آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:05:12:15
السعودية في مواجهة أمريكا وإيران على تخوم مدينة مأرب .. معركة كسر العظم والنفوذ الحاسمة.. من المنتصر؟
(الامناء/صالح لزرق:)

السعودية في مواجهة أمريكا وإيران على تخوم مدينة مأرب
معركة كسر العظم والنفوذ الحاسمة.. من المنتصر؟

أين ما يسمى بـ"الجيش الوطني"؟
لماذا يراهن الحوثيون على الخيانات؟

الأمناء/ صالح لزرق:
تخوض قبائل مأرب، مسنودة ببعض الوحدات العسكرية، مواجهات عسكرية نارية ضد مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التي تشن هجوما عنيفا على مأرب منذ أيام.
وأحرزت المليشيات الحوثية تقدمًا على مختلف الجبهات، وسط تراجع من الجيش والقبائل المناهضة للحوثيين هناك، حيث سيطر الحوثي على معسكر كوفل ومنطقة الزور القريبة من سد مأرب التاريخي، بالإضافة إلى سيطرة المليشيات على ووادي "ذنة"، وسط نزوح كبير للأهالي هناك في المنطقة فجر يوم الثلاثاء الماضي.
ويشن طيران التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، غارات مكثفة منذ بدء هجوم الحوثي قبل أيام، وأدى ذلك إلى إعاقة تقدم المليشيات الحوثية على الأرض بعد أن قامت بحشد مقاتلين لإسقاط مدينة مأرب آخر معاقل شرعية الإخوان في الشمال.

أين ما يسمى بـ"الجيش الوطني"؟
قالت وزارة الدفاع التابعة للشرعية اليمنية إن قوام الجيش الوطني بمأرب أكثر من 500 ألف مقاتل، فيما أظهرت المواجهات الأخيرة، التي تدور رحاها حاليا، تشير إلى أن القبائل الرافضة لمشروع الإخوان هي من تقوم بالدفاع عن المحافظة، في ظل غياب تام لما يسمى بالجيش الوطني عن سير المعارك، وهو ما أكده مستشار محافظ مأرب صالح القانصي، الذي قال إن الجيش الوطني بمأرب كذبة لا يمكن تصديقها. 
وقال القانصي في منشور على حسابه الرسمي "بالفيسبوك": "ما فيش حاجة اسمها جيش بمأرب، وهي كذبة". موضحا بأن الحل هو "إلغاء وزارة الدفاع واستبدالها بوزارة القبائل". 
وتتواجد قوات ضخمة تابعة للجيش الوطني في محافظات جنوبية، وهي شبوة وحضرموت وأجزاء من محافظة أبين، وترفض سلطة الإخوان المتحكمة بالشرعية سياسيا وعسكريا نقل الوحدات في الجنوب إلى مأرب والدفاع عنها، بحسب ما جاء في بنود اتفاق الرياض الذي ينص على سحب جميع المعسكرات القتالية لمواجهة الحوثيين. 
ورفضت وزارة الدفاع وقيادات الشرعية سحب القوات المتواجدة في شبوة ووادي حضرموت للدفاع عن مأرب من السقوط، في مؤشر يؤكد أن مأرب ستذهب إلى الحوثي، والإصلاح سيتجه للجنوب لتعزيز نفوذه هناك، وهذا ما أكده الصحفي الإخواني سمير النمري مراسل قناة الجزيرة في اليمن. 
وقال النمري في منشور له على "الفيسبوك": "لمن يتساءل: لماذا لا تتحرك الألوية العسكرية في المكلا وسيئون لمساندة جبهات مأرب؟".
وزعم النمري أن لدى القوات الإخوانية في مأرب وشبوة مسؤولية وطنية وأخلاقية - حسب قوله. مشيرا إلى أن مأرب هي حائط الصد لحضرموت، ولو تمكن من إسقاطها ستجد حضرموت نفسها وجهاً لوجه مع الحوثي وستكون الخسائر كارثية - حسب قوله. 

السعودية في مواجهة أمريكا 
ويرى مراقبون في تصريحات لـ"الأمناء" أن الأحداث في مأرب جاءت بعد تصريحات الأمير خالد بن سلمان، الذي أكد تمسك بلاده على الحل السلمي في اليمن وفق المرجعيات الثلاث عبر الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. 
فيما الإدارة الأمريكية الجديدة أوقفت الدعم العسكري الأمريكي في الحرب ضد الحوثيين، وأكدت عزمها على الحل السياسي لجميع القوى اليمنية الرئيسية. 
وكشف المبعوث الأمريكي المعين حديثا "تيم ليندركينغ" عن تواصل بين بلاده والحوثيين عبر القنوات الخلفية، ما يؤكد تجاوز أمريكا للتحالف العربي بقيادة السعودية في الملف اليمني والحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. 
وقال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن إن إيران تلعب دورًا مدمرًا في اليمن من تسليح مليشيات الحوثي وتدريبهم وتجهيزهم لشن هجمات ضد المدنيين وضد السعودية. 
ويرى مراقبون تصريح الخارجية الأمريكية من أن واشنطن رفعت الحوثي من قائمة الجماعات الإرهابية ، دون أن تشترط بوقف حربه على مأرب، يشير إلى أن حرب مأرب تجري بتوافق وقبول دولي وإدارة لمخرجاتها من قبل القيادة الأمريكية الجديدة .
وعلق الصحفي صلاح السقلدي على تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لليمن حيث قال: "حين يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن إن بلاده تستخدم بشكل نشط قنوات خلفية للتواصل مع الحوثيين كما أعلنه اليوم، فإن هذا يعني بالضرورة أن إدارة بايدن ستتجاوز التحالف والسلطة اليمنية الموالية له المسماة بالشرعية بعد أن حسمت هذه الإدارة  أمرها بوقف مشاركتها بهذه الحرب وعزمها العمل على وقفها تماما". 
وأضاف السقلدي: "إن تصريح المبعوث يشير إلى أن الدور الأمريكي في قادم الأيام سيكون محوريا يطغى على دور الأمم المتحدة أو  يوازيه، وأن ما ستبرمه واشنطن من اتفاقات مع الحوثيين ولو بشكل غير مباشر هو الذي سيتم فرضه على كل الأطراف المحلية والإقليمية المنخرطة بحرب اليمن، وجميع الأطراف ستنفذ ما تقوله".

إيران على تخوم مدينة مأرب 
وبحسب المراقبين فإن المعارك في مأرب والتقدم الكبير لمليشيات الحوثي يؤكدان وقوف إيران خلفها حيث تبدي إيران عزمها هذه المرة على السيطرة على مدينة مأرب عبر ذراعها الحوثي في ظل التواطؤ الأمريكي مع المليشيات الحوثية ورفع المليشيات الحوثية من قائمة الإرهاب .
وقالت الباحثة في العلاقات الدولية الناشطة اليمنية الدكتورة وسام باسندوه إن إيران هي من تقف خلف الهجوم على مأرب بشكل رسمي عبر سفيرها في صنعاء حسن إيرلو، وهو من يتحكم بالجماعة ويوجهها للتوسع في مأرب وإسقاطها .
وكان المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في رد على بيان الخارجية الأمريكية قد اشترط وقفا شاملا لما أسماه بالعدوان، موضحا أن الحل يبدأ بفك الحصار على المليشيات الحوثية.
وأضاف عبدالسلام: "على التحالف إيقاف عدوانه وحصاره ونحن جاهزون للتعاطي بإيجابية" - حسب قوله.

على ماذا يراهن الحوثي في إسقاط مأرب؟ 
نجح الحوثيون في إحراز تقدم كبير في جبهات مأرب مستغلا خذلان ما يسمى بالجيش الوطني التابع لحزب الإصلاح الإخواني الذي يعمل منذ الوهلة الأولى إلى إفشال التحالف العربي، وتسليم الشمال للحوثي، ذراع إيران، وتعزيز موقفه في الجنوب.
ووجهت عدة تقارير اتهامات لحزب الإصلاح بالتعاون عسكريا مع الحوثيين بشكل غير معلن لا سيما في جبهة مأرب.
وتعرضت مخازن الأسلحة في صحن الجن لقصف حوثي، وأكدت بعض التقارير فرضية تعاون عسكري بين عسكريين بالجيش اليمني موالين لحزب الإصلاح وميليشيا الحوثي، إذ أن المخازن التي استهدفتها المليشيا تحوي أسلحة وصواريخ سبق لحزب الإصلاح محاولة إخفائها عن الجيش.



شارك برأيك