في جبهة واحدة وأن تحرك جميع الجبهات في آن واحد كفيل بوأد المشروع الحوثي خلال فترة وجيزة.
وأكد الجبري أن الميليشيا الحوثية أصبحت منهكة من ناحية الآليات والمعدات العسكرية الحديثة بعد أن دمر طيران التحالف الكثير من الآليات العسكرية لديها فيما خرجت كثير منها من الخدمة بعد خمس سنوات من الاستعمال، كما أن الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية الإيرانية لا تجدي في العمليات الهجومية في الجبهات.
وتأتي هذه التحولات في ظل مؤشرات على تزايد حدة الانتقادات الغربية للحوثيين عل خلفية مواقفهم المتصلبة إزاء مقترحات وقف إطلاق النار المقترحة من قبل الأمم المتحدة.