- الوزير الزعوري: اليمن تمر بأسوأ ازمة انسانية في العالم
- لجنة معالجة نشاط نقل البضائع تواصل عقد اجتماعاتها
- لقاء في عدن يناقش خطة تعزيز العمل والتعامل المسؤول مع النفايات الطبية
- الوزير باذيب يبحث مع نظيره السعودي تعزيز الشراكة الإستراتيجية الرقمية بين البلدين
- الحوثيون يستنفرون استعداداً لضربات إسرائيلية أشدّ
- ضبط متهم متلبس بسرقة المنازل ومحلات الورش بحضرموت
- إســرائيل تعلن اعتراض خامس صاروخ أطلق من اليمن خلال أسبوع
- قوات دفاع شبوة تعثر على طفلين مفقودين
- دعوات لتوحيد العمل الميداني المشترك بين محور تعز وقوات الساحل الغربي
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 25 ديسمبر
صعدت ميليشيا الحوثي استهداف مواقع سعودية في الأيام القليلة الماضية، بعد إعلان الإدارة الأمريكية إلغاء قرار الرئيس السابق دونالد ترامب، بإدراج الميليشيا على قوائم الإرهاب، ومحاولة إيران الضغط على البيت الأبيض لدفعه للتعجيل بالعودة إلى الاتفاق النووي، ما يضع الحرب التي أشعلتها الميليشيا في مأرب اليمنية في إطار، مساعٍ حوثية وإيرانية مشتركة، للخروج بأكبر من المكاسب الميدانية والاستراتيجية في بداية عند الرئيس جو بايدن.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، أكدت مصادر التناقض الواضح والموقف المزودج للإدارة الأمريكية الجديدة من الحوثيين، بالتزامن مع التصعيد العسكري في إبين، بعد إعلان إدارة الرئيس بايدن التراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب.
الضغط حوثي والمحرك إيراني
كشفت أوساط يمنية لصحيفة العرب اللندنية، أن تكثيف الهجمات على مواقع سعودية وتوسيعها إلى استهداف مطار جدة، محاولة للضغط على الرياض لوقف تدخل الطيران السعودي في مأرب لمنع تقدم الحوثيين وتوفير غطاء للقوات اليمنية المدافعة عن المدينة الاستراتيجية.
وأشارت الأوساط إلى أن الرسالة الحوثية إلى السعودية واضحة "أعطونا مأرب لنتوقف عن قصف مطاراتكم ومواقعكم المدنية".
واستبعدت المصادر قبول السعودية الابتزاز، معتبرة أن الرياض تعرف جيداً أن الحوثيين لن يتوقفوا عن هجماتهم لأنهم ينفذون أجندة إيرانية هدفها الرئيسي تهديد الأمن القومي السعودي.
وقال مراقبون يمنيون إن التصعيد الحوثي يرتبط بالملف الإيراني ومحاولة طهران ابتزاز المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية الجديدة، للعودة إلى المفاوضات دون شروط تجبرها على التراجع عن برامجها الصاروخية، وتدخلاتها في دول المنطقة، ودعم الإرهاب فيها، خاصة في اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان.
موقف مزدوج
في صحيفة أخبار الخليج، قال عبدالمنعم إبراهيم: "هناك تناقض كبير بين ادعاءات واشنطن حماية أمن السعودية وتراجعها عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، خاصةً أن الحوثيين فسروا تراجع أمريكا عن تصنيفهم جماعة إرهابية بترضية لهم ضد السعودية".
وأضاف أن "الموقف الأمريكي المزدوج يعني أن واشنطن تنحاز الى جانب الحوثيين ضد أمن السعودية، ويعني أيضاً أنها ضد التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، ويعني أنها لا تكترث بمواصلة الحوثيين إطلاق الصواريخ والطائرات المتفجرة، وزرع الألغام في مياه البحر الأحمر والموانئ السعودية واليمنية، واستهدافهم للمطارات المدنية في السعودية".
وأوضح الكاتب أن أمريكا في أي مفاوضات قادمة حول الملف النووي الإيراني، ستتنازل لإيران عن تطوير الصواريخ البالستية العابرة للقارات، وستعترف بالنفوذ الإيراني وتدخلات ميليشياتها الموالية لها في دول المنطقة.
وأشار إلى أن أمريكا ستبارك الوجود الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولابتزاز دول المنطقة على طريقة "سيئ الصيت" باراك أوباما وما فعله في الدول العربية من كوارث بشرية وسياسية عام 2011.
حمام دم
على موقع "إندبندنت عربية" قال الدبلوماسي اليمني السابق مصطفى النعمان، إن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية، "كان غير قابل للنفاذ، إذ جاء متأخراً للغاية، ولأن تطبيقه بحاجة إلى إدارة مقتنعة بتأثيره، وهو ما كان الكثيرون يعلمون أنه لن يكون متوفراً للإدارة المقبلة لأسباب، منها الوعود الانتخابية السابقة، ورغبتها في الظهور بصورة الوفاء بوعودها، وكذلك التوجهات السياسية الجديدة لدى الفريق المسؤول عن السياسة الخارجية الأمريكية، ولمعظمهم خصومة أيديولوجية مع دول التحالف".
وأضاف "الواضح أن مأزق استمرار الحرب الحالية صار كابوساً يؤرق الجميع، فقد زادت مآسيها الإنسانية وتبعاتها السياسية والاقتصادية على الجميع" مشدداً على أن اليمن أصبح يعاني من "هتك النسيج الاجتماعي على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، وطال الضرر البنية الكلية داخل المجتمعات الأصغر، فقد بعثت الحرب وتبعاتها جروحاً اجتماعية ومذهبية ومناطقية، ولن يتعافى اليمن إلا بوجود سلطة دولة متوافق عليها تمكن من ضبط حركة المجتمع الأكبر والمجتمعات الأصغر داخله، وليس في ذلك تناقض مع فكرة الدولة الاتحادية، أو ما يقترب منها جوهرياً، ولكن ذلك لا يمكن تحققه من دون عوامل موضوعية تسمح بالانتقال الهادئ وغير القسري من سيطرة القطب الواحد إلى تعدد مراكز الحكم تحت مظلة دستور واحد، وقانون واحد، وجيش واحد".
وأوضح الكاتب "وبينما ترتفع المناشدات والمساعي دولياً مطالبة بحيوية التوصل إلى اتفاق للسلام، يتواصل هجوم الحوثيين على محافظة مأرب، وهو تصعيد يهدد حياة أكثر من مليوني مواطن لجأ معظمهم إليها هرباً من ويلات الحرب في بقية اليمن، وكانوا يعيشون هدوءاً معقولاً وتنمية عمرانية مقبولة. ولن يحقق شيئاً إلا مأساة تجلب مزيداً من الويلات والأحقاد والقتلى والجرحى الذين يذهبون ضحايا لمعركة لن ينتصر فيها اليمن".
مأزق أمريكي
وفي صحيفة الشرق الأوسط، أكد محمد علي السقاف، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتخبط اليوم في مأزق حقيقي في اليمن، مذكراً بمقاطع كثيرة مما قاله وزير الخارجية الأميركي في تبريراته لإلغاء قرار ترامب اعتبار حركة أنصار الله الحوثية منظمة إرهابية، معتبراً أن "التمييز بين الحركة وزعيمها وقادة آخرين من الحركة تمييز غير دقيق، فزعيمها عبد الملك الحوثي تتجسد فيه الحركة، ويصعب الفصل بين الرأس وبقية الجسد".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، وفق الكاتب "أن قادة جماعة أنصار الله الحوثية يخضعون للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي 13611، وهم عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، وذلك حسب قوله بسبب أفعالهم التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن، وأضاف الوزير أن الولايات المتحدة واضحة ضد أفعال "أنصار الله الخبيثة"، وعدوانها بما في ذلك السيطرة على مناطق واسعة من اليمن بالقوة، وتحويل المساعدات الإنسانية، والقمع الوحشي لليمنيين في المناطق التي يسيطرون عليها" ولكن هذه المواقف لم تمنع الإدارة الجديدة من المضي قدماً في قرارها المثير للتساءل.
واعتبر الكاتب أن "تبريره، وزير الخارجية الأمريكي، مثل منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى أسباب الإلغاء لدواعٍ إنسانية، في حين، في الوقت نفسه أشار في تصريحه إلى قيام الحركة بتحويل المساعدات الإنسانية، وأن تعنت الحركة يترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة؟".
واعتبر الكاتب أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى الظهور "المرن" في الملف اليمني، لكن ذلك "لم يثن ذلك الحركة عن استهداف مطار أبها الدولي في 10 فبراير(شباط) الماضي، الذي اعتبره مندوب السعودية في رسالته إلى مجلس الأمن الدولي جريمة حرب، يجب محاسبة ميليشيات الحوثي وفق القانون الدولي الإنساني، عليها".