- الوزير الزعوري: اليمن تمر بأسوأ ازمة انسانية في العالم
- لجنة معالجة نشاط نقل البضائع تواصل عقد اجتماعاتها
- لقاء في عدن يناقش خطة تعزيز العمل والتعامل المسؤول مع النفايات الطبية
- الوزير باذيب يبحث مع نظيره السعودي تعزيز الشراكة الإستراتيجية الرقمية بين البلدين
- الحوثيون يستنفرون استعداداً لضربات إسرائيلية أشدّ
- ضبط متهم متلبس بسرقة المنازل ومحلات الورش بحضرموت
- إســرائيل تعلن اعتراض خامس صاروخ أطلق من اليمن خلال أسبوع
- قوات دفاع شبوة تعثر على طفلين مفقودين
- دعوات لتوحيد العمل الميداني المشترك بين محور تعز وقوات الساحل الغربي
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 25 ديسمبر
قالت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” إن الجماعة الحوثية تسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب العسكرية على الأرض قبيل تبلور الموقف الإقليمي والدولي الضاغط لوقف إطلاق النار وتحريك المسار السياسي للأزمة اليمنية، مشيرة إلى أن الهجوم الحوثي العنيف الذي يستهدف محافظة مأرب الإستراتيجية محاولة حوثية لاستغلال التراخي الأميركي تجاه إيران ورفع واشنطن اسم الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية في أعقاب ضغوط مارستها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها.
واعتبر رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أن استهداف ميليشيا الحوثي الأحياء السكنية في مأرب والجوف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، بالتزامن مع الدعوات والتحركات الدولية والأممية لإيجاد حل سياسي، “يقدم دليلاً جديدًا للمجتمع الدولي على أن هذه الميليشيات لا تؤمن بالسلام وماضية في تنفيذ أجندة إيران التخريبية في المنطقة”، بحسب ما ورد في الموقع الرسمي لمجلس الوزراء اليمني.
وتزامن التصعيد العسكري الحوثي في مأرب مع زيارة يقوم بها المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى العاصمة الإيرانية طهران ولقاء المسؤولين الإيرانيين للتباحث حول الملف اليمني.
كما يأتي التصعيد في أعقاب شطب الإدارة الأميركية اسم الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية وتعيين مبعوث أميركي خاص إلى اليمن والإعلان عن إيقاف الدعم العسكري لقوات التحالف العربي في اليمن، وهي مؤشرات تصب بحسب مراقبين في اتجاه تعزيز الحوثيين مكاسبهم العسكرية والسياسية وتكريس الواقع الذي فرضته الميليشيات الحوثية خلال ست سنوات من الحرب.
وصعّدت طهران من خطابها المتعلق بالملف اليمني بعد إعلانها عن تعيين سفير لها في صنعاء، غير أن مراقبين اعتبروا زيارة المبعوث الأممي لطهران بمثابة إخراج الدور الإيراني إلى العلن ووضع طهران على طاولة المفاوضات النهائية حول الملف اليمني، بعد أن كانت تكتفي بلعب دور غير معلن عبر دعم الميليشيات الحوثية بالمال والأسلحة التي يتم استخدامها في استهداف السعودية، مثل الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وبدت نبرة القوة في بيان وزارة الخارجية الإيرانية عقب المباحثات التي أجراها غريفيث في طهران الاثنين مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وجاء في بيان الخارجية الإيرانية “إذا أوقفت السعودية الحرب وأنهت الغارات العسكرية على اليمن يمكن إطلاق المباحثات اليمنية – اليمنية في اليوم التالي.. السلام في اليمن مرتبط بإيقاف السعودية حربها على اليمن”، في تأكيد على أن طهران باتت تمسك بزمام القرار الحوثي، وتربط إنهاء الحرب في اليمن والدخول في أي تسوية بتقديم تنازلات دولية لصالح ملفها النووي والاعتراف بها كقوة إقليمية في المنطقة.
وفي تصريح لـ”العرب” حول توظيف الجماعة الحوثية لحالة الارتباك الدولي والتحول في الموقف الأميركي أكد الباحث السياسي اليمني فارس البيل أن إستراتيجية الحوثي تقوم على استغلال التغيرات السياسية لكسب الموقف على الأرض، لافتا إلى أن الحالة الأميركية الجديدة التي ترسل إلى الحوثي وإيران مؤشرات على الرغبة في مسلك تفاوضي تقليدي دفعت الحوثيين إلى تغيير المعادلة على الأرض بغض النظر عن النتائج السياسية طويلة الأمد.
وعن خلفيات الهجوم الحوثي على مأرب في هذا التوقيت أضاف البيل “يبدي الحوثي حرصا واضحا على أن تكون بيديه مكاسب عسكرية أكبر، ومأرب هي الصيد الثمين لو استطاع السيطرة عليها، فعوضا عن الحالة الاقتصادية وما تحويه من موارد النفط والغاز فإنها ستقلب المعادلة بالداخل لصالح الحوثي”.
ومن جهته قال الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى إن إيران تستخدم ورقة الضغط الحوثية في التصعيد العسكري بمأرب وإطلاق المسيّرات والصواريخ البالستية باتجاه السعودية بعد إعلان الإدارة الأميركية إشراك حلفائها الخليجيين في قضية الملف النووي الإيراني.
وتوقع مصطفى في تصريح لـ”العرب” أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاع حدة التصعيد الإيراني عبر الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر باستهدافها الملاحة البحرية بزوارق مفخخة مسيرة عن بعد، وربما تصعيد اعتداءات إرهابية صاروخية أكبر، وخاصة أن مناطق السيطرة الحوثية في اليمن باتت من أهم القواعد الصاروخية لفيلق القدس مع تواجد الخبيرين الإيرانيين في اليمن الجنرال محمود باقري كاظم أباد والجنرال جاويد بردبار شير أمين.
وأضاف “مع توقع إخفاق زيارة غريفيث إلى طهران في إقناعها بتثبيت وقف إطلاق النار في اليمن، فإن الضغط الميليشياوي الحوثي سيزداد وسيشكل تهديدا أكبر على المحافظة النفطية المحاذية للمملكة العربية السعودية، خاصة مع تراخي القوات التابعة لوزارة الدفاع اليمنية عن صد الهجمات الحوثية”.
وأمام التصعيد الحوثي على الأرض والتصعيد السياسي في الخطاب الإيراني إزاء الملف اليمني تتواصل حالة الارتباك اللافتة في موقف الإدارة الأميركية الجديدة التي تتبنى خطابا تصالحيا تجاه الميليشيات الحوثية في اليمن، وتحاول في الوقت ذاته التأكيد على التزامها بحماية أمن حلفائها في المنطقة.
ودعت وزارة الخارجية الأميركية جماعة الحوثي إلى وقف هجماتها ضد السعودية فورا والامتناع عن القيام بأعمال عسكرية داخل اليمن.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين في بيان لها “الولايات المتحدة منزعجة جدا من مواصلة الحوثيين هجماتهم، وتدعوهم إلى وقفها فورا ضد المنشآت المدنية في السعودية، والامتناع عن القيام بأعمال عسكرية جديدة داخل اليمن، والتي بدورها لا تؤدي إلا إلى المزيد من معاناة الشعب اليمني”.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن تيموثي ليندركينغ -المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن- سيباشر مهام عمله خلال الأيام القليلة القادمة من خلال زيارة العاصمة السعودية الرياض، وبالتزامن مع زيارة متوقعة سيقوم بها غريفيث إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بعد اللقاء بالمسؤولين السعوديين والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المقيم في الرياض.
وعلق الباحث السياسي اليمني عزت مصطفى على حالة الارتباك والتناقض في الموقف الأميركي تجاه الملف اليمني بالقول “أعتقد أن على الإدارة الأميركية تحديد رسائلها للحوثيين بوضوح؛ فالموقف الأميركي المرتبك بين تخفيف القيود المترتبة على تصنيف الحوثيين في قوائم الإرهاب والالتزام الأميركي بحماية أمن الدول الحليفة في المنطقة فُهم بشكل خاطئ من قبل الحوثيين وإيران واعتُبر تغييرا في السياسة الأميركية تجاه الملف اليمني يعطي الميليشيا متسعا للتصعيد وزيادة نشاطها الإرهابي تجاه السعودية”.